الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمة الحزم.. عزم عربي جديد

قمة الحزم.. عزم عربي جديد
29 مارس 2015 22:37
أكد محمد الحمادي أن القمة العربية الأخيرة تميزت بروح مختلفة، مزيج من التفاؤل والريبة.. وكثير من الإيجابية والرغبة في اثبات أن الأمور قد تغيرت، واعتقد من المهم استثمار هذه الروح. الاتفاق على تكوين قوة عربية مشتركة، هو قرار حازم أيضاً، وهو من أهم إنجازات هذه القمة، فقد أصبح من المهم جداً وجود جيش عربي واحد محدد الأدوار والواجبات ومعروف للجميع آليات عمله وتحركه، قائم من أجل حماية شعوب المنطقة ومواجهة الإرهاب والإرهابيين من حضر القمة العربية الـ26 التي أنهت أعمالها بالأمس في شرم الشيخ في مصر، واستمع إلى كلمات الرؤساء فيها وتجول في أروقة قاعات المؤتمر، ونظر إلى وجوه المشاركين والحضور سيشعر بشيء مختلف، وبأن شيئاً قد تغير في هذه المنطقة، وأن أشياء تتغير. روح هذه القمة فيها شيء مختلف مزيج من التفاؤل والريبة.. وكثير من الإيجابية ومن الرغبة في إثبات أن الأمور قد تغيرت... بعض العرب متحمس للتغيير، للتقدم إلى الأمام، للفعل بدل انتظار رد الفعل، البعض الآخر من العرب لا يزال يعيش الريبة والشك، ولا يؤمن بقدرته على فعل شيء، أو أي شيء! وهذا متوقع في ظل سنوات من التشرذم العربي، لكن كل شيء قابل للتغير والإصلاح. بلا شك أن ما جعل قمة العرب في 2015 مختلفة هو أنها جاءت بعد عملية «عاصفة الحزم» من أجل إعادة الشرعية لليمن، وجاءت في وقت لم يكن أحد في العالم العربي أو خارجه يعتقد أن العرب يمكن أن يتخذوا قراراً بهذا الحجم، وأن يحركوا جيوشهم وطائراتهم لحماية شعب من اعتداء ميليشيات انقلبت على الشرعية، وأصبحت تفرض الأمر الواقع بالقوة والترهيب على الناس، ومن خلال دعم خارجي كبير.. لا أحد كان يتوقع شيئاً غير «التعاطف العربي والشجب الأممي»، لكن عندما استيقظ العرب صباح 26 مارس اكتشفوا أن جيوشاً عربية مؤيدة من أطراف إقليمية ودولية بدأت ضرب الانقلابيين الذين اعتدوا على السلطة الشرعية في اليمن وأرهبوا الشعب ورفضوا الحوار. «عاصفة الحزم» جاءت لتكون رسالة قوية للمنقلبين على الشرعية ليعودوا إلى جادة الصواب، وجاءت كرسالة أقوى لإيران وللقوى الأخرى التي تؤيد التدخل في الشؤون اليمنية والشؤون العربية بأن العرب لن يسكتوا بعد اليوم، ولن يتخذوا موقف المتفرج على التدخلات والاستفزازات التي سببت الفوضى في المنطقة. الإمارات ?و«?عاصفة ?الحزم» يرى عبدالله بن بجاد العتيبي أن صقور ?القوات ?الجوية ?الخليجية ?يضربون ?الإرهاب ?كيفما ?تشكل ?وحيثما ?كان، ?فهم ?يضربون ?تنظيم ?داعش ?الإرهابي ?السُني ?في ?