الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نقل المباريات دجاجة تبيض ذهباً

نقل المباريات دجاجة تبيض ذهباً
25 يوليو 2008 02:10
تحول الحديث عن بيع حقوق النقل التلفزيوني لمباريات الدوري سواء بتشفيره إلى خدمة مدفوعة الثمن أو ببيعه للقنوات المحلية إلى شبح عملاق أمام الجميع سواء بالقنوات المحلية أو إدارات الأندية أو رجل الشارع العادي، على الرغم من أن هذه الحقوق تحولت بفعل خطط التسويق المتقنة والفكر الاحترافي السائد في دول أوروبا إلى نهر أموال متدفق يعين الأندية على تحديات عالم الساحرة المستديرة التي أصبحت مملكة قائمة بذاتها تفرض قوانينها فتطاع وتأمر معشوقيها فيلبوا·· ليصبح النقل التلفزيوني للمباريات هو ''الدجاجة التي تبيض ذهباً'' لأندية العالم التي وجدت لها مساحات في عقول وقلوب المشاهدين العرب لكرة القدم على وجه التحديد· ولولا توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وصاحب الســـمو الشيــخ محمـــد بـــن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''رعاه الله'' بإنهاء القضية لصالح القنوات المحلية لتحول المطلب من التحول إلى الاحتراف الإعلامي إلى كابوس يفزع الجميع· وبوقفه بسيطة أمام فكرة حقوق البث للمباريات المختلفة وكيف تحولت من مجرد مغامرة إيطالية في الثمانينات كأول دوري يعرف التشفير والمتاجرة بمبارياته لعشاق الساحرة المستديرة ويسيطر عليه شعار ''الخدمة لمن يدفع'' إلى كنز أموال لا ينضب بالنسبة لمعظم الدوريات على مستوى العالم حتى لو لم تشفر كون كرة القدم في مطلق الأحوال سلعة لها ثمنها سواء بثت مبارياتها دون تشفير أو حجبت لمن يدفع· ومحلياً وصل سعر دوري الإمارات في أول مرحلة لبيعه إلى 350 مليون درهم لمدة 5 سنوات غير أن المتابعين للساحة الرياضية يرشحوه بأن يصل إلى أضعاف هذا المبلغ عام 2015 آخر عام من الأعوام الخمسة التي اشترتها قنواتنا المحلية ووقتها سيكون عليها الدخول في مرحلة أخرى من المفاوضات· ولعل هذه المرحلة تعتبر أمراً طبيعياً حيث كان الدوري الانجليزي في بداية الأمر بمليون دولار في التسعينات وأصبح حالياً يقدر ب950 مليون يورو في العام 2008 ومرشح للارتفاع ما يعني أن مبلغ الـ350 مليون درهم مجرد بداية· البداية في الثمانينات التحول نحو بيع المباريات للقنوات المحلية وعدم بثة بشكل مجاني عرفه العالم اوائل الثمانينات وكان الدوري الإيطالي الأول على مستوى العالم الذي يتجه لبيع حقوق البث التي شفرت فيها بعد وأصبحت خدمة مدفوعة الثمن بعد ما يقرب من 15 سنة من البيع للقنوات والتي كانت تقوم بالنقل بالمجان، ثم هرولت كافة الأندية الأوروبية خلف الاختراع الإيطالي ذاك الوقت حتى أصبح الدخل المالي نظير بيع المباريات أشبه بنهر متدفق تنهل منه الأندية التي تصرف بالملايين لإمتاع المشاهد وتحولت كرة القدم من مجرد لعبة يعشقها العالم في شكلها القديم إلى سلعة تعتمد على الإثارة والإبهار والتشويق شعارها من يدفع يشاهد· وكشفت التقارير التي أعدتها المؤسسات المتخصصة في أوروبا خلال عامي 2005 و2006 أن العمود الفقري لدخل أغنى أندية العالم وهو نادي ريال مدريد قائم من قيمة النقل التلفزيوني لمباريات الدوري بشكل عام ويشكل نسبة 92 مليون يورو في ذلك الوقت من أصل 292 مليون يورو إجمالي الدخل السنوي للنادي الملكي· وأشارت التقارير إلى أن دخل الأندية الغنية في العالم يعتمد بنسبة تصل الى 40% على حقوق البيع التلفزيوني وهي الخطوة التي نتجت عنها خطوات أخرى أكثر تحقيقاً للأرباح بإطلاق الأندية المختلفة لقنوات خاصة بها في كل الدوريات العالمية أمثال الدوري الإسباني والإنجليزي والإيطالي والفرنسي والألماني وغيرها·· والتي تضيف رصيـــداً يصــل إلى 25% من إجمالي الدخل عبر اشتراكات عشاق تلك الأندية من الجماهير التي تعتبر أوروبا الوقود الذي يمنح الأندية الحياة والثقة والتوجه نحو المستقبل والتواجد في صلب المنافسة، لا أن ينحصر دورها كما هو الحادث عندنا وفي معظم الدوريات العربية والخليجية إلى جماهير تصرخ في المدرجات عند الخسارة او ترقص فرحاً عند الفوز· ما يعني أن الأندية تحصل ما يقرب من 65% من ناتجها السنوي من بيع حقوق المباريات