الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جهاد النكاح» مصطلح مختلق دخيل علينا

«جهاد النكاح» مصطلح مختلق دخيل علينا
28 مايو 2017 19:48
حسام محمد (القاهرة) «جهاد النكاح» مصطلح غريب، انتشر في الفترة الأخيرة، وارتبط بالمناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية كوسيلة «جنسية» لاستقطاب الشباب إلى صفوف الجماعات المتشددة التي باتت تسيء للإسلام والمسلمين عامة، ولا تقتصر هذه المزاعم على الفترة الحالية، فهناك العديد من الدول كان يتم بها «جهاد النكاح» تحت غطاء الدين، وبدعوى أنه من «الجهاد»، فقد كان الأمر معروفاً لدى الكثير من المنتمين للجماعات التكفيرية والإرهابية في عدد من البلدان، حيث يبيح أعضاء تلك الجماعات للفتاة المسلمة أن تهب نفسها لأحد أعضاء الجماعة بهدف الترفيه عنه، وهو يقاتل أعداء الدين حسبما يزعمون. يقول الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق عضو هيئة كبار العلماء: قال الله سبحانه وتعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، «سورة الروم: الآية 21»، فالزواج له مُقدمات الخطبة، وحسن الاختيار، ومكونات من إنشاء الإرادة بين طرفي العقد، وهما «الزوج والزوجة»، وتسمية الصداق أو المهر، والشهود العدول والولي، كما أن له مُتممات من الزفاف والإعلان والوليمة، وله أهداف، وهي بناء أسرة يسودها السكينة والمودة والرحمة، أما ما يقوله الذين يريدون أن يقضوا الشهوات «البهيمية» تحت غطاء شرعي، ولم يَرد في تاريخ الإسلام أن هناك «مناكحة الجهاد»، فالتي تذهب إلى أي بلد ثم تعرض نفسها لمن يعاشرها، فهذا «زنا صريح»، ولا يُسمى زواجاً من قريب أو من بعيد. ويضيف د. العبد: لقد كان الإسلام حريصاً على تحديد الإطار الذي يمكن أن نسير فيه، وهو رباط زوجي عن طريق عقد الزواج، وليس هناك طريق آخر لتكوين الأسرة إلا في هذا الإطار، فالله سبحانه وتعالى يقول: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)، وملك اليمين قد انتهى إلى غير رجعة من أول لحظة جاء فيها التشريع لأنه يريد أن يكون الإنسان حراً، ولا بد أن نعي أن مصادر التشريع في الإسلام، هي القرآن والسنة النبوية، ولا نعلم من أين أتوا بموضوع جهاد النكاح، فالشرع الشريف يحترم العلاقة بين الرجل والمرأة في إطارها الصحيح، ولا يعتبر بهذه الأكاذيب والتراهات التي يتبناها المتطرفون، ولذلك نستنكر امتهان المرأة بهذا الاسم، وهذه الأفعال التي تعد زنا صريحاً وجريمة في حق الدين والمرأة والبشرية جميعاً، باختصار جهاد النكاح جريمة أخلاقية تفوق الزنا، ولا توجد فتوى تبيحه أو تحل ما تم ارتكابه من انحراف أخلاقي وإنساني، ويجب التصدي لتلك الظواهر المنبوذة التي لا تمت بصلة إلى صحيح الدين الإسلامي، ويحتاج الأمر إلى تضافر المؤسسات والمرجعيات الدينية في شتى ربوع العالم الإسلامي، بحيث يتم التواصل والتصدي لفتاوى تلك الجماعات، ومنعها من الوصول لعامة المسلمين، ومنع هؤلاء من بث سمومهم في عقول البسطاء. والنكاح له شروط لا تتغير أثناء الجهاد وخارجه، أما شروط ما يسمونه «جهاد النكاح»، فغير شرعية كالزواج من صغيرات وإجبار النساء وإرغامهن، وتحديد الزواج في وقت وانتقال المرأة من رجل إلى آخر، وكلها من الموبقات التي تقوم التنظيمات الإرهابية بتنفيذها، وتروج لها وتؤدي إلى تشويه الدين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©