شهر رَمَضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري، ويأتي بعد شعبان. ويعتبر هذا الشهر مميزاً عند المسلمين عن بقية شهور السنة الهجرية. فهو شهر الصوم والعبادة والزكاة، وفيه يمتنع المسلمون عن الشراب والطعام، وكذلك الابتعاد عن النواهي من وقت الفجر وحتى غروب الشمس.
كما أن لشهر رمضان مكانة خاصة في تراث وتاريخ المسلمين، لأنهم يؤمنون أن بدء الوحي وأول ما نزل من القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم كان في ليلة القدر من هذا الشهر في عام 610م، حيث كان الرسول الكريم في غار حراء عندما جاء إليه الملك جبريل، وقال له «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ»، وكانت هذه هي الآية الأولى التي نزلت من القرآن، والقرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملة واحدة، فوضع في السماء الدنيا في رمضان، ثم كان جبريل ينزل به مجزئاً في الأوامر والنواهي والأسباب، وذلك في ثلاث وعشرين سنة.
واسم رمضان لم يكن مقتصراً على الإسلام، ولم يوجد الاسم فقط بعد البعثة المحمدية، فالاسم كان موجوداً منذ الجاهلية، حيث كان الناس يسمُّون أشهر السنة حسب وقت وقوعها أو حسب نوع الشهر. فمثلاً شهر ذي الحجة: سُمِّيَ كذلك لأنه يكون فيه موسم الحج، وشهر ربيع الأول: سُمي كذلك لأنه وقت تسميته كان الفصل ربيعاً، وهكذا.
أما شهر رمضان المبارك، فكلمة رمضان جاءت من الأصل «رمَض» وهي شدة الحر، حيث كانت تسمية رمضان في وقتٍ جاء فيه شديد الحر، فأُطلق عليه هذا الاسم. والاسم متطابق مع طبيعة هذا الشهر عند المسلمين، حيث إن جوف الصائم يشتد حره من شدة الجوع والعطش فيكون جوفه رمِضاَ.
ولشهر رمضان منزلة خاصة عند العرب والمسلمين. ينتظرونه طوال العام، وما أنْ ينتصف شهر شعبان، يبدأ العدّ التنازلي لحلول الشهر الكريم، وتمضي الاستعدادات على أكثر من صعيد.
وقبل حلول الشهر الكريم، تتزين شوارع المدن وطرقها بالشرائط المضاءة والنجوم البراقة والفوانيس الصغيرة التي يُقبل العرب والمسلمون على شرائها.
وتقوم فرق الإنشاد قبل حلول الشهر المبارك بجولات في شوارع المدينة، وهي تردد الأناشيد والمدائح النبوية والأشعار في استقبال شهر الله، لتهيئة الناس للصوم، وتقام الاحتفالات والموائد الرمضانية، وفيه تكثر أعمال الخير والتقرب إلى الله.
فأهلاً رمضان شهر الخير والبركة، والتواصل والرحمة، حيث تتقارب القلوب وتتصافح النفوس. وكل عام وأمتنا العربية والإسلامية والعالم أجمع في أمن وأمان وطمأنينة وسلام.
عمر أحمد - أبوظبي
عدد اليوم
