رسالة «باروت»

أوقع عيد باروت مدرب الإمارات نفسه أمام انتقادات وتأويلات أمام مجلس الإدارة وجماهير “الأخضر” عندما أرسل برسالة نصية “sms” في حادثة هي الأولى من نوعها في عالم الاحتراف تفيد باعتذاره عن عدم التجديد مع النادي في الموسم القادم، في الوقت الذي كان الجميع ينتظر قدومه من الباب لحسم مسألة البقاء مع الفريق. فقد كان أولى بالمدرب الذي حقق البطولة الأولى للنادي بالفوز بكأس رئيس الدولة أن يعقد مؤتمراً صحفياً ويعلن فيه أسباب اعتذاره بعد إعلام الإدارة بالسبب بطريقة “احترافية” لا عبر رسالة نصية. إدارة “الأخضر” سلكت الطريق الصحيح لتجديد عقد “باروت” بعد أن كلفت يوسف البطران عضو مجلس الإدارة بالتفاوض معه وتسليمه صورة من العقد المبدئي الذي تحدد به الراتب الشهري والمزايا الأخرى، وهو الأسلوب الحضاري المتبع في كل أندية العالم، ولو رفض “باروت” العرض المقدم من مجلس الإدارة ما كان لامه أحد فهو حر في استمراره مع الفريق في الموسم القادم من عدمه. لكن ما أقدم عليه شيء غريب وجديد في الوقت نفسه لم يسبقه إليه أي مدرب، وكان عيد الذي حملته جماهير “الأخضر” على الأعناق قبل أقل من شهرين بعد أن حصد مع أبناء الإمارات كأس رئيس الدولة، تحول في لحظة إلى شخص آخر “هاوٍ” يتعامل في أمور جدية لا تتحمل الهزل بطريقة الرسائل النصية. إن عيد باروت مطالب بعد هذا الموقف بضرورة تفسير هذا السلوك الغريب أولاً لجماهير “الأخضر” ولاعبيه الذين مكنوه من تحقيق الإنجاز الأول في تاريخه وتاريخ النادي، ومطلوب منه ثانياً أن يفسر لمجلس الإدارة الذي أعلن تمسكه به في الموسم القادم عن سبب هذا السلوك، فالموقف لا يصب في مصلحته حتى لو كان قد حصل على وعد بتدريب إحدى الفرق بعد أن هبط مع الإمارات إلى دوري الهواة (أ). إن اعتزازنا بالمدرب الوطني عيد باروت وتقديرنا له لا يمنع من انتقاده على أي تصرف خاطئ، فهو مدرب أثبت كفاءة كبيرة، خصوصاً في مسابقة الكأس، ويشهد الجميع له بحسن الخلق، والتعامل بالعقل مع العديد من المواقف الصعبة، وقد يكون موضوع الاعتذار بهذه الطريقة كبوة فارس أحبه اللاعبون قبل الجماهير، وندعوه الآن إلى تصحيح الموقف رغم رحيله عن “الأخضر” بطريقة تليق بتاريخه وتاريخ نادي الإمارات. مسج.. نصيحة لإدارة الإمارات: لا تتسرعوا في تحديد مصير اللاعبين الراغبين في الرحيل عن الفريق في الموسم القادم، ودعكم من كلام وتحركات السماسرة. salsharhan@admedia.ae