الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بولسون: الدنمارك جاهزة لـ «المفاجأة» وتتحدى تجاهل الترشيحات

بولسون: الدنمارك جاهزة لـ «المفاجأة» وتتحدى تجاهل الترشيحات
28 مايو 2010 23:59
اكتسب كريستيان بولسن تجربة وخبرة واسعتين في عالم كرة القدم، حيث أمضى ابن الثلاثين ربيعاً ما لا يقل عن 13 سنة في عالم الاحتراف، فقد انطلقت مسيرته في صفوف نادي هولبيك الدنماركي المتواضع لينتهي به المطاف بقلعة العملاق الإيطالي يوفنتوس بعد رحلة طويلة قادته إلى ملاعب ألمانيا وإسبانيا، وبعدما خاض لاعب الوسط الدفاعي 71 مباراة دولية بقميص منتخب الدنمارك، ها هو يمني النفس اليوم بقيادة كتيبة بلاده لتحقيق نجاح غير مسبوق في نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010. يتميز بولسن بتدخلاته الصارمة في وسط الميدان إضافة إلى قدرته على اللعب في قلب الدفاع، وقد بدأ خطواته الأولى في عالم الساحرة المستديرة داخل صفوف نادي البلدة التي رأى فيها النور قبل ثلاثين سنة، حيث دافع هناك عن ألوان أسناس بيكي، ليمضي سنوات شبابه في الأقسام السفلى مع ممثل زيلاند، أكبر جزر مملكة الدنمارك، قبل أن ينتقل لتعزيز صفوف هولبيك سنة 1995. وبعد مرور سنتين كاملتين، ضمن بولسن مكانته في الفريق الأول، حيث بدأ تدريجياً يصنع لنفسه سمعة واسماً داخل النادي إلى أن نال شارة الكابتن نتيجة لصبره ومثابرته وانضباطه، ليكون بذلك واحداً من أصغر اللاعبين الذين حصلوا على هذا الشرف في تاريخ النادي، وبفضل تألقه البارز مع كتيبة هولبيك نجح ابن بلدة أسناس في شد انتباه المسؤولين عن الاتحاد الدنماركي فانضم إلى صفوف منتخب بلاده تحت 19 سنة في 1998، ليحقق بذلك أولى خطواته في المنافسات الدولية. وبعدما دافع عن ألوان هولبيك في 82 مباراة كاملة على امتداد ثلاث سنوات، نجح بولسن في إتمام صفقة انتقاله إلى عملاق العاصمة أف سي كوبهاجن، إذ سرعان ما اضطلع بدور القائد في فريقه الجديد، والذي ساعده على تحقيق درع الدوري الممتاز وكأس الدنمارك في عام 2001، مما أهله لحمل قميص المنتخب الوطني الأول تحت إمرة المدرب مورتن أولسن، حيث استهل مسيرته الدولية في شهر نوفمبر من العام ذاته. بعدما قاد كوبنهاجن لإنهاء الموسم التالي في مركز الوصيف، اختير بولسن نهاية تلك السنة أفضل لاعب صاعد في الدوري الدنماركي، حيث سافر مع منتخب بلاده لخوض غمار نهائيات كأس العالم كوريا واليابان 2002، وليشارك بشكل فعال في مباريات فريقه الثلاث ضمن مرحلة المجموعات. وقد ساعده تألقه في العرس العالمي على الانتقال إلى نادي شالكه الألماني بموجب عقد بلغت قيمته 7 ملايين يورو، في ما وصف حينها بأغلى صفقة انتقال في تاريخ كرة القدم الدنماركية. وتبين فيما بعد أن العملية عادت بالنفع على الطرفين، حيث أبلى النجم الإسكندنافي البلاء الحسن في وسط ميدان القلعة الزرقاء ولعب دوراً حاسماً في تثبيت أقدام فريق جيلزنكيرشن بين عمالقة البوندسليجا، كما أصبح بولسن منذ ذلك الحين ركيزة أساسية من ركائز منتخب بلاده، حيث كان من بين اللاعبين الذين رفعوا مشعل كرة القدم الدنماركية في بطولة أمم أوروبا التي استضافتها البرتغال في 2004، إذ ساهم في قيادة كتيبة أولسن إلى الدور ربع النهائي قبل الخروج على يد جمهورية