افتتح معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة صباح أمس، فعاليات الدورة الـ 22 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2012، الذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتنظم فعاليات المعرض الهيئة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ويستمر ستة أيام.
وقد حضر افتتاح المعرض معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومبارك المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومحمد خلف المزروعي عضو مجلس إدارة هيئة ابوظبي للسياحة والثقافة، وجمعة القبيسي مدير المعرض، وعدد من كبار المسؤولين، وسفراء الدول العربية والأجنبية وحشد من الإعلاميين والمثقفين والأدباء.
ويمثل انطلاق فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية سنوية، تجمع في رحابها أركان عملية صناعة الكتاب في العالم والمنطقة العربية، من ناشرين ومؤلفين وقرّاء. وتضع الفعاليات المتنوعة التي ينظمها المعرض، المهتمين بالشأن الثقافي العربي والعالمي، أمام قضايا الحوار والإبداع، بإيجابياتها وسلبياتها.
وقام معالي الشيخ سلطان بن طحنون بجولة في أجنحة المعرض حيث تفقد جناح مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان لسباقات الخيول العربية، وقدمت لارا صوايا مديرة المهرجان لمعاليه نسخة من كتاب المهرجان الذي يعد الإصدار الأول من نوعه في مجال سباقات الخيول العربية الاصيلة في العالم. وأطلق معاليه “الموسوعة الشعرية” خلال زيارته لجناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والتي تعد مرجعاً مهماً للشعر العربي، فيما التقى معاليه خلال تفقده جناح جائزة الشيخ زايد للكتاب الفائزين بالجائزة في دورتها السادسة.
إصدارات إماراتية
وتفقد الشيخ سلطان بن طحنون جناح مشروع “كلمة” للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الذي يعرض باقة جديدة من إصداراته العلمية والثقافية، بجانب مجموعة جديدة من كتب الأطفال والناشئة، إضافة إلى المطبوعات والكتيبات التعريفية التي يصدرها المشروع على هامش فعاليات المعرض سنويا. واطلع معاليه خلال زيارته لجناح “المركز الوطني للوثائق والبحوث” على عدد من الإصدارات الحديثة مثل كتاب “رسائل من عصر زايد بن خليفة”، وكتاب “الإماراتيون: كل أيامنا الخوالي”، وكتاب “ذكريات شبه جزيرة العرب: رحلة في صور”، إضافة إلى عدد كبير من إصدارات المركز المعروفة مثل “الفرائد من أقوال زايد” و”يوميات زايد” حيث يؤرخان لجوانب من سيرة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” في أقواله وأفعاله..
وتفقد رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة جناح “مركز جامع الشيخ زايد الكبير” واطلع على كتاب بيوت الله” أحدث إصدارات المركز والذي يتناول فن العمارة الإسلامية بدءا من الجوامع القديمة في مختلف الدول الإسلامية مرورا بفنون العمارة في مختلف العصور، ووصولاً إلى جامع الشيخ زايد الكبير باعتباره المعلم الإسلامي الأبرز الذي ظهر في العالم خلال الحقبة الحالية، والكتاب من تأليف المفكر الدكتور خليل الشيخ الخبير في الثقافات المقارنة في جامعة اليرموك بالأردن.
«بيوت الله» هدية
وأشاد معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان بمركز جامع الشيخ زايد الكبير ودوره في إثراء الفكر ونشر المعرفة بين مختلف فئات المجتمع، مؤكدا أن مشاركة المركز بجناح في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تسهم في تعريف زوار المعرض بكافة أنشطة وفعاليات المركز على مدار العام.
وأبدى معاليه إعجابه بإصدارات المركز المختلفة التي بلغت 10 كتب أصدرها المركز، بالتعاون مع مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وتدور حول العمارة الإسلامية وفنونها وعلومها.
