طالب عدد من مرتادي مراكز تجميل في أبوظبي بضرورة تشديد الرقابة على عملها وتوقيع عقوبات رادعة في حالات ارتكاب المخالفات.
وجاءت هذه الدعوة في وقت ازدادت فيه حالات الإصابة بتحسسات وتشوهات جلدية علاوة علي مخاطر الإصابة بأمراض يمكن أن تنتقل من خلال هذه المراكز حيث تضعف فيها إجراءات التعقيم.
وتلقت «الاتحاد» اتصالات من سيدات حدثت لهن إصابات جلدية وتحسسات وحــروق في بعض الأحــيان بسبــب إهمال هذه المـراكز أو عدم الالتزام بالطرق السليمة لتعقيم الأدوات المستخدمة فيها.
وبحسب سيدة عربية - رفضت الكشف عن هويتها- أن طلقات أحد أجهزة الليزر الحديثة الخاصة بتقشير البشرة وتنظيفها، أدت إلى حدوث تحسسات بوجهها في منطقة الخدين وانتفاخات أسفل العيون، علاوة على أنها تعيش حالة نفسية سيئة مما أثر في حياتها الاجتماعية وحالة أطفالها النفسية.
وبدأت رحلة معاناة السيدة العربية، بعد أن توجهت إلى مركز تجميل في العاصمة أبوظبي، لعمل تقشير للوجه باستخدام الليزر.
تقول هذه السيدة في الشكوي التي قدمتها إلى هيئة الصحة أبوظبي، والتي حصلت «الاتحاد» على نسخة منها: « زرت المركز وقابلني الدكتور وقال إنه لديه جهاز جديد لليزر ويستخدم للمرة الأولى وإنني سأكون المريضة الأولى، كما أكد على أن وجهي يحتاج إلى كميات أكبر من أشعة الليزر».
وأضافت: «استخدام الليزر أدى إلى حدوث شبه حروق وانتفاخات بالوجه وأسفل العينين، الأمر الذي دفعني للذهاب إلى وحدة الطوارئ بمستشفى آخر خشية حدوث تشوهات بوجهي».
وأشارت السيدة في شكواها إلى أنه لا يمكن أن يستخدم الأطباء الأجهزة الجديدة دون تحري الدقة والاختبار السابق على الاستخدام واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، لافتة إلى أن حالة وجهها كان يحتاج إلى تقشير خفيف إلا أن الدكتور المختص أقنعها بالليزر.
تقارير طبية للمرضى
وحصلت «الاتحاد» علي نسخ من التقارير الطبية الصادرة عن المستشفى المعالج ذكرت أن السيدة دخلت قسم الطوارئ حيث كانت تشكو من حساسية جلدية في الوجه مع انتفاخ وإحمرار شديدين في كامل الوجه، وبالكشف السريري تبين أنها تعاني من انتفاخ حاد في جفون العينين مع احمرار وتورم في كامل الوجه.
وأفاد التقرير الطبي الصادر عن المستشفى أن السيدة تعاني من تحسس جلدي شديد إثر عملية علاج استخدم فيها الليزر قد تؤدي إلى انتفاخ الأغشية والأوعية الدموية للحنجرة والرئتين بشكل مفاجئ مما يؤدي ربما إلى حدوث اختناق مفاجئ ولذلك تم إدخالها قسم الطوارئ بالمستشفى.
كما فتحت السيدة المتضررة بلاغاً يحمل رقم 914/2010 بقسم شرطة الخالدية، وبعدها تقدمت بعريضة لرئيس نيابة أبوظبي الكلية لفتح بلاغ ضد الدكتور والمركز لاتخاذ الإجراءات القانونية في حق المتسبب بالضرر لما لحق يالسيدة من الضرر الجسمي والنفسي وأثر في مباشرة عملها.
ورداً على ما تلقته «الاتحاد» من السيدة المتضررة، قال المدير الإداري للمركز: «إن هذه السيدة تلقت العلاج يوم 13 من الشهر الجاري، وبناء على شكواها قمنا بالتحقيقات التي أثبتت إنها تلقت العلاج وفقاً للإرشادات العالمية المتعارف عليها».
ورفض التعليق على حالة السيدة حيث إن المركز عرض عليها تقديم جلستين للمتابعة لحالتها إلا إنها رفضت، مشيراً إلى أنه لا يمكن التعليق على حالة مرضية لم يتم عرضها على الطبيب المختص.
تشديد الرقابة
إلى ذلك طالب عدد من أطباء الجهات المعنية بتشديد آليات الرقابة علي عمل مراكز التجميل والأجهزة المستخدمة فيها وكيفية تعقيمها، بغية الحفاظ على الصحة العامة لمرتادي هذه المراكز والذين يخضعون فيها لعمليات تجميل يمكن أن تؤثر في صحتهم.
