الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اسطنبول.. حيث يتكئ التاريخ على كتف الحاضر

اسطنبول.. حيث يتكئ التاريخ على كتف الحاضر
29 سبتمبر 2009 23:55
المدن كالعرائس، كل مدينة لها ملامحها المتميزة ومحاسنها الخاصة وعلاماتها الفارقة بنوع زينتها ونبرة صوتها ورونق مظهرها وحركة إيقاعها. واسطنبول التي تفرد جناحاً في آسيا وجناحاً آخر في أوروبا تنفرد بمزايا وروائع، بعضها من حكم الموقع وبعضها من أثر التاريخ، فضلاً عن نشاطها وحركة إيقاع الحياة في واقعها اليومي، كما تنفرد بإطلالتها من شواطئ بحارها الثلاثة على العالم العربي والإسلامي في امتداده المترامي إلى جنوبها من المغرب إلى إندونيسيا. الانطباع الأولي السريع الذي يلمع في الخاطر، وأنت تمضي من مطار أتاتورك إلى مركز المدينة، يؤكد لك أنك في عاصمة إمبراطورية ما تزال تحتفظ باتساع المكان وأبهة السلطان وتلاقي البحار: المتوسط عن يمينك، ومرمرة أمامك، ومضيق البوسفور يحملك إلى البحر الأسود في الشمال. متاحف منقوشة كل هذه المزايا تنساها أو تكاد حين يحضنك الميدان الواسع المحيط بمسجد السلطان أحمد الذي أمر ببنائه قبل 400 سنة، والممتد إلى آيا صوفيا التي يلفظها بعض الأهالي «حجة صوفيا» ويبلغ عمرها 1500 سنة. صرحان معماريان متقابلان يثيران الدهشة والإعجاب، الأول (المسجد) بهندسته الإسلامية العثمانية، ويمتاز بقبابه العالية المتعددة ومآذنه الدائرية الشاهقة، وتزين أعمدته وجدرانه من الداخل لوحات منقوشة بخط فني رائع الدقة والجمال. والصرح الآخر (الكنيسة) بفنها البيزنطي، وقد تحولت بعد الفتح إلى مسجد يمتاز بمناراته العالية، ثم صارت متحفا، وهي الآن قيد الترميم. ويبارك صدر قبتها من الداخل بخط فني اسم الله، جل جلاله، وإلى اليمين اسم الرسول الكريم محمد (ص) وتكتمل الدائرة بأسماء الخلفاء الراشدين بالتسلسل التاريخي: أبو بكر، عمر الفاروق، عثمان، علي، والسبطين: الحسن والحسين. ويمكن الصعود إلى الطوابق العليا فيها على سلم حجري مائل يدور بك، ويلتف وكأنك في نفق صاعد يدور بك وتدور فيه مفكراً بتلك الأيدي التي أبدعت هذا الأثر المعماري العريق. أما مسجد السلطان أحمد فهو يتربع تلة في مركز المدينة القديمة المسماة (أراستا) والكلمة في المفهوم الشعبي مأخوذة من سباق الخيول السلطانية في تلك المنطقة، ويؤمه أمواج من الزائرين، مصلين ومن السياح، رجال وأطفال ونساء، يعدون بعشرات الآلاف كل يوم من دون أي رسوم، بينما يقتضي الدخول إلى متحف آيا صوفيا وغيره من المتاحف رسماً معيناً. حوض مائي وأعمدة في الطرف الغربي من الميدان الفاصل بين هذين الصرحين يقع تحت سطح الأرض حوض باسيليكا المائي Basilica Cistern ويعود تاريخ إنشائه إلى سنة 532 ميلادية، ويعد آية معمارية تقوم على 12 صفاً من الأعمدة الرخامية في كل صف 28 عموداً، ومن أطرف ما في هذا الحوض أن تمثالين من رأس (ميدوزا) موضوعان في أسفل عمودين من أعمدة إحدى زواياها، ولا أحد يعلم من أين جيء بهذين التمثالين، ويبدو أنهما وضعا في أسفل الأعمدة كرمز على قهر الشر الذي تمثله الميدوزا في الأسطورة الإغريقية، حيث كانت تحول كل من تنظر إليه حجر. وهذا الحوض كان يزود بالماء قصر الإمبراطور البيزنطي وقصور سلاطين بني عثمان. وفي جانب من الساحة معلم أثري من الحجر الرخام دوِّن عليه: هذا الحجر الوحيد الباقي من نصب يقيسون منه المسافات بين مركز العاصمة وأقاليم الإمبراطورية. قصور السلاطين في