الشمال، ?ويدكون ?معاقل ?تنظيم ?«الحوثي» ?الإرهابي ?الشيعي ?في ?الجنوب. كان ?اجتماع «?العوجاء» ?في ?المملكة ?العربية ?السعودية ?في ?مزرعة ?الملك ?سلمان ?اجتماع ?حربٍ ?وقرارٍ ?عسكريٍ ?وسياسيٍ ?بالغ ?الأهمية، ?وأوضحت ?الأحداث ?اللاحقة ?أهميته ليس فقط ?في ?اتخاذ ?قرار ?الحرب ?بل ?في ?تفاصيلها ?والتنسيق ?الكبير ?الذي ?رأى ?الجميع ?آثاره ?في ?الضربات ?العسكرية ?المحكمة ?لجماعة «?أنصار ?الله» ?الحوثية ?في ?اليمن. بناءً ?على ?التحالف ?العربي ?الذي ?كانت ?تقوده ?السعودية ?والإمارات ?العربية ?المتحدة، ?والذي ?أنقذ ?الدولة ?المصرية ?فقد ?كان ?حضور ?الشيخ ?محمد ?بن ?زايد ?واضحاً ?في ?ذلك ?الاجتماع، ?والإمارات ?هي ?الدولة ?الثانية ?في «?عاصفة ?الحزم» ?من ?حيث ?قوة ?المشاركة ?والتأثير ?السياسي ?والعسكري، ?فقد «?دمرت ?المقاتلات ?الإماراتية ?في ?ضربات ?جوية ?ناجحة، ?مواقع ?عدة ?للمتمردين ?"الحوثيين" ?في ?اليمن، ?حيث ?استهدفت ?منظومات ?الدفاع ?الجوي ?في ?صنعاء ?وصعدة ?والحديدة ?إضافة ?إلى ?منظومة ?صواريخ «?أرض- ?أرض»?، ?ومراكز ?للقيادة ?والسيطرة ?ومستودعات ?إمداد ?ومركز ?إمداد ?فني ?بمنطقة ?مأرب ?في ?إطار «?عاصفة ?الحزم» ?التي ?ينفذها ?التحالف ?العربي ?لدعم ?الشرعية ?في ?اليمن»?. إن ?استعادة «?الدولة ?اليمنية» ?يأتي ?كخطوةٍ ?ثانيةٍ ?لاستعادة «?الدولة ?المصرية» ?وهو ?شاهدٌ ?على ?نجاح ?تحالف ?الدولتين ?العربيتين ?الخليجيتين ?في ?قيادة ?المشهد ?السياسي ?العربي ?وإثبات ?قوة ?الدول ?العربية ?في ?مواجهة ?مؤامرات ?الأعداء ?الإقليميين ?التي ?تقف ?إيران ?على ?رأسهم، ?وهي ?الدولة ?التي ?تحتل ?ثلاث ?جزرٍ ?إماراتية، ?وتسعى ?بكل ?جهدها ?على ?بسط ?نفوذها ?وهيمنتها ?على ?الدول ?العربية، ?وهي ?تصنع ?هذا ?في ?لبنان ?وسوريا ?والعراق ?واليمن، ?وتدفع ?حرب «?عاصفة ?الحزم» ?إلى ?تقديم ?نموذجٍ ?لإمكانات ?الدول ?العربية ?للدفاع ?عن ?مصالحها ?وحقوق ?الشعوب ?العربية ?يمكن ?تطويره ?والبناء ?عليه. تمثل ?«عاصفة ?الحزم» ?في ?اليمن ?نموذجاً ?لمشهدٍ ?جديد ?يتم ?خلقه ?وبناؤه ?في ?العالم ?العربي، ?وهو ?نموذجٌ ?يمكن ?تطويره ?وتعزيزه ?في ?منطقة ?شديدة ?الاضطراب ?والفوضى، ?وأصبح ?ضرورياً ?أن ?يكون ?للدول ?العربية ?من ?يحميها ?من ?مشاريع ?معاديةٍ، ?وأن ?يخلق ?لها ?أنياباً ?ومخالب ?قويةٍ ?وفاعلةٍ ?ومؤثرةٍ ?ترسل ?رسائل ?واضحةٍ ?لكل ?عدوٍ ?يسعى ?لبسط ?نفوذه ?عبر ?الإضرار ?بمصالح ?الدول ?العربية ?وشعوبها. إنها ?حرب ?مستحقة ?تدعم ?استقرار ?الدول ?العربية ?وترفض «?استقرار ?الفوضى»، ?الذي ?تدعمه ?دول ?إقليمية ?تسعى ?عبر ?رعاية ?