الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

آمال وشكوك في السلام بمعقل للمتمردين الأكراد

30 مارس 2013 00:41
جبل قنديل شمال العراق (رويترز) - تعيد منازل حجرية متهدمة إلى الأذهان ذكرى الغارات الجوية التركية على معاقل المتمردين الأكراد الأتراك المتحصنين في جبل قنديل بإقليم كردستان شمال العراق المتمتع بحكم ذاتي شبيه بالاستقلال. حياة قاسية وسط القمم المغطاة بالجليد والإمدادات الشحيحة والعمليات المسلحة في تركيا المحفوفة بمخاطر جمة. وقد أعلن زعيم «حزب العمال الكردستاني» الانفصالي المحظور الناشط في مناطق الأقلية الكردية جنوب شرقي تركيا عبدالله أوجلان المسجون في جزيرة إمرالي قُرب اسطنبول وقف إطلاق النار الأُسبوع الماضي، لكنه قد يجد صعوبة في إقناع مقاتليه بإبرام اتفاق سلام لإنهاء الصراع الذي أسفر عن مقتل 40 ألف شخص منذ بدء التمرد عام 1984. وقال القائد العسكري للمتمردين مراد كارايلان لوكالة «رويترز» في قرية تحت جبل قنديل «المشاعر متباينة. مئات من رفاقي فقدوا حياتهم بجواري، يجب أن أقول إن رفاقنا يريدون مواصلة كفاحنا. فالتنظيم اتخذ قرارا بالسلام ولكن مقاتلي الصف الثاني يقولون إنهم يستطيعون مواصلة الحرب، وأعمل معهم حتى يقبلوا بالسلام أيضاً». وقال أوجلان نفسه لسياسيين أكراد مؤخراً إنه يشعر بغضب جراء تشكك القيادة العسكرية في جبل قنديل في عملية السلام. وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن القوات التركية لن تلاحق لأتمردين إذا رحلوا من تركيا. ويريد كارايلان ضمانة بذلك من البرلمان التركي. وقال «نحن مستعدون للحرب لكننا مستعدون للسلام أيضاً. إذا وقع أي هجوم على قواتنا، فستدافع عن نفسها». وأضاف أن المقاتلين يمكن أن ينسحبوا إلى جبل قنديل بحلول فصل الخريف المقبل على أن يكون هناك ممر آمن. وأضاف أن الحديث عن تسليم المتمردين أسلحتهم لايزال سابقا لأوانه مالم تتم إصلاحات دستورية في تركيا، تلبي مطالب الاعتراف بالأكراد ومنحهم حقوقهم السياسية والثقافية. لكن محادثات السلام تتقدم بتردد وراء الكواليس. وأوضح كارايلان «هناك تفاهم متبادل الآن. العملية محفوفة بالكثير من المخاطر، لكنها الخطوة الصحيحة التي يجب اتخاذها». لكنها رحلة طويلة وكانت في السابق خطيرة. يتناثر الحطام في الطريق الجبلي المتعرج عبر الاراضي الخاضعة لسيطرة الحزب، وهناك مدفن لأفراد عائلة حوصروا وقُتلوا في غارة جوية تركية عليه صورهم وقطع من سيارتهم. وفي إحدى القرى يسجل مبنى خرساني متهدم المكان الذي سقط فيه اكبر عدد من القنابل التركية رداً على هجمات الحزب داخل تركيا. تحت القمم يقود متمردون مسلحون ببنادق «كلاشنيكوف» الشاحنات والسيارات عبر نقاط تفتيش نائية تفصل كردستان العراق عن جيب الأراضي التركية الخاضعة لسيطرة الحزب. والتعايش السلمي بين الجيب وحكومة كردستان التي تطور علاقات جيدة مع تركيا ليس سهلاً. الأشجار من القوات التركية. والحياة ليست مثالية، فالمقاتلون يتنقلون باستمرار لتجنب الغارات الجوية وينامون في كهوف وأكواخ حجرية في الغابات أو تحت خيام. وتتكون معظم الوجبات من الفاصوليا والارز واللحم. ويشجع «حزب العمال الكردستاني» المساواة بين الجنسين، فيجند مقاتلات وهو أمر غير مألوف في المجتمع الكردي الذي يهيمن عليه الذكور تقليديا، ويتجلى ذلك بوضوح في معقله. وقالت مقاتلة ذكرت انها انضمت إلى الحزب وعمرها 13 عاماً وقضت 15 عاما في جبل قنديل، إن الحريات والمكانة التي تتمتع بها هناك ربما لا تتفقان مع قيم العائلة الكردية. وأضافت «في مجتمعنا لا تُقدر النساء. أشعر بمكانتي وقيمتي هنا أكثر».وتحفظت مقاتلة أُخرى على مغادرة الجبل والعودة إلى الديار. وقالت «لا نستطيع ترك هذه الحياة. أقول لنفسي أحيانا إنني اذا عدت لاعيش مع عائلتي وتحقق السلام والحرية، فكيف أترك الحياة التي اعتدتها؟». ربما تكون هذه إحدى المشكلات وهي ليست غريبة على الساعين إلى إنهاء التمرد فالجبل أصبح أسلوب حياة للمتمردين. وقال كارايلان «لا يريد المقاتلون أو المقاتلات ترك الحياة الحرة التي يتمتعون بها في الجبال، لكن علينا أن ندفعهم إلى الثقة». ومن المؤكد أن هناك عاملا قوياً لعدم الثقة بين الجانبين. وقال مقاتل عرف نفسه باسم بوتان إن قتاله لثماني سنوات في جبل قنديل وتركيا هز لديه أي ثقة في أن الحكومة التركية ستنفذ ما عليها من التزامات. وأوضح «التاريخ يظهر لي أنه لا يوجد مكان للثقة في الدولة التركية». وتم إعلان وقف إطلاق النار وأجريت محادثات سرية مرات عديدة، لكن هناك حذرا من الجانبين مع سقوط قتلى شبان أغلبهم من الأكراد على مر الأجيال. إنه صراع تضرر بسببه الاقتصاد التركي ودفع جنوب شرق البلاد إلى الفقر، وقال كارايلان «نحن في مرحلة تريد فيها الجماهير الكردية والتركية السلام. يجب أن يتخذ أردوغان خطوات لحل المسألة الكردية، ليدون اسمه في سجل التاريخ».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©