أسعار النفط تواصل هبوطها في الأسواق العالمية

تراجع سعر النفط أمس إلى ما دون 125 دولارا للبرميل مواصلا هبوطاً فقد خلاله أكثر من 20 دولاراً في أسبوعين· ودفع القلق من أن يتسبب ارتفاع الاسعار وضعف الاقتصاد الاميركي في انحسار الطلب أسعار الخام للهبوط أكثر من 20 دولارا من ذروتها فوق 147 دولارا للبرميل التي بلغتها في 11 من هذا الشهر لكن مشتريات لأسباب فنية ولتغطية مراكز بيع دعمت الاسعار أمس الأول· وفي الساعة 13,20 بتوقيت جرينتش سجل سعر النفط الخام الاميركي الخفيف لعقود تسليم سبتمبر 124,37 دولار للبرميل منخفضا 1,12 دولار بعد أن صعد 1,5 دولار أمس الأول متعافيا من أدنى مستوى له في سبعة أسابيع 123,50 دولار· وتراجع خام القياس الاوروبي مزيج نفط برنت في لندن 1,12 دولار إلى 125,32 دولار للبرميل· وقال بعض المحللين ان النفط قد يشهد مزيدا من التراجع· وقال جيم ريتربوش رئيس مؤسسة ريتربوش وشركاؤه ان الخام قد يهبط حتى 117 دولارا في غضون نحو اسبوع بينما قال آخرون انهم يتوقعون ان تكون حركة التعامل متقلبة في نطاق واسع· وقال باركليز كابيتال في مذكرة بحثية ''وجدنا ان نطاقا بين 115 و 140 دولارا هو أكثر نطاقات التداول ترجيحا في الربع''· وحتى بعد تراجعاته في الفترة الأخيرة مازال سعر النفط مرتفعا بنسبة نحو 30 بالمئة عما بدأ به العام وارتفع عن مستويات دون 20 دولارا للبرميل في عام 2002 بسبب ارتفاع الطلب من اقتصادات سريعة النمو مثل الصين· وشكل ارتفاع أسعار النفط الذي ترجعه أوبك لأسباب لا تتعلق بالعرض والطلب ضغوطا على الساسة لاتخاذ إجراءات لمساعدة المستهلكين على دفع فواتير الوقود المرتفعة· وقال جوناثان كورنافل مدير وحدة آسيا لدى هدسون كابيتال انرجي: ''يمكن ان تتراجع الأسعار بعد عمليات الشراء قبيل عطلة نهاية الأسبوع''· ويتأثر النفط كذلك بأسواق الأسهم التي هبطت في الولايات المتحدة أمس الأول وسط مخاوف بشأن صحة القطاع المالي والاقتصاد العالمي· وتراجعت الأسهم الأوروبية أمس· وقال ادوارد مير المحلل في ام·اف جلوبل في تقرير ''التراجع الحاد في أسعار الأسهم أمس الأول -إذا استمر لليوم الثاني (الجمعة)- قد يدفع اسعار السلع للارتفاع بعض الشيء''· ويصوت مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون عرضه ديمقراطيون يسعى إلى الحد من المضاربات في أسواق الطاقة لكن الجمهوريين قالوا انهم يملكون أصواتا كافية لتعطيل هذا القانون· إلى ذلك قالت مؤسسة بترولوجيستكس الاستشارية أمس إن من المتوقع أن يرتفع انتاج منظمة أوبك من النفط بمقدار 200 ألف برميل يوميا خلال شهر يوليو الجاري بالمقارنة مع يونيو بسبب ارتفاع الامدادات من السعودية والعراق· وتعد هذه الزيادة أقل من المتوقع من أوبك وربما تشير إلى أن الطلب محدود على الخامات الأثقل التي عرضتها السعودية رغم ارتفاع الاسعار إلى مستويات قياسية· وقال كونراد جربر رئيس الشركة لرويترز إن من المتوقع أن يبلغ انتاج المنظمة 32,9 مليون برميل يوميا خلال يوليو ارتفاعا من 32,7 مليون في يونيو· وأضاف ''السعوديون لا يمكنهم بيع كل الخام الاضافي لذلك لا أتوقع أن يرفعوا الانتاج كثيرا في يوليو''· ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج السعودية أكبر أعضاء أوبك إنتاجا 9,45 مليون برميل يوميا في يوليو ارتفاعا من 9,32 مليون برميل يوميا في يونيو· لكن هذا المستوى يقل عن حجم الانتاج الذي أعلنت عنه السعودية وهو 9,7 مليون برميل في اليوم· ومن المنتظر أن يرتفع الانتاج العراقي إلى 2,45 مليون برميل يوميا من 2,33 مليون وذلك رغم توقف الصادرات لفترة قصيرة من الحقول الشمالية في العراق إلى تركيا هذا الأسبوع· وقالت المؤسسة إن أنجولا رفعت إنتاجها إذ تشير التوقعات إلى أنه سيتجاوز مليوني برميل يوميا للمرة الاولى هذا الشهر بزيادة بسيطة عن الشهر السابق لتتفوق بذلك على نيجيريا التي تحتل في العادة المركز الاول بين منتجي النفط في القارة الافريقية· ومن المتوقع أن يبلغ الانتاج النيجيري 1,85 مليون برميل يوميا في يوليو دون تغيير يذكر عن الشهر السابق· وأدت هجمات متشددين على منشات نفطية في منطقة دلتا النيجر إلى انخفاض إنتاج نيجيريا· أما إيران التي باعت في يونيو كميات ضخمة من النفط الذي كانت تخزنه في ناقلات نفطية فمن المتوقع أن تنخفض إمداداتها في يوليو تموز نحو 80 ألف برميل يوميا إلى 4,3 مليون برميل في اليوم· ولم تعدل منظمة أوبك حدود الانتاج الرسمية هذا العام وقالت إن المستهلكين لديهم امدادات كافية وعزت ارتفاع الاسعار الى عوامل أخرى غير العرض والطلب مثل ضعف الدولار الاميركي· ورغم ذلك فإن تقديرات بترولوجيستكس تشير إلى أن انتاج أعضاء أوبك المرتبطين بقيود الانتاج وهم جميع الاعضاء باستثناء العراق يبلغ 30,45 مليون برميل في اليوم أي أعلى من المستوى المستهدف رسميا وهو 29,67 مليون