الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صناعة القرار (2/1)

صناعة القرار (2/1)
29 سبتمبر 2009 00:04
بداية أحب أن أقول لكم تقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير، وأرجو أن نكون قد استفدنا من شهر رمضان الشيء الكثير، والآن لنستأنف رحلتنا نحو تطوير الذات في شتى مجالات الحياة، ولنبدأ بموضوع يُعد من أهم المواضيع التي يقوم بها الإنسان في كثير من الأمور المصيرية، إنه «اتخاذ القرار». إن عملية اتخاذ القرار (صناعة القرار) يعتبر من أصعب الأمور التي تواجه الإنسان في حياته، وذلك لأن قراره في الغالب محكوم بظروف معينة لها تأثير كبير على درجة سلامة ذلك القرار، واستراتيجية اتخاذ القرار وتنفيذه تتعلق بأمور وعوامل عدة ومختلفة يكون الإنسان ملزماً بها ليكون له ما يصبو إليه، وتكمن صعوبة اتخاذ القرار -في الغالب- في الأمور المقلقة الآتية في حالة اتخذ القرار الخطأ: الخسائر المادية التي قد يتكبدها: وهي نوعان إما فعلية كأن يدفعها، وإما ربحية سيكسبها في المستقبل، وهناك حالات كثيرة كما هو الحال في عملية بيع وشراء الأسهم، وبيع وشراء العقارات، وفي حالة الانسحاب من مشروع لأسباب معينة غير مجبرة، والتعرض للبند الجزائي، وفي حالة خوض الغمار في تجارة معينة والخروج منها بخسارة، وغيرها من الحالات. الخسائر المعنوية: منها السمعة، والعلاقات، والمكانة الاجتماعية والاقتصادية، وغيرها، فأحدهم تكبد خسائر مادية كبيرة عندما كان في أمريكا فنصحه المحامي بأن يعلن إفلاسه لكي يسقط عنه جزءاً من الخسائر أو يُعفَى منها فرفض أن يمس سمعته بإشهار إفلاسه وتقبل دفع الخسائر كاملة. الخسائر البشرية: كما هو الحال في الحروب والصراعات وغيرها، وهي من أصعب الأمور التي يتخذ فيها القرارات، لأنها في الغالب تتعلق بمصير بشر وأمم وممتلكات، ولذا تتطلب الحكمة والروية وموازنة الأمور وتوقع العواقب. ضياع الفرصة: في حالة الوظائف والمناصب والدراسة والتجارة والأسهم والعقارات وغيرها. وكما يقال: الفرصة تأتي مرة واحدة، فإن لم تغتنمها ذهبت، ولم تعد.. الشعور بالندم أو الحسرة أو الضيق الشديد: كحالات ضياع الفرص وهي كثيرة خاصة في مجال التجارة لأن نتاجها كبيرة وتظهر بسرعة خاصة في وقتنا الحالي، وهناك حالة خاصة بالفتيات عندما يفوت عليهن قطار الشباب دون زواج لأسباب كثيرة – لدى كثير منهن- منها عدم الرغبة في تحمل المسؤولية في سنٍّ مبكرة، عدم الاقتناع بمن تقدم للخطبة، كثرة الشروط وغيرها، والألم نفسه يصيب أولياء الأمور الذين كانوا سبب في عنوسة بناتهم لأسباب تعود إلى المادة والمنصب والجاه وغيرها، وكم سمعنا كلمة :»يا ليت قبلت بكذا» أو «ما الذي منعني من فعل كذا» أو «أنا أشك أنني كنت واعية عندما قلت كذا» وغيرها من العبارات الدالة على الشعور داخلي بالندم والحسرة. وبالإضافة إلى كل ما سبق ذكره فهناك خسائر أخرى متعلقة بالشخص نفسه وهي ضياع الجهد والوقت. وإن شاء الله نكمل رحلتنا للموضوع في الأسبوع القادم. الدكتور/ عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©