لندن (أ ف ب) - قضت محكمة بريطانية بسجن إيطالي 14 عاماً، لانتحاله صفة محام لسنوات طويلة، ترافع خلالها عن شخصيات عدة، أبرزها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وأدين جيوفاني دي ستيفانو (57 عاماً) الملقب في الصحافة البريطانية بـ «محامي الشيطان» بـ 25 تهمة أبرزها، الاحتيال والتزوير، وتبييض الأموال في وقائع تعود إلى الفترة ما بين 2001 إلى 2011.
وكان المحامي المزعوم عضواً في فريق الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، كما أقر بوجود صلات له بكل من رئيس زيمبابوي روبرت موجابي، والزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، مؤكدا أن الأخير استقبله في 1993 ومنحه دكتوراه فخرية في القانون من جامعة بلجراد. وقال المدان أيضاً إنه كان على اتصال بزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.
وولد دي ستيفانو في إيطاليا، لكنه نشأ في بريطانيا، واعتقل في فبراير 2011 بإسبانيا، بموجب مذكرة توقيف أوروبية. واتهم دي ستيفانو بأنه احتال على زبائنه بإيهامهم أنه محام، رغم أنه لا يحمل أي شهادة على الإطلاق من أي جامعة تجيز له مزاولة هذه المهنة، وليس مسجلاً في سجلات المحامين في بلده إيطاليا، ولا في بريطانيا. وبحسب الاتهام، فإنه استغل انتحال هذه الصفة على مدار أعوام عدة “لملء جيوبه”.
وفي بداية المحاكمة، أكد المتهم أنه يحمل إجازة في الحقوق، إلا أنه عاد واعترف أنه تعلم مبادئ المحاماة بمفرده، وأنه كان يقدم نفسه زوراً على أنه محام. وأقر أيضاً خلال المحاكمة بأن من بين جرائمه، الاستيلاء على تعويض مالي بقيمة 150 ألف جنيه استرليني (177 ألف يورو) كان يفترض أن يحصل عليها “موكله”، وهو رجل فقد ذراعه في حادث سيارة، لكنه استولى على المبلغ. وقال القاضي، إن الضرر المالي الذي ألحقه المدان بضحاياه كان «كبيراً جداً»، إلا أن الأخطر كان “الضرر النفسي الذي سببه لهم” من «آمال كاذبة»، سرعان ما تلاشت، وتلتها سنوات من الغضب” خلال محاولتهم تحصيل أموالهم من الرجل الذي خدعهم.
عدد اليوم
