الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بداية أم نهاية؟

29 مايو 2017 00:06
معظم الرؤساء الذين حكموا أميركا كانوا يعملون وفق جدول معين، أي كانت تعد الملفات والقضايا والأسباب والحلول خلف الكواليس، والرئيس المنتخب ما كان إلا أداة شرعية لتنفيذها، والشروع بالعمل فيها، لكن هذه النظرية لا تنطبق على الكل، فلطالما كان هناك خارجون عن السرب، أنهم الطامحون للمجد والحالمون الذين حاولوا إنشاء نظرية جديدة للوجود الأميركي على سطح الأرض. جون كينيدي كان أحدهم، ومن بعده جيمي كارتر ورونالد ريغان، هنا يمكن القول إن لكل واحد من هؤلاء، رؤيته ونهجه الخاص به الذي حاول تطبيقه على أرض الواقع اليوم، يخرج دونالد ترامب من الخانة المتمردة ذاتها، ليكمل مسيرة القادة الثلاثة الذين مضوا إلى صفحات التاريخ، فمنذ توليه الحكم في البيت الأبيض انفرد بموهبته نحو بناء أفق جديد للعالم الجديد، فلم يمض عام بعد على اعتلائه السلطة في الولايات المتحدة، لكنه أصبح نجم الصحافة والإعلام، وتصدر اسمه الشاشات وعناوين الصحف، وهذا يفيد بأنه قام بإبراز عضلاته وطموحاته منذ أن وضع قدمه على عتبة بوابة القصر الأبيض. فلقد أصدر قرارات بمنع سفر بعض الجنسيات إلى أميركا، ومنها ما كانت حول الهجرة واستقبال اللاجئين، وهذا بحد ذاته تحرك لم نلحظه طيلة سنوات خدمة الرؤساء الآخرين، وبين ملف وآخر، يحاول ترامب إيقاظ المارد الأحمر «كوريا الشمالية» الذي كان ملفاً أحمر لا يتجرأ أحد من رفاقه السابقين على فتح طلاسمه. كوريا الشمالية دولة لها قوانينها الصارمة، ويحكمها رجل يقال عنه إنه من أشرس قادة العالم دموية هكذا، ينقل الإعلام الخبر، لكن هذا ليس مبرراً كافياً كي يرسل أسطولاً بحرياً عملاقاً إلى شواطئ الجزيرة الكورية، الهدف منه إسقاط نظام كيم جونغ اون، والسيطرة على ما تبقى من نمور آسيا. هنا للقضية أبعاد أخرى، فلطالما كانت هناك فقاعة سياسية عالمية تطفو على السطح، أعتقد أن هذه إحداها، فالولايات المتحدة الأميركية رغم قدراتها العسكرية العملاقة، ورغم أن بوارجها تجوب محيطات العالم شمالاً وجنوباً ويميناً، لكنها من الصعب أن تغير دفتها نحو اليسار، فاليسار أشد قوة من عسكر ترامب، وإنْ حاول استفزاز حامي الحصن الأحمر اعتقد بأنه ستكون هناك عواقب وخيمة سيكون العالم الضحية الأولى فيها، فكوريا الشمالية لها ترسانة عسكرية مجهولة، لا يعلم أحد عنها شيئاً، فلماذا الغوص في متاهة لا أول ولا آخر لها؟ لذا دائماً عندما أشاهد خبراً على شاشات التلفزة عن الملف الكوري الشمالي والأميركي، ترصد ذاكرتي مشهد إغراق الأسطول الأميركي في البحر، هذا إنْ توقف الرد هنا، ولا أظن أن شعلة بيونج يانج ستنطفئ إلا بتدمير رموز تاريخية جغرافية كبيرة في العالم. من ناحية أخرى، فإنْ زيارة ترامب للسعودية ولقاءه زعماء وقادة العرب في قمة إسلامية - أميركية، ما هي إلا امتداد لما سيعلن في المستقبل عن تشكيل تحالف أميركي - إسلامي سني الهدف منه القضاء على الإرهاب وزعزعة أحلام وطموحات إيران التوسعية في العراق واليمن ولبنان وسوريا، فهي تعتبر خطراً كبيراً على دول الخليج ومشاريعها المستقبلية في رسم خارطة للهلال الفارسي، ما هي إلا ناقوس خطر يهدد أمن الشرق الأوسط. ايفان زيباري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©