الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كعب بن زهير.. أهداه الرسول بردته

28 مايو 2017 19:58
سلوى محمد (القاهرة) كعب بن زهير بن أبي سلمى «أبو المضرب» أحد أهم الشعراء المخضرمين، عاش زمن الجاهلية، ووقف في الجبهة المعادية للرسول وللمؤمنين به، وكان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهجا أخاه بجير ولامه على إسلامه، ما دفع الرسول إلى إهدار دمه. من عائلة شعرية، أبوه زهير بن أبي سلمى، وأخوه بجير بن زهير، وحفيده العوام، وابنه عقبه، من الشعراء الأفذاذ، تلقن الشعر عن أبيه الذي حرص على تعلمه وحفظه جيداً مخافة أن يتسفّل ويأتي بالضعيف فيشوّه مجد الأسرة، فورث أباه في تنقيح وتثقيف وتجويد الشعر، وينظر في القصيدة عاماً كاملاً. عاش على وثنيته حتى فتحت مكة، فدعاه أخوه أن يعلن إسلامه، ودعا الله أن يشرح صدره للإسلام، فكتب إليه إن كانت لك في نفسك حاجة، فطِر إلى رسول الله، فإنه لا يقتل أحداً جاءه تائباً، وإن أنت لم تفعل فانجُ إلى نجائك من الأرض فقال كعب: أَلا أَبلِغا عَنَي بُجَيرًا رِسالَةً فَهَل لَكَ فيما قُلتَ بِالخَيفِ هَل لَكا سُقِيتَ بكأْسٍ عِنْدَ آلِ مُحَمَّد فأَنْهَلَكَ المَأْمُونُ منها وعَلَّكَا فخالَفْتَ أَسْبَابَ الهُدَى وتَبعْتَهُ على أَيِّ شَيْءٍ ويْبَ غَيْرِكَ دَلَّكَا عَلى خُلُقٍ لَم تُلفِ أُمًّا وَلا أَبًا عَلَيهِ وَلَم تُدرِك عَلَيه أَخًا لَكا وبعث بها إلى بُجير، فانشدها بجير على الرسول فما سمع الرسول «سقاك بها المأمون» قال صدق وإنه لكذوب، أنا المأمون، ثم قال بجير لكعب: مَن مُبلِغ كعبا فهل لكَ في التي تلوم عليها باطلا وهيَ أحزَمُ إلى الله لا العزى ولا اللات وحده فتنجو إذا كان النَّجاء وتَسلمُ لَدَى يَومِ لا ينجُو وليس بمُفلِتٍ من النَّاس إلا طاهرُ القَلب مُسلِم فدينُ زُهير وهو لا شيءَ دينُه ودين أبي سُلمى عليَّ مُحرَّمُ فجاء كعب إلى النبي وقال له: «هذا مقام العائذ بك يا رسول الله، أنا كعب بن زهير»، فبسط النبي يده وعفا عنه، فأسلم وحسن إسلامه، كان من شعراء الرسول المدافعين عن الإسلام. أهداه الرسول بُردته الشريفة، فكان ذلك تكريماً وتأميناً له ورضاً وقبولاً لعذره، واشتراها معاوية بن أبي سفان من أبناء كعب بعشرين ألف درهم، وكان يلبسها الخلفاء من بني أمية بعد معاوية في العيدين. أشهر قصائده اللامية وعُرِفت بـ «البردة» بسبب اعتذاره ومديحه للرسول، وأنشدها بين يدي الرسول ولشدة جمالها أعجب بها. أنتج من الشعر الكثير فجمعه في ديوان حمل اسمه، وتنوعت موضوعات شعره بين المدح، والهجاء، والتفاخر، والغزل، والرثاء، والحكم، والوصف واستمد أشعاره زادها من الإسلام وتوفي سنة 662م - 24 هـ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©