الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميركل... نحو «ائتلاف مريح» مع الديمقراطيين الأحرار

ميركل... نحو «ائتلاف مريح» مع الديمقراطيين الأحرار
29 سبتمبر 2009 00:05
حققت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فوزاً حاسماً في الانتخابات الفيدرالية التي جرت أول من أمس (الأحد)، وحصدت من الأصوات ما يكفي لتشكيل تحالف حاكم جديد، يمنحها حرية أكبر في العمل، ويساعدها على تحقيق روابط أقوى مع واشنطن. وميركل هي أول زعيمة أوروبية تتمكن من الفوز بفترة رئاسة ثانية منذ الأزمة المالية التي ضربت العالم العام الماضي، وهو ما يعني أن الناخبين الألمان راضون عن الطريقة التي تعاملت بها مع الأزمة، والتي أنقذت الاقتصاد الألماني من أكبر أزمة كان يمكن أن يتعرض لها منذ الحرب العالمية الثانية. كما يعني فوز ميركل أيضاً أن الناخبين الألمان لم يهتموا بالتهديدات التي وجهها زعماء «القاعدة» و«طالبان» بمعاقبة ميركل بسبب قيامها بإرسال قوات ألمانية إلى أفغانستان. وعلى رغم أن استطلاعات الرأي قد أظهرت أن الغالبية العظمى من الألمان لا يؤيدون تلك الحرب، إلا أن المحللين يقولون إنه من غير المرجح أن تحذو ميركل حذو دول أوروبية أخرى -إيطاليا مثلا- في الدعوة لانسحاب سريع للقوات من ذلك البلد. وفي أول خطاب تلقيه بعد فوزها في الانتخابات، قالت ميركل لأنصارها المنتشين بالفوز: «نستطيع حقاً أن نحتفل اليوم بانتصارنا ولكن ينبغي ألا ننسى أن هناك مشكلات كثيرة وعملا شاقاً ينتظرنا». ومن المعروف أن ميركل التي نشأت في ألمانيا الشرقية، والتي كانت على علاقة وطيدة ببوش، كانت قد ألقت بتبعة الركود العالمي على واشنطن مما تسبب في نوع من البرود في العلاقة بينها وبين أوباما. ويعتقد محللون أنها قد سعت بعد ذلك إلى إصلاح بعض من الضرر الذي أصاب العلاقة بين البلدين من خلال تخفيف انتقاداتها، والتعاون بشكل أوثق مع واشنطن بصدد طائفة من القضايا مثل الإشراف على الأسواق المالية الدولية. ويقول هؤلاء المحللون أيضاً إن ميركل تمكنت في النهاية، على ما يبدو، من تحسين العلاقة الشخصية مع أوباما، حيث عمل الاثنان معاً، بشكل مثمر، خلال قمة مجموعة العشرين التي عقدت قبل أيام في مدينة بيتسبرج الأميركية. وأثناء حملتها الانتخابية قالت ميركل إنها تؤيد عقد مؤتمر دولي لبحث السبل التي يمكن من خلالها مساعدة حكومة أفغانستان على تحمل مسؤولية أمنها، غير أنها قاومت كافة النداءات التي تطالبها بتحديد جدول زمني لسحب القوة الألمانية الموجودة في ذلك البلد، والتي يبلغ عددها 4200 جندي. ويقول «جيرجن فالتر» أستاذ العلوم السياسية بجامعة «ماينز» إنه من غير المرجح أن تعمد ميركل وحكومتها الجديدة إلى الدفع باتجاه خروج سريع من أفغانستان على رغم الحرج الذي تعرضت له ألمانيا بشأن الغارة الجوية التي أمر بها قادة ألمان في أفغانستان هذا الشهر، والتي أدت إلى مقتل 100 أفغاني في مقاطعة قندز الشمالية. ويرى «فالتر» أن الحكومة الألمانية: «قد توافق على بذل المزيد من الجهد من خلال إرسال مدربين من طرفها أو اختصاصيين آخرين لتقوية الجيش الأفغاني، أو لبناء مدارس جديدة، بيد أن الشيء المؤكد هو أنها لن تقدم على أي خطوة مفاجئة دون أن تجري مشاورات مكثفة مع واشنطن بشأنها». وبخصوص التهديدات العديدة التي صدرت عن زعماء «القاعدة» و«طالبان» والتي تزايدت وتيرتها خلال الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية، وتوعدوا فيها الألمان بعمليات شبيهة بعملية تفجير قطارات مدريد قال «نيلز ديتريتش» المحلل السياسي في الجامعة الحرة في برلين: «إن الألمان لا يحسون حقيقة بأنهم مهددون من قبل القاعدة... فهذا الموضوع وإن كان محل مناقشة على مستوى الطبقة المثقفة إلا أنه لم يكن كذلك بالنسبة للناس العاديين في الشارع». وبعد انتهاء الانتخابات، يمكن لألمانيا أن تشهد مفاتحات جديدة من واشنطن بشأن قبول بعض من معتقلي جوانتانامو فيها. فعلى رغم أن ألمانيا كانت قد رفضت طلباً رسمياً من قبل الإدارة الأميركية في شهر أبريل الماضي بقبول تسعة من سجناء جوانتانامو على أراضيها، إلا أن ميركل لم تستبعد الفكرة كلية ووعدت بإعادة التفكير فيها بعد الانتخابات. وكانت ميركل قد اضطرت لحكم البلاد على مدار الأعوام الأربعة الماضية من خلال تحالف مربك مع «الديمقراطيين الاشتراكيين» الذين بنوا شهرتهم على دفاعهم القوي عن برامج الرفاه الاجتماعي الألمانية. ولكن ما حدث خلال الانتخابات الأخيرة هو أن الحزب الذي يقوده وزير الخارجية فرانك - والتر شتاينماير فقد أصواتاً كثيرة في صناديق الانتخابات ومُنى بهزيمة تعتبر هي الأقسى بالنسبة له في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وسبب هذه الهزيمة يرجع إلى أن كثيراً من مؤيدي الحزب التقليديين قد هجروه وصوتوا لصالح «الحزب اليساري» الذي تعود جذوره إلى الحزب الشيوعي السابق في ألمانيا الشرقية. ومن المتوقع أن تشكل ميركل وحزبها الديمقراطي المسيحي ائتلافاً جديداً مع الحزب الديمقراطي الحر المنتمي ليمين الوسط، المؤيد لحرية الأعمال، والذي ينادى بتخفيض الضرائب وتقليص حجم البيروقراطية. ويتوقع إذا ما تم ذلك أن يتولى «جويدو ويسترفيله» زعيم الحزب الداعي لتوثيق العلاقة مع الولايات المتحدة منصب وزير خارجية ألمانيا في التشكيلة الوزارية الجديدة. يشار إلى أن مجموع أصوات الحزبين يسمح بتشكيل حكومة جديدة بقيادة ميركل، حيث يصل عدد أعضائهما في البوندستاج إلى ما بين 320 إلى 323 عضواً مقابل 291 إلى 296 عضواً للمعسكر اليساري الذي يضم الحزب الاشتراكي وحزب الخضر وحزب اليسار . كريج ويتلوك - برلين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©