هذه المدينة التاريخية الكثير من المتاحف والأسواق والمعالم الأثرية التي تدعوك لزيارتها وتثير في نفس زائرها التأمل والإعجاب، وإذا كان سور المدينة ما يزال قائماً في بعض جوانبه، فلا يمكن لزائر اسطنبول إلا أن يتوجه إلى قصور السلاطين التي تبلغ مساحتها ما يقارب 700 ألف متر مربع ما بين عمران وحدائق، وقد تحولت إلى متحف (طوب قابي) Topkapi بأبوابه السبعة وأجنحته المتعددة مثل دار الكتب ودار النزهة ومجلس الوكلاء. ومن أهم مقتنيات هذا المتحف (البردة النبوية) ومحفظة الحجر الأسود، وسترة الكعبة ومفاتيحها. وقد تفردت أبوظبي باحتضان بعض هذه الآثار المقدسة في معرض: (الإسلام عقيدة وإيمان) في قصر الإمارات. بين الأصالة والحداثة إن أسبوعاً واحداً لا يكفي لزيارة هذه المدينة التاريخية الجميلة الذي يبلغ عدد سكانها حوالي 16 مليوناً، ويرتفع هذه العدد، كما قالوا لنا، إلى ما بين 18 و 19 مليوناً خلال أشهر السياحة الممتدة من أبريل إلى نوفمبر. ولعل مشاهدة عشرات الوفود السياحية بين المعالم الأثرية والمطاعم والساحات تبين الأهمية البالغة لهذه المدينة وموقعها الساحلي الفريد، وما فيها من كنوز وأسواق وحدائق ومقاهي أرصفة، وقد تحولت عشرات البيوت القديمة فيها إلى فنادق تجمع بين أصالة الماضي وحداثة العصر. ويحلو التجوال في المدينة القديمة بأسواقها المسقوفة والمفتوحة وأرضها المرصوفة بالحجر البركاني الباقي من مئات السنين، إضافة إلى صناعاتها التقليدية المتنوعة ومطاعمها المعروفة بأطباقها الشعبية التي يمتاز بها المطبخ التركي، فضلاً عن المطاعم الحديثة التي تقدم ألواناً من الأطباق المعروفة في العالم شرقاً وغرباً. وربما كان من أجمل المناظر التي نحتفظ بها في الذاكرة تلك الإطلالة الصوفية المؤثرة على مسجد السلطان أحمد، ذلك المشهد الإسلامي والحضاري الجميل بقبابه ومآذنه الشامخة التي ترفع ابتهالاتها إلى السماء. إطلالة مميزة وأجواء حالمة في «كمبيتسكي - عجمان» عجمان (الاتحاد) - اخترنا لكم في نهاية هذا الأسبوع قضاء أمسيات شيقة توحي بالرومانسية من عنوانها، وذلك بالتوجه إلى فندق «كمبينسكي»- عجمان. الذي يقدم إلى ضيوفه بدءا من الغد عرضه الجديد «عشاء على ضوء القمر». يمثل هذا العرض الوجهة المثالية لكل من تستهويهم الأماكن المفتوحة والأجواء الحالمة على كاسر الأمواج، والتي تتمتع بإطلالة مميزة على الخليج العربي. يفسح هذا العرض المجال أمام الضيوف لقضاء عطلة استثنائية لنهاية الأسبوع، حيث يمكن الاسترخاء على الكراسي المائلة، وتناول المشاوي ومختلف الأطباق العالمية على أنغام الموسيقى الحية. ويضفي وجود الدي جي «روب كاي» على المكان أجواء من المرح التي لا تكتمل إلا مع الأنغام الموسيقية بحسب الطلب. وكجزء من الديكور ترتفع هناك شاشة عرض لمتابعة آخر الأحداث وتوفير المزيد من التسلية. وكما أن هذا العشاء ممتاز كفكرة لدعوة الشريك، فإنه كذلك بالنسبة لمجموعة الأصدقاء الذين سيجدون فيه فرصة مناسبة لقضاء تجربة لا تنسى. الفندق الذي يجمع في تصميماته ما بين الكلاسيكية والفخامة المعاصرة، يعكس الشعور بالارتياح ولاسيما مع الخصوصية والخدمة السريعة والإطلالة الساحرة التي يوفرها. يبدأ عرض «عشاء على ضوء القمر» الساعة 6:30 مساء خلال أيام الجمعة من الأسبوع الأول والثالث من كل شهر. وتبلغ قيمة رسم الدخول 75 درهماً للشخص الواحد شاملة الضيافات المجانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©