نبّهت الإدارة العامة للدفاع المدني أرباب الأسر والأشخاص الراغبين بقضاء إجازة الصيف بعيداً عن منازلهم، إلى الاستعداد لفصل الصيف عبر اتخاذ كل الإجراءات والتدابير التي تساعد على تفادي الحوادث والحرائق، محذرة من مخاطر الحرائق التي ترتفع وتيرتها خلال فصل الصيف نتيجة إهمال البعض أو استهتارهم بتطبيق معايير الوقاية والسلامة واشتراطاتها.
وقال النقيب ياسر عيسى القطيري مدير إدارة الشؤون الإعلامية بالإنابة في الإدارة العامة للدفاع المدني لـ «الاتحاد»، إن الإحصائية السنوية للدفاع المدني تكشف ازدياد الحوادث والحرائق خلال فصل الصيف على مستوى الدولة مقارنة بباقي أشهر السنة، بدايةً من شهر مايو وحتى يوليو بشكل خاص، وذلك لما تشهده هذه الفترة من ارتفاع في معدلات درجات الحرارة، نظراً لوقوع الدولة ضمن نطاق المناخ المداري الحار الذي تنحسر فيه الأمطار ويكثر فيه الجفاف.
وتشير إحصائيات الدفاع المدني وفقاً للقطيري، إلى وقوع 2285 حريقاً على مستوى الدولة خلال العام الماضي، أغلبها خلال فترة الصيف، أدت إلى وفاة 44 شخصاً، وإصابة 157 آخرين. وتصدرت وسائل النقل بمختلف أنواعها حوادث الحريق التي وقعت في 2009، حيث بلغ عددها 741 حريقاً، أدت إلى وفاة 18 وإصابة 69 شخصاً، تلتها المنازل والشقق التي بلغ عددها 682 حريقاً أدت إلى وفاة 16 وإصابة 49 شخصاً.
وشدد القطيري على أن الدفاع المدني يضطلع بمهام وواجبات كبيرة ومتعددة مع النقلة النوعية التي عمت أرجاء الدولة وشملت كل نواحي الحياة، ويبذل جهوداً كبيرة لتحقيق الأمن والأمان والسلامة والجاهزية العالية من أجل مواجهة أي احتمال في أي وقت.
وأرجع القطيري معظم الأسباب الحقيقية لاندلاع الحرائق إلى عدة عوامل أهمها، الاستخدام المفرط للأجهزة الكهربائية وسوء استخدامها، والتحميل الزائد على المآخذ الكهربائية، وكذلك عبث الأطفال بأعواد الثقاب والقداحات، والإهمال وترك اسطوانات الغاز والكهرباء مفتوحة عند السفر والخروج للرحلات.
ولفت القطيري إلى احتراق 482 منزلاً و200 شقة في بناية وبرج و78 فيلا و55 مبنى خلال العام الماضي أغلبها خلال الصيف، أدت إلى وفاة 16 شخصاً وإصابة 56 بإصابات بالغة ومتوسطة، مشدداً على أن وجود مطفأة حريق بالمنزل أصبح من الضروريات للقضاء على الحريق في بدايته أو التقليل من شدته.
ودعا القطيري المسافرين إلى ضرورة فصل التيار الكهربائي عن المنزل قبل الخروج للرحلة، والتأكد من غلق إسطوانة الغاز، وكذلك النوافذ والأبواب بإحكام، والتأكد من عدم وجود مواد مشتعلة. كما دعا إلى ضرورة التخلص من النفايات والمخلفات، والتأكد من غلق صنابير المياه، إضافة إلى فتح بعض مصادر التهوية لوقاية جدران المنزل من التصدع خاصة خلال فصل الصيف، على أن لا تتعدى تلك المصادر حيز التهوية.