وأهدى يوسف العبيدلي مدير جامع الشيخ زايد الكبير لمعالي الشيخ سلطان بن طحنون كتاب “بيوت الله” مثمناً جهود معاليه في دعم الثقافة والفكر. كما تفقد معاليه “مركز الشيخ سلطان بن زايد للإعلام” وكان في استقباله حبيب الصايغ مدير المركز. فيما زار جناح “نادي تراث الإمارات” واستمع معاليه إلى شرح حول معروضات الجناح التي ضمت نحو 150 عنواناً من الكتب الأدبية والتراثية المحققة في مجالات الأدب واللغة والثقافة والتاريخ والحضارة والكتب التراثية. وزار معاليه جناح “أكاديمية الشعر” التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة التي تشارك في المعرض بمجموعة من الإصدارات الجديدة في مجالي الشعر النبطي والفصيح ودراساتهما، إضافة إلى عدد من الطبعات الجديدة لكتب سابقة. وتفقد معاليه جناح “جائزة خليفة التربوية”، حيث أهدته أمل العفيفي أمين عام الجائزة درعاً تذكارياً.
وقام الشيخ سلطان بن طحنون بجولة في أجنحة دائرة القضاء ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والمجلس الوطني الاتحادي والاتحاد النسائي وجناح جامعة الامارات التي تنظم حملة التوعية الفكرية لمكافحة شراء البضائع المقلدة، حيث وقع معالي سلطان بن طحنون، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك على اللوحة الخاصة بالحملة. وزار معاليه “دار العين” للنشر وأهدته فاطمة البودي نسخة من ديوان الشاعرة ميسون القاسمي الذي صدر بمناسبة المعرض. كما زار عدداً من دور النشر العربية والأجنبية، حيث تفقد جناح المملكة العربية السعودية، وكان في استقباله معالي إبراهيم السعد البراهيم سفير المملكة العربية السعودية الذي أهدى معاليه درعا تذكاريا تقديرا لجهوده في مجال الثقافة والفنون، فيما زار عددا من أجنحة بعض الدول المشاركة في المعرض.
وأشاد الشيخ سلطان بن طحنون في ختام جولته بجهود دور النشر المشاركة والفعاليات المصاحبة للمعرض والتطور الملموس الذي يشهده المعرض دورة بعد أخرى.
وقد تميز اليوم الأول من انطلاق فعاليات المعرض بحضور كثيف من العارضين المشاركين والمثقفين والرواد العاديين، وتميزت الكتب المعروضة بالعناوين الجديدة، سواء باللغة العربية أو اللغات الأجنبية. وتوقف الحضور عند الأجنحة الإماراتية بإصداراتها المتنوعة، التي تتناول الشؤون المحلية والعربية، فضلا عن قضايا التراث والتاريخ والشؤون العلمية المتخصصة.
ومن الجدير بالذكر أنه يشارك في فعاليات المعرض 900 دار نشر تمثل 54 دولة من مختلف أنحاء العالم تعرض نحو نصف مليون كتاب بـ 33 لغة مختلفة، وتنقسم الجهات المشاركة إلى 601 ناشر عربي و303 ناشرين عالميين.
مبادرات هادفة
وتحفل الدورة ال22 من “معرض أبوظبي الدولي للكتاب” بالعديد من المبادرات الهادفة لتشجيع القراءة والنشر ومنها مبادرة “تواقيع” التي تدعم بعض الكتب الصادرة حديثا ومبادرة “ضاد” التي تروج الهيئة بها للكاتب بوصفه العنصر الرئيس في عملية النشر والإبداع. وتشهد الفعاليات الاحتفاء بالفائزين بجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب، حيث سيحظى الزوار بفرصة التقاء المبدعين والتحاور معهم، إضافة للمرشحين ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية. وتتضمن فعاليات الدورة الحالية من المعرض برنامجاً موسعاً من الفعاليات والأنشطة الثقافية بمشاركة رموز الفكر والثقافة وأبرز دور النشر المحلية والإقليمية والعالمية. ويطلق معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2012 مبادرات جديدة ومتنوعة منها مبادرة “تواقيع” و”معرض حقوق الأدب العربي” و”مبادرة ضاد” إلى جانب البرامج الأخرى المعتادة كالبرنامج الثقافي والبرنامج المهني وركن الإبداع.
عدد اليوم