وتقول الدكتورة إكرام ضياء: «إنني أطالب المسؤولين بضرور تشديد زيارات التفتيش على هذه المراكز التي لاتلتزم إلى حد كبير بشروط تعقــيم الأجهزة المستخدم في عمليات التنظيف للبشـرة أو رسم الوشم أو ما هو معروف بـ «التاتو».
وتضيف أنها عانت من عدم نظافة أحد صالونات التجميل في أبوظبي بسبب عدم تعقيم الأدوات بشكل سليم مما أدى إلى حدوث التهابات في يديها استغرق علاجها فترات طويلة.
وأكدت أن مراكز التجميل تتقاضى مبالغ كبيرة تصل إلى عشرات الآلاف من الدراهم لتنفيذ برامج علاجية للبشرة أو للجسم، مشيرة إلى ضرورة مراعاة هذه المراكز اشتراطات الصحة العامة فيها تجنباً لانتشار الأمراض الجلدية الخطيرة والالتهاب الكبدي.
غشاوة على العين
وتقول طريفة قاسم محمد مواطنة: «تعاملت سنوات مع العديد من مراكز التجميل وتضررت بسبب استخدام إحدى خبيرات مراكز التجميل لعقاقير وحقن يعرف باسم «بوتكس»، والتي سببت غشاوة على العين».
وتضيف السيدة المواطنة إنها كانت تتعامل مع أحد مراكز التجميل حيث قامت إدارته بفصل طبيبة – لم تكشف عن اسمها - تعمل به بعد أن استخدمت عقاقير غير مصرح باستعمالها في الدولة، إلا أن هـذه الطــبيبة لا تزال في الدولـة وتعــمل في أحــد المــراكز الشهــيرة في أبوظبي.
وأشارت إلى أنها أبلغت هيئة الصحة أبوظبي بحقن تبييض البشرة والتي تصل أسعارها إلى 4000 درهم أو عقاقير شد الوجه والتي تتراوح قيمتها بين 500 و1500 درهم حسب الجرعات.
إنذارات بالجملة
وكانت البلدية قد أطلقت حملة للتفتيش على الصالونات ومراكز التجميل في يناير الماضي وشملت إجراء مسح ميداني للوقوف على الحالة الصحية للصالونات ومراكز التجميل، وجمع عينات من الأدوات والمعدات ومحاليل التطهير وأجهزة التعقيم وأخذ عينات من الصالونات للزراعة الميكروبيولوجية، حيث قام المختبر بإدارة الصحة العامة بزراعــة تلك العينات والتعرف إلى البكتريا والفطريات والأحياء الدقيقة الأخرى.
وتعتبر الدراسة هي الاولى على هذا المستوى والمنهج العلمي في الإمارة، وذلك من أجل الوقوف على كفاءة المحاليل وأجهزة التعقيم المستخدمة في هذه الصالونات للتأكد من مدى التزام هذه المحال بشروط ومعايير الصحة العامة.
نظافة مراكز التجميل
وأظهرت النتائج المخبرية التي استخلصتها البلدية في أعقاب الحملة أن مستوى النظافة العامة في الصالونات الرجالية والمراكز النسائية يتراوح بين الجيد والمتوسط وأن بعض الأجهزة المستعملة في هذه المراكز غير مطابقة للمواصفات والشروط الصحية المعتمدة من الجهات الصحية المعنية، كما أن بعض العاملين في هذه المراكز والصالونات غير مرخصين وليس لديهم الرخصة التي تتيح لهم ممارسة المهنة من جهات الاختصاص.
كما أظهرت الدراسة ونتائج الاستبانة عدم وجود الدراية الكافية لدى فئة كبيرة من الجمهور ومرتادي الصالونات وحتى العاملين بها حول خطورة انتقال الأمراض المعدية عن طريق الصالونات غير الملتزمة بإتباع الشروط الصحية مما يستدعي تكثيف حملات التوعية للجمهور والعاملين على حد سواء.
67 مخالفة للشروط وتوجيه 488 إنذاراً
قامت بلدية أبوظبي مؤخراً بحملة شملت 1800 من مراكز وصالونات التجميل للتأكيد على ضرورة التزامها بمعايير وشروط السلامة والصحة العامة.
واستهدفت الحملة صالونات الحلاقة الرجالية ومراكز التجميل النسائية في أبوظبي، وتم خلالها تحرير أكثر من 500 إنذار للصالونات ومراكز التجميل النسائية حتى تلتزم بالشروط الصحية بعد المتابعة اليومية.
كما تم تحرير 67 مخالفة قضائية للشروط الصحية، وأسفرت الحملة عن توجيه 488 إنذاراً في الصالونات الرجالية حيث تم التزامها أيضاً بالشروط الصحية بعد المتابعة اليومية و65 مخالفة قضائية.
عدد اليوم