الأصولية ?والإرهاب ?لبسط ?نفوذها ?على ?الدول ?العربية، ?وتتوسل ?لذلك ?بناء ?جماعات ?إرهابية ?موالية ?لها ?وتدعمها ?سياسياً ?وعسكرياً. يمثل ?اليمن ?عمقاً ?استراتيجياً ?لدول ?الخليج ?العربي ?ومحاولات ?العبث ?فيه ?هي ?محاولات ?للعبث ?في ?الحديقة ?الخلفية ?لهذه ?الدول، ?والرد ?الرادع ?في ?اليمن ?يرسل ?رسائل ?بالغة ?الوضوح ?أن ?دول ?الخليج ?قادرة ?بسياساتها ?وتحالفاتها ?الإقليمية ?والدولية ?وقدراتها ?الذاتية ?على ?رد ?أي ?عدوانٍ ?والقضاء ?على ?أي ?تهديدٍ ?يمس ?أمنها ?الوطني ?بأي ?شكلٍ ?من ?الأشكال. تتميز ?دول ?الخليج ?عن ?أعدائها ?في ?المنطقة ?بموائمتها ?بين ?نجاح ?التنمية ?الداخلية ?والقدرة ?العسكرية ?على ?صد ?العدوان، ?وتضيف ?إليها ?استخدام ?قوّتها ?بمشروعية ?متكاملة ?داخلياً ?وعربياً ?وإقليمياً ?ودولياً. اليمن ?بلد ?جار ?وشقيق ?لصيق، ?والشعب ?اليمني ?الذي ?أبدى ?فرحته ?بـ«?عاصفة ?الحزم» ?والقوة ?العسكرية ?الضاربة، ?التي ?تنفذه ?وتقضي ?على ?الانقلابيين ?"الحوثيين" ?وعلي ?عبدالله ?صالح ?وقواته، ?التي ?تساندهم ?إنما ?يعبرون ?عن ?ذلك ?لمعرفتهم ?أن ?دول ?الخليج ?لا ?تُكن ?للشعب ?اليمني ?إلا ?كل ?خيرٍ، عاصفة الحزم.. نظام عربي جديد يقول د. عبدالله الشايجي : من المهم أن تحقق العملية العسكرية أهدافها الاستراتيجية باحتواء التمدد الإيراني، وإعادة توازن القوى، وردع المحور الآخر. وإعادة الشرعية في اليمن. عشية القمة العربية السادسة والعشرين في شرم الشيخ تأتي في مقدمة المستجدات المتسارعة ضرورة توحيد النظام الإقليمي العربي للمرة الأولى منذ عقود، تحت قيادة دول مجلس التعاون الخليجي بزعامة سعودية، وذلك لإعادة بناء هذا النظام العربي الذي يعاني من الفراغ والفوضى والتشظّي. وهذا قد يقود إذا ما تكللت المساعي بالنجاح لقيام تحالف خليجي- عربي- إسلامي هو الذي يتصدى الآن للمهمة في «عاصفة الحزم» التي فاجأت الجميع وخاصة إيران والحوثيين وعلي عبدالله صالح في اليمن. وربما فوجئت الولايات المتحدة و«الناتو» أيضاً، وحتى إسرائيل، بتركيبة وتنوع التحالف الذي يضم دولًا من باكستان إلى المغرب، وبقوة المشاركة والثقة ونجاح العمليات العسكرية في اليومين الأولين. وهكذا تمزج دول مجلس التعاون الخليجي قوتها الناعمة الوفيرة مع قوتها الصلبة العسكرية، ليجعل ذلك منها القوة الأكثر تأثيراً في النظام العربي. وحسناً فعلت السعودية والدول الخليجية بعدم الطلب من الولايات المتحدة المشاركة في عمليات القصف الجوي، حتى لا يُستغل ذلك بالزعم أنه «تآمر» وهجوم خليجي- أميركي على اليمن!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©