الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جورج طرابيشي: لا معايير محددة للفوز

جورج طرابيشي: لا معايير محددة للفوز
29 مارس 2012
جهاد هديب (أبوظبي) - كـ”الفائز رغم أنفه”.. هكذا بدا الروائي اللبناني ربيع جابر بعد أن أعلن جورج طرابيشي رئيس لجنة التحكيم للجائزة العالمية للرواية العربية عن فوز روايته “دروز بلغراد”، الصادرة عن المركز الثقافي العربي في بيروت العام الماضي، ثم باغتته الكاميرات بأضواء لحوحة ومتسلطة. بدا ربيع جابر كطفل متمنع، مع أن صعوده إلى منصة التكريم لم يكن بسابقة أولى، فقد جرى ذلك العام 2010 عندما وصلت روايته “أميركا” إلى القائمة القصيرة للجائزة. لكن كما قبل عامين، ظلّت نظراته إلى الأسفل ويرغب في الهرب من الأضواء والخروج فورا من القاعة، مع ان أحداث تكريم الإبداع العربي وفقا لمقاربات نقدية محضة لكنها نسبية إلى حد ما بحيث يُجمع عليها الكثيرون بات أمرا منسيا منذ عقود طويلة. لقد فازت رواية “دروز بلغراد” بغالبية تصويت أعضاء لجنة التحكيم ولم تفز بالإجماع الأمر الذي يشير إلى عافية نقدية ومبررات تكاد تكون مقنعة مع انها خلافية. في هذا الصدد، وأثناء انعقاد المؤتمر الصحفي الخاص بلجنة التحكيم الذي انعقد مساء أمس الأول في قاعة فندق “روكو فورتي” في أبوظبي عشية انطلاق فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثانية والعشرين، ردّ رئيس اللجنة على سؤال لـ”الاتحاد” عن سؤال تعلق بالمعايير التي أوصلت رواية من مثل “دروز بلغراد” أو “شريد المنازل” للبناني جبور الدويهي إلى القائمة القصيرة وأوصلت أخرى إلى القائمة ذاتها أقل أهمية بكثير منهما، أو من رواية للبناني رشيد الضعيف أو الفلسطيني ابراهيم زعرور من القائمة الطويلة بالقول: “ما من معايير محددة تم اختيار الرواية بناء عليها، فالرواية ليست معادلة رياضية، إنها تشبه الإنسان، ما يعني أنه من شبه المستحيل أن تشبه الرواية أية رواية أخرى، فالرواية شخصية قائمة بذاتها وتشكّل حساسية خاصة بعينها”. وأضاف: “لكننا بالتاكيد في اللجنة لم ننحز إلى بلد عربي بعينه أو اتجاه ما في الرواية العربية، بل إن المعيار، إذا افترضنا وجود معيار هو أن تكون الروايةُ روايةً”، مؤكدا أن اللجنة انحازت لطريقة عمل أهل الحديث الذين كانوا يسألون عن معيارهم فيجيبون بالقول بأنهم كالصيارفة، ثم لا تنس أن لدينا حدسنا ووجداننا وقراءتنا وتجاربنا الخاصة وبالتالي شخصياتنا النقدية التي جاءت عبر تجارب متراكمة فاكتسبنا معايير تختلف باختلاف كل واحد منا عن الآخر داخل اللجنة”. من جهتها علّقت عضو لجنة التحكيم الصحفية مودي بيطار على سؤال “الاتحاد” بالقول: “كانت المعايير التي اعتمدت تتمثل في المساحة الروائية داخل النص الروائي والتحليل التاريخي والاستبطان ووجود شخصيات مقنعة وكذلك التطور القصصي واللعبة الفنية في الرواية إضافة إلى الطاقة والحيوية الموجودة في اللغة وهي جميعا تشكل ذائقة نقدية تختلف من شخص إلى آخر داخل لجنة التحكيم”. غير أن هذه المعايير، إنْ صحّ قبولها مثلما هي بوصفها معايير فإنها تنطبق على روايات أخرى من القائمة القصيرة ذاتها أو على روايات تاريخية ولبنانية أيضا من طراز “صخرة طانيوس” لأمين معلوف مثلا لا حصرا، الأمر الذي يشير إلى أي مدى تلعب الذائقة النقدية وما ينبثق عنها من ممارسة عيانية هي نوع من أنواع الحساسية الأدبية دورها في اختيار هذه الرواية من تلك، وربما لذلك جنحت لجنة التحكيم باتجاه التصويت الذي يشكل في مثل هذه الحالة معيارا أكثر إنصافا من سواه. في هذا المؤتمر الصحفي أيضا لم يقل ربيع جابر شيئا يُذكر، بل جاء كلامه مقتضب إلى حد بعيد وغير مفهوم أحيانا بسبب حفاظه على مسافة فاصلة بينه وبين المايكروفون تماما مثلما طلب منه الدكتور خالد الحروب عريف حفل الجائزة السابق على المؤتمر أن يقول كلمة للحضور فلم يقل أكثر من عبارة واحدة: “شكرا لكم جميعا بكل المحبة”. غير أن الكلمة الأساسية في الحفل كانت تلك التي ألقاها جورج طرابيشي رئيس لجنة التحكيم جورج طرابشي وقال فيها: “اتفقت لجنة التحكيم بالغالبية وبعد طول نقاش على منح الجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الخامسة إلى “دروز بلغراد: حكاية حنّ يعقوب” لمؤلفها ربيع جابر، علما بأنه لو كان النظام الداخلي للجائزة يسمح بأن يكون الفائز اكثر من واحد لكنّا رشحنا روايات القائمة القصيرة الست كلها لتفوز بالجائزة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©