الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل فقد الأتراك الثقة في صندوق الاقتراع؟

10 ابريل 2014 00:03
ألكساندر كريستي ميلر إسطنبول عززت المزاعم بشأن تزوير الانتخابات على نطاق لم تشهده تركيا منذ عقود المخاوف من أن واحدة من المؤسسات الديمقراطية القليلة ذات الصفحة البيضاء فقدت استقلالها بينما تواجه الحكومة مستويات غير مسبوقة من ضعف الثقة الشعبية. وقد تحدى المرشحون المهزومون نتيجة الانتخابات المحلية التي أجريت في نهاية الشهر الماضي في 16 من بين 81 إقليماً في الدولة وفي أكثر من مائة مقاطعة في ضوء الانحرافات التي شابتها، حيث توجد مزاعم بمحاباة «حزب العدالة والتنمية» الحاكم. وطالب المتسابق المهزوم على منصب عمدة العاصمة أنقرة بضرورة إبطال النتائج وإعادة الانتخابات مرة أخرى. وتتراوح الاتهامات بين التلاعب بالأصوات إلى قرارات من قبل اللجان الانتخابية في الدولة التي حابت مرشحي حزب العدالة والتنمية. وأفاد أستاذ العلوم السياسية في جامعة «قادر هاس» في إسطنبول، قائلاً: «الآن سنفقد الثقة في هذه المؤسسة الوحيدة أيضاً، وهو ما أعتقد أنه مقلق ومربك». وفاز حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في كثير من الاستحقاقات بهوامش كبيرة في غالبية مناطق الدولة، لكن كانت هناك منافسات شديدة في بعض المحافظات، وكانت أنقرة من بين الأشد منافسة، ولا سيما أنها ثاني أكبر المدن التركية ومعقل الاضطرابات الاجتماعية الأخيرة. وأعيد انتخاب «ميليح جوكسيك»، الذي شغل منصب عمدة أنقرة خلال العقدين الماضيين، بفارق 32 ألف صوت فقط، أي أقل من واحد في المئة. وأوضح مرشح حزب «الشعب الجمهوري» المعارض «منصور يافاز» أن الانحرافات الممنهجة وراء خسارته في الانتخابات. وقال «يافاز» في مؤتمر صحفي أول من أمس «إن صورة تركيا أصبحت مثل دولة من دول العالم الثالث»، عندما أعلن تقديم طلبه للجنة الانتخابية العليا في الدولة من أجل إبطال نتائج انتخابات البلدية. وكما هي الحال في عدد من المحافظات الأخرى، حيث خسر مرشحو المعارضة بفارق ضئيل، رفضت لجنة الانتخابات المحلية في أنقرة نظر طلب «يافاز»، ولكن في كثير من المناطق التي خسر فيها حزب «العدالة والتنمية» بفارق ضئيل، تم السماح بإعادة النظر في عدد من الطلبات. وزعمت حملة «يافاز» أن أكثر من نصف كشوف أصوات الناخبين في صناديق اقتراع أنقرة تظهر علامات على الانحرافات والتلاعبات التي جاءت في صالح السيد جوكسيك، أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية. وأوضح مدير حملة يافاز، سوات كينكليوغلو قائلاً: «نشعر بأن الانتخابات التي فزنا فيها تمت سرقتها عن طريق جهود منظمة في أنحاء أنقرة عبر أنواع مختلفة من التلاعبات». وعقد كوكسيك مؤتمره الصحفي الخاص أول من أمس، رافضاً المزاعم، مشيراً إلى أن الخاسر المؤكد هو حملة يافاز. وأخبر المرشح الفائز المراسلين أن الخاسرين يحاولون الحفاظ على قاعدة مؤيديهم، لكنهم بينما يفعلون ذلك يستفزون الناس، موضحاً أن جزءاً أصيلاً من الديمقراطية هو قبول النتائج عندما يكون الشخص مهزوماً. وفي ضوء مزاعم الفساد التي أرهقت الحكومة الوطنية، كانت الأجواء متوترة ومحمومة، بينما اعتبر أردوغان التصويت بمثابة استفتاء على ترأسه مجلس الوزراء لفترة ولاية ثالثة. ولفت “أوزيل” إلى أن مزاعم الفساد وارتفاع المخاطر السياسية ألقت بظلالها على مفهوم يؤكد أن التصويت لم يكن عادلاً. ويصرّ كثير من المراقبين في أنحاء الدولة على أن النسب المئوية للنتائج تتفق على نحو واسع النطاق مع التوقعات، لكن المزاعم عززها عمل مجموعة مراقبي الانتخابات المستقلين. واعتمدت مجموعة «140 جورنوس»، وهي تجمع من الناشطين الصحفيين، على حشود من المصادر في تحليل أكثر من ألفي كشف تصويت انتخابي، بصورة رئيسة من أنقرة وإسطنبول، واكتشفوا أن نحو 250 من هذه الكشوف به انحرافات تنطوي في الأساس على محاباة لحزب العدالة والتنمية. وذكر إنجين أوندر، أحد مؤسسي مجموعة «140 جورنوس» أن هناك نموذجاً منهجياً، فإذا حصل المرشح القريب من المعارضة على 450 صوتاً، يسجل المسؤولون حصوله على 45 صوتاً، ويتم تزييف حساب الأصوات لصالح حزب العدالة والتنمية الحاكم. وأفاد المتخصص في الشؤون التركية لدى كلية «ستوكهولم للاقتصاد» إيرك ميرسون، بأنه في ميادين المنافسة، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة، كانت أغلب الأصوات التي تم إبطالها لصالح الأحزاب المنافسة لحزب العدالة والتنمية. وشدد ميرسون على أن نتائجه في حد ذاتها لا تشكل دليلاً على التزوير، مستدركاً «لكن إلى أن يتم تقديم تفسير واضح على أن هذه النتائج لا تنطوي على أي تزوير للأصوات، فمن الصعب تخيل أي شيء آخر يمكن أن يحدث». وفي أنقرة، تجمهر المتشككون من حملة يافاز في وقت متأخر ليلة الانتخابات، ويقول كينيكليوجلو إن الحملة تلقت اتصالاً هاتفياً من مراقب رسمي تابع للحزب الجمهوري الشعبي في مكاتب المجلس الأعلى للانتخابات في الساعات الأولى من صباح 31 مارس يقول إن يافاز متقدم بـ 27 ألف صوت، وأن المناطق المتبقية التي يتم إحصائها معروفة بأنها معاقل للحزب الجمهوري الشعبي. وأضاف كينيكليوجلو «فجأة ظهرت صناديق اقتراع جديدة من مناطق محافظة في الرابعة صباحاً حولت الدفة ليصبح ميليح جوكسيك في المقدمة». وقبل الانتخابات، كان من المتوقع فوز حزب «الشعب الجمهوري» في أنقرة، بعد أن ترشح يافاز في عام 2009 لانتخابات العمودية عن حزب الحركة الوطنية، الذي حل ثالثاً في تلك الانتخابات، وما أن أصبح مرشحاً للحزب الجمهوري الشعبي، كان من المتوقع أن يحصل على أصوات معارضة قوية يتغلب بها على جوكسيك. وتعهد مجلس الانتخابات الأعلى بدراسة أي انحرافات في أنقرة وأماكن أخرى في أنحاء الدولة بصورة منصفة، وعلى رغم ذلك، ستعتبر قراراتها حتماً سياسية في ظل الأجواء الراهنة. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©