السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرب منتصف الليل !

8 يناير 2013 23:32
ما إن تغرب شمس المنامة، إلا وتندلع حرب منتصف الليل على الفضائيات الرياضية، وكأنها مباراة أخرى على الهواء، لكنها أكثر سخونة من كل ما يجري داخل الملعب الذي يستغرق 90 دقيقة فقط، بينما (الصراع الليلي) قد يفوق ذلك بثلاثة أضعاف، تطبيقاً لقاعدة (الليل وآخره). ومثلما تشهد الملاعب منافسة بين ثمانية منتخبات، فإن برامج ( التوك شو ) تعكس تلك الحالة من خلال ثمانية ضيوف، كل منهم يمثل دولة من الدولة المشاركة، ومع أول كلمة في الحوار من السهل جداً أن يكتشف المشاهد أن كل ضيف يدخل (الحرب الكلامية) متسلحاً بشعار (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، مع عدم الالتزام بتطبيق المعنى الصحيح لهذا الحديث الشريف، فنصرة (الأخ) هنا بدعم موقفه حتى لو كان مخطئاً. وبمجرد أن يطرح المذيع السؤال يتبارى الجميع في الإجابة عليه، وتتداخل الأصوات، وفي أحيان كثيرة يجد المشاهد نفسه أمام غوغائية يخرج في نهايتها بـ(عوار الراس) أكثر من استفادته برأي مهم، أو بمعلومة مفيدة، لاسيما مع وجود (البلاك بيري) والآيباد الذي يمسك بتلابيبه كل ضيف، ويتلقى عليه في كل لحظة آراء وانطباعات أصدقائه من المشاهدين الذين يقومون بـ (تسخين) الضيوف، وتحفيزهم على إحراج منافسيهم، حتى لايخسر الضيف معركته في مواجهة (خصوم) يؤمنون بأن صاحب الصوت الأعلى ستكون له الغلبة في النهاية، وأن من يهدد ويتوعد بمغادرة البرنامج (على الهواء مباشرة) هو من سيعطي انطباعاً بأنه صاحب الموقف الأقوى والرأي السديد والحجة القوية. ولاشك أن مثل تلك البرامج أضفت مزيداً من الإثارة على دورة الخليج، ولكن يجب فرض نوع من تنظيم الحوار منعاً للتداخل، وأن يحرص كل ضيف على الإنحياز لـ(الحق) حتى لو كان ذلك الحق لايتماشى مع موقف وفد بلاده، فالشفافية والموضوعية يفترض أن تكونا عنواناً للآراء المطروحة لتنال احترام المشاهد بدلاً من التشبث بالرأي، مهما كان مخطئاً لإرضاء مسؤول، أو مشاهد على حساب الحق والحقيقة. لأن الضيف سيتحول في حال الدفاع عن الباطل إلى مجرد (مشجع متعصب) لايرى إلا من زاوية واحدة، فيخسر الكثير من المشاهدين، والأهم من ذلك الكثير من الاحترام ! ? حوار الزميل يعقوب السعدي مع الشيخ أحمد الفهد رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية ، قبل أيام من ( خليجي 21 ) على شاشة قناة ( أبوظبي الرياضية ) لايزال يتردد صداه في أجواء البطولة حتى الآن، وهو ما يجسد حقيقة، أنه عندما يحاور إعلامي بقيمة السعدي شخصية بحجم أحمد الفهد فلابد أن تتوقع خبطة إعلامية تكون لها ردود أفعال لأطول فترة ممكنة. Essameldin_salem@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©