التشيك بثلاثية نظيفية. ولعل موسم 2004 - 2005 كان الأفضل في مسيرة بولسن داخل الميادين الألمانية، حيث أنهى شالكه منافسات البونسليجا وصيفاً للبطل قبل أن يخطف كأس ألمانيا، مما تزامن مع اختيار “ثعلب” خط الوسط كأفضل لاعب دنماركي في السنة لأول مرة منذ دخوله عالم الاحتراف، ثم عاد في الموسم التالي لينال الجائزة نفسها بعدما أمضى موسماً رائعاً مع عملاق جيلزنكيرشن، لكن فشل الدنمارك في حجز بطاقة التأهل إلى كأس العالم ألمانيا 2006 جعله يقرر تغيير الأجواء والبحث عن آفاق أرحب. وضع بولسن حداً لمسيرة ناجحة مع شالكه امتدت لأربع سنوات كاملة وخاض فيها 111 مباراة بالقميص الأزرق في منافسات الدوري الألماني الممتاز، حيث قبل عرض نادي إشبيلية الأسباني ليصبح في وقت وجيز قائد خط الوسط في الكتيبة الأندلسية، ففي أول موسم له ضمن منافسات الليجا، حقق الدولي الدنماركي مع أبناء قلعة الجنوب المركز الثالث خلف العملاقين ريال مدريد وبرشلونة، كما ساهم بشكل كبير في فوز إشبيلية بكأس ملك أسبانيا وكأس الاتحاد الأوروبي سنتي 2006 و2007 وكأس السوبر الأوروبية في 2006. لكن تراجع مستوى الفريق واكتفاؤه بالمرتبة الخامسة في موسم 2007 - 2008 عجل برحيل بولسن الطامح إلى كتابة فصل جديد في سجل أمجاده الكروية، حيث انتقل إلى صفوف يوفنتوس بصفقة بلغت قيمتها 9.75 مليون يورو، ولم يتأخر صاحبنا في التأقلم مع أجواء قلعة السيدة العجوز، إذ خاض 48 مباراة بقميص أكثر أندية إيطاليا تتويجاً بالألقاب، علماً أنه قاد الفريق لاحتلال مركز الوصيف موسم 2008 - 2009، بينما اكتفى رفاق دل بييرو بالمرتبة السابعة في موسم 2009 - 2010. بعد انقضاء الموسم الكروي في ملاعب الكالتشيو، بات تركيز بولسن منصباً على المنتخب الوطني بشكل كامل، إذ يشكل نجم خط الوسط أحد حلقات العمود الفقري للكتيبة التي ما زال يترأسها ملهمه ومرشده مورتن أولسن، فقد شارك كريستيان في كل مباريات الدنمارك خلال التصفيات المؤهلة لأول عرس كروي عالمي يقام في القارة السمراء، حيث بلغ المرمى في مناسبتين ليصبح بذلك ثالث أفضل هداف في المنتخب. وكما صرح بذلك مدرب الكتيبة الدنماركية في حديث خص به مؤخراً موقع الفيفا، سيحمل بولسن على أكتافه مسؤولية قيادة الفريق في الدور الأول لنهائيات جنوب أفريقيا 2010، حيث سيلعب أبناء اسكندنافيا في المجموعة الخامسة إلى جانب هولندا واليابان والكاميرون. وقد أكد الداهية أولسن أن “قوتنا الأساسية تكمن في إدراك كل لاعب لحجم المهمة الملقاة على عاتقه، كما نضم في صفوفنا لاعبين متمرسين من أمثال دانييل آجر وكريستيان بولسن ودانييل ينسن. إنهم لاعبون يتمتعون بخبرة واسعة، وهذا أمر غاية في الأهمية، خاصة بالنسبة للاعبين الشباب الذين سيخوضون كأس العالم للمرة الأولى في حياتهم.” كما أكد أولسن أن “الدنمارك لن تكون من بين المرشحين في هذه النهائيات، لكن إذا استفدنا من جاهزية أفضل لاعبينا، بخلاف ما حصل في مرحلة التصفيات، فإننا سنكون قادرين على تحقيق الكثير”، وبالإشارة إلى “أفضل اللاعبين”، لا شك أن المدير الفني كان يقصد كريستيان بولسن بالأساس. فهل سيفعلها ابن الثلاثين ربيعاً ويقود منتخب بلاده لصنع المفاجأة في العرس الأفريقي؟
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©