الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأحزاب الاشتراكية الأوروبية تتقهقر أمام اليسار الراديكالي

29 سبتمبر 2009 00:48
هزيمة في ألمانيا وفقدان الأغلبية المطلقة في البرتغال، هذا ما تمخضت عنه انتخابات أمس الأول من تراجع الاشتراكيين في أوروبا أمام أحزاب أكثر راديكالية وأكثر يسارية منها شددت مواقفها المناهضة للرأسمالية منذ اندلاع الأزمة. ويرى المحلل السياسي فيليب برو أن «ثمة نزعة شاملة إلى تراجع التيار الديمقراطي الاجتماعي منذ عشرين سنة». وأوضح أن «الجميع، حتى في اليمين، أصبحوا ديمقراطيين اجتماعيين.. حتى نيكولا ساركوزي وأنجيلا ميركل يدافعان عن التغطية الصحية وتحديد أدنى الرواتب والحماية الاجتماعية». وتابع أنه «في فترة عمت فيها العولمة واقتصاد السوق، يبدو اليمين بشكل متناقض مطمئناً أكثر من غيره من التيارات». وعنونت صحيفة لا ستامبا الإيطالية أمس «أوروبا بدون يسار»، معتبرة هزيمة الديمقراطيين الاجتماعيين الألمان التاريخية «مؤشر خطر كبير» على اليسار الأوروبي لا سيما بسبب مساهمته في ائتلاف يميني. وفي البرتغال، فقد انتصار الاشتراكيين أمس في الانتخابات التشريعية رونقه بخسارتهم الأغلبية المطلقة في البرلمان. وتوقعت صحيفة الباييس الإسبانية أن يغيب اليسار «قريباً عن سلطة المملكة المتحدة بعد أن غاب عن أكبر حكومتين هما فرنسا وألمانيا»، وذلك بينما يتعرض حزب العمال البريطاني لانتقادات لطريقته في إدارة الأزمة ويكاد يتخلى عن السلطة بعد أن هيمن عليها 14 سنة. وعلى غرار رجال السياسة، أبرزت الصحف الأوروبية أمس الثمن الباهظ الذي دفعه الحزب الديمقراطي الاجتماعي بتسجيله أدنى نتيجة تاريخية 23% من الأصوات في الانتخابات التشريعية الأحد، بعد أربع سنوات من مساهمته في حكومة يمين الوسط. وفاز محافظو الاتحاد المسيحي الديمقراطي بقيادة أنجيلا ميركل وحلفائهم في الحزب الليبرالي الديمقراطي بأغلبية مريحة (332 نائباً من أصل 622)، حسب النتائج الرسمية التي تفيد بأن حزب «دي لينكه» كسب مزيداً من ناخبي الحزب الديمقراطي الاجتماعي اليساريين (11.9%)، وهو حزب لشيوعيين جدد يدافع عن مواقف راديكالية في مجال العدالة الاجتماعية وعن خط سلمي. واعتبر فيليب برو أن ما زاد في صعود هذا التيار هو فقدان المرجعيات السياسية التقليدية، موضحاً أن الحزبين الديمقراطي المسيحي والديمقراطي الاجتماعي لم يعودا يهيمنان على قطبي الحياة السياسية منذ أن شاركا معاً في الائتلاف. وأوضح أن «ذلك لا يعني أن لتلك الأحزاب الاحتجاجية مستقبلاً كبيراً»، معتبراً أنها على المدى المنظور ستضطر إلى الاعتدال في مواقفها -وستخسر ناخبين- لمساهمتها بدورها في ائتلافات حكومية أو تنعزل إذا تمسكت بمواقفها الراديكالية. وسيفرض تصاعد اليسار الراديكالي والخضر الذين حققوا نتائج جيدة خلال الانتخابات الوطنية والأوروبية الأخيرة، على الاشتراكيين إعادة النظر في مشروعهم السياسي إذا لم يريدوا البقاء طويلاً في المعارضة. ومنذ الأحد، دعا جان لوك ميلونشون زعيم حزب اليسار (على يسار الاشتراكيين الفرنسيين) اليسار الفرنسي إلى استخلاص العبر من نتائج الانتخابات الألمانية وهزيمة الحزب الديمقراطي الاجتماعي «البائسة» ونتائج دي لينكه «المعتبرة» مندداً بأي مشروع تحالف مع اليمين. من جانبه، نفى رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو وجود «رياح مواتية للمحافظين» في أوروبا، ناسباً «الهزيمة» التي تكبدها الحزب الديمقراطي الاجتماعي إلى «وجوده في السلطة»، وهو وضع يحول، على حد قوله، دون تحديد «هويته السياسية الخاصة ومشروعه
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©