التي تتابعها الملايين حول العالم· اتفاق عالمي ويبدو أن هناك حالة من الاتفاق العالمي على أن يتحول حق نقل البطولات والدوريات المختلفة إلى مصدر رئيسي للدخل وهو ما يظهر جلياً في توجه الاتحاد الأوروبي نحو بيع بطولاته بشكل يحقق الدخل الأعلى وهو ما حدث في بيعه لحقوق بطولة أمم أوروبا ''يورو ''2008 بمبلغ وصل إلى 1,5 مليار يورو وتعود الحصة الأكبر للأرباح الى حقوق النقل التليفزيوني التي بلغت 800 مليون يورو دفعتها القنوات المختلفة حول العالم نظير النقل والباقي نظير حقوق الإعلانات واستغلال الشعار ومن الشركات الراعية وحقوق التسويق وغيرها التي وصلت لأكثر من 250 مليون يورو، علماً بانه إلى جانب الرعاة العشرة الرسميين كان هناك شركاء للبطولة حيث دفعت كل من الشركات الأربع التي تم اختيارها في سويسرا والنمسا 8 ملايين يورو لوضع اسمها كشريك في ''يورو ·''2008 وبالطبع تدل هذه الأرقام على مدى النجاح التجاري والتسويقي للاتحاد الأوروبي، وهذا ما أكده المستشار السويسري باتريك كوتينج مقارناً عائدات كأس أوروبا 1996 من النقل التلفزيوني، وقد بلغت 50 مليون يورو أي أقل بـ16 مرة من تلك التي سيحصل عليها ''يويفا'' في ·2008 ولو نجحت انديتنا وقنواتنا في التعاطي مع البطولة بشكل تسويقي من بيع الشعار ووضع شعارات الشركات الراعية والحصول على الإعلانات وغيرها قد نحقق الأرباح التي ننتظرها من جراء التحول من دوري للهواة إلى دوري المحترفين وتحويل النقل التليفزيوني من مجرد خدمة مجانية الى مصدر حيوي ورئيسي لدخل الأندية· آراء مؤتمر التشفير وأوصت مجموعة من الخبراء بأهمية بيع حقوق النقل للدوري للقنوات المختلفة سواء عملت تلك القنوات على الاتجاه نحو تشفير المباريات حتى يدفع من يشاهد وفي المقابل ترتفع مداخيل الأندية أو تختار القنوات بث البطولات بالمجان، بشكل يجعل التحول نحو الاحتراف واقعاً ملموساً· ولعل ندوة الاحتراف في عصر التشفير الفضائي وحقوق البث التي عقدت على هامش مؤتمر دبي للاحتراف وحاضر بها خيرة خبراء التشفير في أوروبا والشرق الأوسط كانت خير دليل على أهمية القضية التي أصبحت مسألة حياة أو موت بالنسبة لكرة القدم العالمية· وطالب الخبراء بضرورة بيع حقوق النقل كونها مرتبطة بشكل مباشر بمصائر الأندية والتي لو استغنت عن نهر الأموال المتدفق من بيع الحقوق فستظل أسيرة الإعانة الحكومية التي لن تكفي لسد الحاجة في ظل ارتفاع أسعار العناصر المختلفة للعبة سواء من اللاعبين الأجانب او المدربين او في كافة الأدوات المتعلقة باللعبة من أجهزة طبية وبدنية وغيرها· وأكد فيصل السعيداني رئيس مكتب التسويق لنادي مارسليا الفرنسي ان عملية بيع حقوق بث المباريات تعتبر حالياً بالنسبة لأندية أوروبا ''نهر أموال متدفقاً'' لخزائن الأندية وأشار السعيداني إلى أن تجارب أوروبية كثيرة حققت أرباحاً ونجاحات في وقت قياسي من جراء بيعها لحقوق البث وإيقاف ما يسمى بالنقل المجاني للدوري في ظل عصر الاحتراف الحديث القائم على حسابات الربح والخسارة حتى تحول الى سوق لها عمله وقوانينه الخاصة· وقال: عاصرت بنفسي التجربة الفرنسية في التحول من المجانية في النقل الى بيع الحقوق للقنوات المختلفة حيث كان الدوري في السابق لا يسوى الا القليل أما الحالي فيدر دخلاً الى رابطة الدوري المحترف تصل الى 500 مليون يورو من جراء بيع حقوق النقل فقط بخلاف الاستثمارات الأخرى ونسبة التذاكر من المباريات وبالفعل تستفيد الأندية الفرنسية والتي تحصل على معظم تلك المبالغ بحسب طريقة وآلية معينة للتوزيع· وأضاف: الدوري الإماراتي قد لا يكون ثمنه كبيراً حال تحوله الأول من المجانية إلى البيع والاحتراف ولكنه مستقبلاً سيحقق ارباحاً اكبر ودخلاً اكبر للأندية التي ستستفيد بدورها من الأموال التي تدفع من شراء المباريات· ولفت السعيداني إلى أن الأمر لا يتوقف عند مجرد بيع حقوق البث بل يجب على الأندية الإماراتية الغنية أن تطلق قنوات فضائية خاصة بها تساعدها على إيجاد مصادر تمويل خاصة بها وتحتكر بعضاً من مخصصات النادي أو المباريات الخارجية والداخلية والتي تزيد من الدخل بشكل كبير ايضاً
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©