المركبات والمزارع
ونبّه مدير إدارة الشؤون الإعلامية بالإنابة في الإدارة العامة للدفاع المدني، السائقين من عدم اكتراثهم لإجراءات السلامة في مركباتهم، ومن عدم إجراء الصيانة الدورية في مواعيدها المحددة، وكذلك تحميلها أكثر من الطاقة المحددة، والسير بها لمسافات طويلة دون توقف، مناشداً الجميع باتباع تعليمات السلامة الصادرة من القيادة العامة للدفاع المدني ووضع مطفأة حريق مناسبة، ثاني أكسيد الكربون أو البودرة الكيماوية الجافة، داخل المركبة بحيث تكون في متناول اليد والاستخدام السريع.
كما نبّه المزارعين من الحرائق التي غالباً ما تتكرر معهم نتيجة أخطاء يرتكبها بعضهم، بالرغم من الجهود التوعوية المبذولة من قبل الدفاع المدني وبعض الجهات الحكومية المعنية بهذا الجانب، مشيراً إلى أن هناك مجموعة من الأسباب المؤدية لنشوب هذا النوع من الحرائق، منها عدم مراعاة اتجاه الرياح وشدتها عند حرق مخلفات المزارع، وعدم تجهيز أماكن الحرق بخراطيم المياه، وكذلك تعريض الأسمدة للحرارة الشديدة والرطوبة، والتي تشتعل ذاتياً، إذ ينبغي وضعها في أماكن مظللة، لافتاً إلى وقوع 52 حريقا خلال العام الماضي بمزارع مختلفة على مستوى الدولة.
المنشآت التجارية والصناعية
من جانب آخر، دعا القطيري مختلف المنشآت والمؤسسات التجارية والصناعية والفندقية، إلى الحرص على تطبيق إجراءات السلامة وفقاً لمجموعة الاشتراطات والتدابير الوقائية التي وضعتها القــيادة العامة للدفاع المدني حسب نوع النــشاط والإجراءات التي تقوم بها هذه المنــشآت، ومتابعتها وتنفيذها على الوجه الصــحيح وغير المخل بسلامة العاملين وأصحاب الأعمال وحـماية الســلع والمنتجات، موضحاً أن تطــبيق ذلك يكــون من خلال توفير معدات السلامة اللازمة، وإجراء التــمارين بين الحيـــن والآخر للعاملين وأصحاب الأعـــمال، وكذلك عبر التأكد من عدم وجود معـــوقات في الممرات ومخارج الطوارئ تعـــرقل مرور العاملين وتعــرض أرواحهم للخطر في حال اندلاع حريق، وكذلك من خلال التأكد من إتباع قواعـد التخزين السلـيـم والصيانة المستمرة للأجهـزة والمعدات ووحدات التشغيل بشكل منتـظم، وإزالة المخــلفات أولاً بأول.
وشــهدت الدولة خلال العام الماضي وقـــوع حوادث حريق في 52 مستودعاً مستقلاً، و126 محلاً تجارياً، و131 مؤسسة وشركة، و38 فندقاً، و22 ورشة فنية، و35 مصنعاً، أدت إلى وفاة شخص وإصابة 11 آخرين.
الانتباه للأطفال
دعا القطيري الآباء والأمهات عند قيامهم برحـــلات إلى الشاطئ للتنزه والترفيه، إلى مــراقـبة أبنائهم وعدم السماح لهم بالتجول بمفــردهم، ومنعهم من السباحة دون مراقـبة، منبهاً من أنه كثيراً ما تنقلب الأمور خلال هذه الرحلات من السعادة إلى الحزن والأسى بسبب بسيط، وهو عدم مراقبة الأهل لأبنائهم نتيجة انشغالهم بتحضير الوجــبات بينما الأبناء يلهون بعيداً عنهم «وما هي إلا لحظات ويتفاجأ الأبوان بعد فوات الأوان بفقدان أبنائهم حيث يطول البحث إلى أن يأتيهم الخبر الأكثر ألما وأكثر فجاعة».
عدد اليوم
