الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بنت السلطان والبانيان

3 يناير 2008 00:39
كان يا ما كان في قديم الزمان·· سلطان من السلاطين يحكم بلاد جميلة وبعيدة، له بنت جميلة يحبها وتحبه كثيراً ولا يستغني عنها أبداً، وكان قد أسكنها في جناح منفصل ضمن قصره الكبير العامر، وبسبب كثرة مشاغله ومتابعته الدائمة لأمور البلاد والرعية كان لا يرى ابنته إلا يوماً واحداً في الأسبوع· في المنطقة المقابلة لجناح ابنة السلطان في القصر العامر كان يسكن تاجر هندي كبير من تجار الذهب يسمّى ''البانيان'' وكانت نافذة غرفته مواجهة للشرفة الخاصة بجناح بنت السلطان، كلما فتح تلك النافذة شاهد الأميرة الصغيرة وهي تطل من شرفتها وكأنها حورية فاتنة ليس لجمالها في الدنيا مثيل· أعجب ''البانيان'' بالأميرة أيّما إعجاب ووقعت له في قلبه موقعاً حسناً، فحاول لفت نظرها بشتى الوسائل ولكنها لم تكن تلتفت إليه أو تعيره أي اهتمام، فامتلأ قلبه بالحقد والحسد وأراد امتلاكها بأي وسيلة كانت كما يمتلك الذهب والفضة والمجوهرات، فقرر أن يدبر مكيدة للإيقاع بها وعمل محاولات عدة ولكنه لم ينجح إلى أن هداه فكره إلى الاستعانة بإحدى العجائز الشريرات فأرسل في طلبها وأخبرها بالأمر فطلبت منه مبلغاً كبيراً من المال على أن تأتيه بها إلى داخل قصره· بعد أيام معدودة دخلت الخادمة على بنت السلطان وقالت لها إن عجوزاً في الباب تطلب مقابلتها لأمر مهم، فأذنت لها بالدخول فدخلت العجوز الشريرة وقالت: ''لقد علمت أيتها الأميرة بأنك لا تخرجين من القصر أبداً ولا يوجد من يؤنس وحدتك أو يسليك، فجئتك بأمر إن فعلته سعدت أكبر سعادة وظفرت بالأنس والهناء''· بنت السلطان: وما هو هذا الأمر؟· العجوز: إنه القصر الذي يقابل قصركم، فيه حديقة عجيبة كل ما فيها يرقص ويتكلم، وهو شيء إن رأيته أعجبك وأسعدك وأدخل السرور إلى قلبك· بنت السلطان: حقاً! العجوز: تعالي لتنظري بنفسك· بنت السلطان: ولكن والدي يخاف علي ولا يسمح لي بالخروج من دون إذن· العجوز: لن يعلم والدك السلطان بالأمر، فما هي إلا دقائق نذهب فيها ثم نعود من دون أن يعلم أحد، حتى الخدم يجب ألا يعلموا بالأمر حتى لا يخبروا جلالة السلطان، وعندما يأتيك هو في الزيارة المقبلة أخبريه بالأمر وسيسر لذلك وقد يشتري لك بستاناً لإرضائك· فكرت بنت السلطان لبرهة ثم وافقت، وارتدت ملابس عادية حتى لا يعرفها أحد وخرجت مع العجوز إلى بيت البانيان وفور دخولها إلى البيت دفعتها العجوز الشريرة إلى الداخل وأقفلت الباب بإحكام، هنا ظهر لها البانيان فأخذت تبكي وتصرخ فقال لها إنه لن يسمعها أو ينقذها أحد، وأنها يجب أن تسمع كلامه وتنفذ أوامره حتى لا يحدث لها مكروه، انصاعت بنت السلطان للبانيان واقتادها إلى غرفة في الطابق العلوي مملوءة بالذهب والفضة والأحجار الكريمة والمجوهرات وقال لها إن ما تراه جزء بسيط مما سيكون لها إن هي وافقت على الزواج منه· صمتت بنت السلطان ولم ترد عليه فأقفل الباب وذهب، وبقيت هي تفكر في مصيرها والورطة الكبيرة التي وقعت بها، وبقيت على ذلك الحال إلى اليوم التالي حيث سمعت بعض الأطفال يلعبون تحت نافذة الغرفة التي سجنت فيها، فأخذت بعض الذهب وذهبت للنافذة ونادت على الأطفال فالتفتوا إليها فرمت إليهم بقطع من الذهب فانقضوا عليها يجمعونها، قالت لهم إن أردتم المزيد كل واحد يقذف لي بردائه فقذفوا لها بأرديتهم ورمت لهم ما تبقى من ذهب ومجوهرات· قامت بنت السلطان بربط الأردية بعضها بعضاً وربطتها في النافذة لتتدلى إلى الخارج وهبطت بها إلى الأسفل ثم هربت إلى البيت، وهناك استدعت والدها السلطان وأخبرته بالأمر· عاد البانيان بعد انتهاء عمله إلى بيته فاكتشف هروب بنت السلطان، فقرر القيام بمحاولة أخرى للظفر بالأميرة الجميلة، فذهب في اليوم التالي إلى ديوان السلطان وسلم عليه وأخبره بأنه جاءه بسؤال يطلب الإجابة عليه· السلطان: وماذا إن لم نتمكن من حل هذا السؤال، ماذا تريد· البانيان: أريد الزواج من ابنتك· السلطان: وإن تمكنا من الإجابة· البانيان: أعطيكم كل ما أملك من ذهب وفضه ومجوهرات· السلطان: لا·· إن تمكنا من الحل سوف يقطع السياف رأسك· البانيان وقد بدت عليه علامات الرعب والخوف: حسنا أوافق· السلطان: هيا اطرح سؤالك؟ البانيان: شو رأيك··· فيمن طار··· واستطار··· وخلىّ ماريته··· على الطيجان··· وطار··· السلطان: والله لو ما طار··· واستطار··· وخلىّ ماريته··· على الطيجان··· وطار··· كان تنكّست··· عمايم أبوه··· ما بين الرجال·· عرف البانيان من إجابة السلطان بأنه قد علم بأمر ابنته فأراد الهرب ولكن الحرس قبضوا عليه ورموا به تحت أرجل السياف فأشهر سيفه وأطاح عنقه· والى الملتقى·· البانيان: فئة من التجار الهنود ''الهندوس'' عملوا في الإمارات في الماضي· ماريّه: رداء خاص بالمرأة· طيجان: الجيم أصلها ''ق'' وهي جمع والمفرد طوق وهو الطوق الحديدي للنافذة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©