الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المكسيك: انعدام الأمن يمنع عودة المهاجرين

المكسيك: انعدام الأمن يمنع عودة المهاجرين
29 سبتمبر 2009 00:06
كشفت معطيات جديدة حول حركة الهجرة المكسيكية إلى الولايات المتحدة أن تبخر الوظائف وتراجع سوق الشغل خلال فترة الركود الحالية التي تعصف بأميركا لم يساهم كثيراً في إقناع ملايين المكسيكيين بالعودة مجدداً إلى بلدهم وسط مؤشرات متزايدة تفيد بأن ما يدفع العديد من المهاجرين لمغادرة المكسيك ليس جاذبية الرواتب العالية فقط، بل الخوف أيضاً على سلامتهم الشخصية والرغبة في تأمين أنفسهم وأسرهم. والحقيقة أن الفرص الاقتصادية ما زالت هي المحرك الأساسي الذي يحفز المكسيكيين على الهجرة إلى الولايات المتحدة وهذا ما يفسر الانكماش الطفيف في أعداد المهاجرين المكسيكيين المستقرين في أميركا خلال السنة الماضية بسبب توقف حركة البناء وقطاع الإنشاءات وإحجام الأميركيين عن الإنفاق على حدائقهم التي يعمل بها المهاجرون بعد تقلص مداخيلهم بسبب الأزمة الاقتصادية. ولكن ذلك التراجع في عدد المهاجرين لم يتحول إلى موجة معاكسة من الهجرة يعود فيها المكسيكيون الذين فقدوا وظائفهم إلى مدنهم وقراهم في المكسيك، بحيث يشير إحصاء أخير للسكان في الولايات المتحدة إلى تراجع متواضع لا يكاد يذكر في نسبة السكان الذين ولدوا في الخارج خلال عام 2008. هذا في الوقت الذي تُظهر فيه دراسة جديدة أجراها مركز «بيو» للأبحاث أنه على رغم الأزمة وندرة العمل يفضل ثلث المكسيكيين الهجرة إلى الولايات المتحدة إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا. وعلاوة على الدوافع الاقتصادية التي تدفعهم تقليدياً إلى الهجرة يشعر عدد متزايد من المكسيكيين بانعدام الأمان في بلدهم، لاسيما المواطنين الذين باتوا هدفاً للاختطاف والابتزاز من قبل العصابات والمجرمين، فقد أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت على مدار العقد الأخير أن السبب الأساسي وراء هجرة اللاتين عموماً إلى الولايات المتحدة يرجع إلى الظروف الاقتصادية والرغبة في تحسين المستوى المعيشي للأسر، ويتبع ذلك لم شمل العائلات، بيد أن موجة العنف الحالية التي تجتاح المكسيك، حيث قتل أكثر من 13 ألف شخص في جرائم متعلقة بالمخدرات منذ اعتلاء الرئيس فيليبي كالديرون السلطة في أواخر عام 2006 وإرساله الجيش لمحاربة عصابات المخدرات، كان لها أيضاً دور مهم في دفع الناس عبر الحدود طلباً للأمان على الجانب الآخر في الولايات المتحدة. ويؤكد هذا الطرح «جوشيا هايمان»، الخبير الحدودي بجامعة تكساس بمدينة «إل باسو» بقوله: «لاشك أن الأمن يلعب دوراً بالغ الأهمية في الهجرة وهو يحدث حالياً في المكسيك وعلى نطاق واسع مقارنة بالماضي», ويضيف الخبير أن الذين يقطعون الحدود في اتجاه الشمال هم من الطبقة المتوسطة والعليا «والأمر ليس لأن انعدام الأمن لا يؤثر على المكسيكيين الفقراء في القرى والريف، ولكن بسبب كون الأشخاص الذين يستطيعون جمع أغراضهم ومغادرة البلاد كرد فعل على الجرائم هم من يملكون المال». ومع أن مكتب المدعي العام المكسيكي يقول إن 90 في المئة من ضحايا الجرائم المرتبطة بالمخدرات هم مجرمون أصلا، إلا أن الحزم الذي واجه به الرئيس كالديرون العنف دفع عصابات المخدرات التي تبحث عن مصدر آخر للدخل إلى ابتزاز المواطنين وإرهابهم ليؤثر ذلك بشكل مباشر على السكان. ففي «خواريس»، المدينة المكسيكية الأكثر عنفاً، والتي لا تبعد كثيراً عن «إل باسو» الأميركية، أخبرنا سكان في شهر ديسمبر الماضي بأن بعض أصدقائهم، أو هم أنفسهم، يتلقون تهديدات عبر الهاتف، أو أرغموا على دفع المال مقابل ضمان سلامتهم، كما قالوا إن العديد من مواقع الأعمال الصغرى أغلقت أبوابها وتوجه أصحابها إلى الولايات المتحدة. وفي هذا السياق أيضاً يؤكد «ريتشارد وايك»، وهو مدير مشارك في مشروع «المواقف العالمية» الذي أجرى الدراسة الجديدة لحساب مركز «بيو» أن «استطلاع الرأي الذي أجريناه يبرز بوضوح أن المكسيكيين غير مرتاحين للاتجاه الذي يسير فيه بلدهم» ليبقى الانشغال الأساسي الذي يؤرقهم في هذه اللحظة هو تنامي معدلات الجريمة، بحيث اعتبر 81 في المئة من المكسيكيين المستجوبين أن الجريمة «مشكلة كبيرة» متبوعين بنسبة 75 في المئة يقولون إن القضايا الاقتصادية هي ما يشغلهم، فيما أشار 73 في المئة من العينة إلى المخدرات باعتبارها الانشغال الأساسي, وأكد 78 في المئة أن بلادهم تسلك الطريق الخطأ، وهي نسبة أعلى بحوالي 10 في المئة مقارنة مع السنة الماضية، فيما اعتبر 69 في المئة منهم أن الاقتصاد المكسيكي في وضع سيئ ويؤثر على حياتهم. سارا ميلر لانا - المكسيك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©