الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإنترنت تنتشر في الصين رغم الرقابة الحكومية

الإنترنت تنتشر في الصين رغم الرقابة الحكومية
25 يوليو 2008 23:29
كشفت آخر الإحصائيات التي أفرجت عنها الحكومة الصينية أن عدد مستخدمي الإنترنت في الدولة بلغ 210 ملايين شخص· ويعتبر هذا الرقم كبيراً جداً بحميع المقاييس حيث ارتفع بنسبة 50 في المائة عن العام السابق ولأكثر من ثلاثة أضعاف أعداد المستخدمين في الهند العملاقة الآسيوية الأخرى التي عادة ما تتم مقارنتها بالصين· وبحسب دراسة أجراها بنك مورجان ستانلي فإن أعداد مستخدمي الإنترنت في الصين سوف يتجاوز في غضون أشهر قليلة قادمة أعداد المستخدمين في الولايات المتحدة الأميركية الزعيمة الحالية في هذا المجال· لأن نسبة المستخدمين مقارنة بالتعداد السكاني ما زالت منخفضة نسبياً حيث لا تزيد على 16 في المائة فقط، فإن من المرجح أن تشهد الصين نمواً متسارعاً في هذه الأعداد ولأوقات ممتدة قادمة· وليس من المستغرب أن تشهد هذه الدولة التي بدأت تطرق أبواب الثراء وتنتهج التكنولوجيا المتقدمة نمواً متسارع الوتيرة في استخدام الإنترنت، إلا أنها مازالت تمضي في هذا المسار بطريقة مختلفة عن الدول الأخرى· ويعود هذا الأمر بشكل رئيسي الى الطريقة الرقابية التي ظلت الحكومة تتعامل بها تاريخياً مع المعلومات وضروب التسلية· فالأخبار ظلت تخضع لرقابة صارمة بينما تسيطر الحكومة على التليفزيون واستمرت الدول تعاني من ندرة دور السينما ومحال بيع الكتب منذ انطلاق الثورة الثقافية· أما الإنترنت نفسها فقد أحكمت عليها الرقابة أيضاً إذ أن الدخول الى مواقع الويب الأجنبية مثل ويكبيديا ما زال محدوداً بينما يواجه موقع جوجل في الصين أعمال فلترة روتينية لنتائجه من أجل حذف المواد السياسية التي تتسم بالحساسية· وأخيراً أصدرت السلطات قوانين جديدة تتحكم في محتويات الفيديو على الإنترنت، وفي هذه الأثناء فإن محال بيع الإلكترونيات بالتجزئة ما زالت في مرحلتها المبكرة بفضل التحكم الحكومي في أنظمة الدفع بحيث تستمر عمليات التسوق تجري بصورة شخصية فقط، وبذلك فقد فشل موقع ''اي باي'' المتخصص في المزادات وعمليات الشراء الإلكتروني في الدخول الى السوق الصيني· والغريب أنه وبرغم وجود جميع هذه القيود فإن الإنترنت وعلى العكس من ذلك استمرت تحظى بشعبية جارفة في أوساط المواطنين الصينيين، ومن المعلوم أن أنشطة الإنترنت في الغرب أدت الى تحول غير مسبوق في أداء الأعمال التجارية وتمخضت عن استحداث وإنشاء العديد من الشركات والمؤسسات التجارية المتعلقة بها · أما في الصين وعلى النقيض من ذلك تمخض عن ملء الفجوات الاجتماعية وبخاصة في أوساط الشباب· ويذكر أن 70 في المائة من مستخدمي الإنترنت في الصين من الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً على العكس تماماً مما يحدث في أميركا كما أن هنالك تدافعاً على طلب التسلية والتواصل الاجتماعي· لذا فإن معظم المحتويات التي يتم تداولها على الإنترنت في الصين تتركز في الأفلام والبرامج التليفزيونية والموسيقية المقرصنة· وعلى الرغم من أن السلطات الحكومية لا تألوا جهداً في مراقبة والحد من الدخول الى المحتويات التي يمكن أن تتسبب في مشاكل سياسية إلا أنها تبدو عاجزة تماماً عن وقف تدفق المحتويات الإعلامية الأجنبية المقرصنة· أما فيما يتعلق بكيفية استدرار الأموال من على الإنترنت، فإن أكبر سوق في هذا المجال يختص بتوصيل محتويات موبايل الإنترنت الى هواتف الموبايل· فالصين لديها أكثر من نصف مليار شخص يستخدم هاتف الموبايل، أي أن مشتركيها في الخدمة يفوق أعداد المشتركين في أميركا واليابان وألمانيا وبريطانيا مجتمعين، وكذلك فإن أكثر من نصف هؤلاء المشتركين في الخدمة في الصين يستخدمون هواتفهم لشراء النغمات والنكات والصور من بوابات إنترنت الموبايل وبشكل يحقق أموالاً هائلة لهذه البوابات بينما يدر أموالاً مقدرة أيضاً للشركات المشغلة للموبايل من أعمال إرسال هذه النغمات والصور من قبل المشتركين بعضهم البعض· ويبدو للوهلة الأولى أن هذه الأموال متواضعة الحجم إلا أن القليل من السنتات مقابل كل صورة أو نغمة يرسلها مئات الملايين من الأشخاص في كل يوم يمكن أن تدر أموالاً هائلة· وعلى سبيل المثال فإن إحدى النغمات الخاصة بأغنية تدعى ''مايسي لوفز رايس'' استطاعت أن تحقق مبيعات بلغت 10 ملايين دولار في عام ·2005 عن مجلة أيكونوميست
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©