الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بلاك بيري» يضرب بالأزمة الاقتصادية عرض الحائط

«بلاك بيري» يضرب بالأزمة الاقتصادية عرض الحائط
29 سبتمبر 2009 23:49
في القدم كان البحث عن التميز مقروناً بذلك المخزون العلمي الذي يمله الفرد، وكان يشار بالبنان لكل من امتلك ثروة ثقافية يضاهي بها أقرانه، وكثير من الأسماء نقشت في ذاكرة الزمان كنوابغ في العلم والفكر والفن على مر العصور، لكنَّ المضحك المبكي أن يصبح مقياس التميز بين شبابنا هو رقم التعريف الشخصي، أو ما يسمى (البن كود)، والغريب أن يدفع بعضهم مبالغ خيالية لقاء رقم مميز كما يقولون. «رقم التعريف الشخصي بالنسبة لي غير مهم، ما يهمني هو أنني أحمل بلاك بيري» بهذه العبارة بدأ عبدلله أحمد (طالب) حديثه، وهو يحتضن جهازه بين يديه كقطعة ثمينة يخاف عليها التلف والضياع، ويقول: «هذا الهاتف كان هدية العيد، وهي أغلى هدية حصلت عليها لأنني كنت أتمنى أن أمتلك هذا الجهاز، حيث أصبحت موضة قديمة أن تستعمل هاتفاً عادياً، كما أن جميع أصدقائي يمتلكونه وأنا لا أنقص عنهم بشيء». ويضيف: «الجميل في البلاك بيري أنه يتيح لي استخدام الإنترنت وقتما أشاء. خاصة الماسنجر والنت». يشاركه الرأي صديقه عبدلله النهدي (طالب) فيشير إلى أنَّه استبدل هاتفه التقليدي بجهاز «بلاك بيري»، وهو سعيد بهذا الهاتف لأنه «يتيح لي التحادث مع الأصدقاء دون تكلفة، من خلال خدمة الماسنجر، كما أستطيع الإطلاع على «الفيس بوك» دوماً، خاصة أنني مولع بالإنترنت، وهذا الجهاز أفضل طريقه للتواصل مع الأصدقاء وقتما أشاء، وقد اشتريت جهازي بكود عشوائي، لكنَّه (مش بطال) كما دفعت ثمنه 2200 درهم، ولكن أخي لديه رقم مميز، وقد عُرض عليه أكثر من 4000 درهم لقاء الحصول عليه. هوس التميز عامر (طالب) لديه وجهة نظر مغايرة إذ يقول: «في البداية كان هوس التميز متجهاً في الحصول على رقم سيارة مكرر، أو رقم هاتف متسلسل، الآن وصلتنا حمى «كود بلاك بيري مميز»، وبات من يحصل عليه، كأنه يحرز بطولة، إنني أتساءل لم نحصر تفكيرنا في نطاق ضيق؟ ولم نرى بعض الشباب يلهثون وراء أرقام كود مميزة، مدفوعين بهدف رئيسي هو المفاخرة أمام أصدقائهم، ولكن بم يتفاخر هؤلاء؟ وأرى بعضهم يضعون هذه الأرقام على سياراتهم للتعارف، فما أسخفها من طريقة عندما يضع أحدهم ورقة تحمل كود ويلصقها على سيارته، أيضاً هذا الجهاز ليس سهلاً، بل هو معقد وأعترف بأنني اشتريت واحداً، لكن بسعره الحقيقي، فأنا لا يهمني الكود، وإنما هي موضة أردت مجاراتها، وفي البداية لم أعرف التعامل معه، وخلال أسبوع تعطل الجهاز ثلاث مرات لسوء الاستخدام فهو معقد، ما لم تعتد على استعماله، وقد وجدت أنه ممتع خاصة في مجال النت، وهو ما يهمني أما من يبحث عن كود مميز فأعتقد أنَّ هؤلاء أناس فارغون. الكود أولاً من جهة مغايرة يطالعنا سعيد (طالب) وهو ليس اسمه الحقيقي برأيه قائلا: «في عالم البلاك بيري المهم هو الكود ثم الكود ثم الكود، ومن يقول غير ذلك وأن الرقم غير مهم تنطبق عليه مقولة (إلي ما يطول العنب حامض عنا يقول)، فمن توفر لديه المال أكيد لن يقبل سوى برقم مميز، الشهرة حلوة ومن منا لا يحب التميز خاصة في مجال الماسنجر، جميل أن يكون لك كود مميز عن الباقين». ويؤيده في الرأي صديقه محمد (طالب) فيقول: «لقد بحثت طويلا» عندما راجت موضة «البلاك بيري» عن رقم مميز، الهاتف جميل وله الكثير من الامتيازات كسهولة استخدام الإنترنت في أي مكان، ولكنَّه يبقى هاتفاً عادياً كغيره من الهواتف، والتميز فيه الذي يبحث عنه الجميع هو رقم التعريف الشخصي الخاص به، لأن كل من يستعمل البلاك بيري من فئة الشباب أعتقد أنَّ همهم الأساسي هو الماسنجر، والكود الشخصي أهم ما في الماسنجر فلم لا نحصل على رقم مميز؟ حمى عابرة للأجناس لم تقف حمى امتلاك بلاك بيري برقم مميز بين صفوف الشباب الذكور بل تعدتهم إلى الفتيات اللاتي لم يقصرن في الحصول على أرقام مميزة وهاهي إحداهن ندى (موظفة) تقول معلقة على الأمر: «أحب الأرقام المميزة سواء في السيارة أو في الهاتف، فلم يكون البلاك بيري من شواذ القاعدة؟ من الجميل أن أحمل رقماً مميزاً. أمَّا رولا فترى أنَّ من يقبل على شراء «بلاك بيري» لأجل «بن كود» مميز أستطيع أن أصفه بأنه عدو للتكنولوجيا، المهم هو الجهاز نفسه، وكيف نتعامل معه، وما هي أهميته، وما هي الخدمات التي يسعه تقديمها لنا، وكيف سنستفيد منه، أنا شخصياً لم أفكر سابقاً في الحصول عليه، فهو لا يختلف عن أي هاتف آخر، ولكن في مجال عملي لا تتوافر خدمة الإنترنت، وأنا متعلقة بها كثيراً، بل أنا مدمنة نت، كما يقولون، لذلك مع أول راتب حصلت عليه قمت بشراء الجهاز، وآخر ما أفكر فيه هو رقم الكود المميز، بل على العكس أعتقد أن التميز يأتي من كيفية التعامل مع الجهاز بطريقة أوفر فيها الوقت والمال، مثلاً بدل أن أتصل بصديقتي أرسل لها رسالة مجانية عبر الماسنجر، هنا التميز وليس في كود عجيب». من جهته يباشر أبو عبدالرحمن (موظف) كلامه بالقول: «المشكلة لا تقف عند حدود الرقم المميز بل تتعداه إلى سلبيات وسوء استخدام هذا الجهاز، وانتشاره بين فئة المراهقين والشباب انتشار النار في الهشيم، تستطيع من خلاله الدخول إلى أي موقع يخطر ببالك على الإنترنت دون رقابة أو قيود، وأنا شخصيا لم أكن على علم بذلك إلى أن أخبرني أحد الأصدقاء أنه لا يخضع للرقابة، وبصراحة لم أجلبه لابني، وأعتقد أنَّ اللاب توب يفي بالغرض من حيث سهولة استخدام الإنترنت، لذا أوجه نصيحة إلى أولياء الأمور أن يراقبوا أبناءهم، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». إقبال مشروط مصباح الجمال حسين (مسؤول مبيعات في أحد محلات بيع الهواتف بالجملة) فيقول: يتميز هذا الجهاز بسهولة استخدام النت، لذا نجده انتشر سريعاً بين فئة الشباب، وبما أن الكل يبحث عن التميز في رقم الهاتف والسيارة، فليس غريباً أن يبحثوا عنه في الكود، ففي البداية كانوا يقبلون على شرائه لأجل النت فقط، وعندما علموا أنَّ هناك رقم تعريف للجهاز في الماسنجر، بدأوا يبحثون عن رقم الكود الجميل، وأنا بحكم عملي تصلني يومياً الكثير من الاتصالات أغلبيتها لشباب يسألون عن أرقام «كود بلاك بيري» مميزة. كما أنهم يحضرون ويسألون عن الكود قبل السؤال عن الجهاز، وقد بدأنا نسمع قصصاً عن أشخاص يدفعون مبالغ خيالية جراء الحصول على رقم مميز، هذه الأرقام تأتي مع الجهاز نفسه من الخارج، وكل واحد وحظه وله الحق في انتقاء أرقام معينة، لكن نحن نبيع بسعر واحد ولا دخل للكود بالسعر، وما يجدر التوقف عنده هو انتشار ظاهرة الأرقام المميزة بين فئات الشباب من سن الـ19 الذين لا يقبلون على شراء الجهاز إذا كان الرقم عادياً، في حين يتهافتون على محلات البيع بالجملة، بحكم أن لديها كميات كبيرة وبأرقام متسلسلة، حيث يسهل لديها الحصول على الكود المميز
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©