الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصنيفات الأفلام.. مزاجيات رقابة أم استراتيجية منطقية؟ تحرير الأمير

تصنيفات الأفلام.. مزاجيات رقابة أم استراتيجية منطقية؟ تحرير الأمير
29 سبتمبر 2009 00:00
تواظب تغريد بشير على اصطحاب صغيرتها (مايا) 8 سنوات الى السينما في عطلة نهاية الاسبوع بغية الترفيه والاستمتاع باعتبار الشاشة الكبيرة متعة حقيقة، وتؤكد بشير أنها تختار فيلمها بعناية من خلال التصنيفات المعتمدة، وهي العام (عائلي) وفوق سن 18، وفوق سن 13، وفوق سن 15، أو مع الأهل، منوهة أنَّ الاول دائماً يكون خيارها الأفضل، ومشيرة إلى أنَّ التصنيفات تكون في العادة منطقية الى حد ما. فيما يرى يوسف عيسى، وهو أب لطفلين، الكبرى في السابعة، والصغير عمره سنة ونصف، أن تأثير السينما يكاد يطغى على أمور كثيرة، ويؤثر على المرء وفق أسلوب خطير، لذلك لا بد من الانتباه الى قضايا كثيرة في عملية التصنيف، رافضاً التشبث بفكرة أنَّ العالم قرية صغيرة. وأنَّ بإمكان الصغير الاطلاع على ما يريد، سواء في الانترنت أو في غيره، ويؤكد أنَّ الأطفال سريعو التأثر بسلوكيات النجوم، لذا نجد أنَّ بعضاً من أشهر نجوم السينما المصرية وأفلام هوليوود ارتبطوا في أذهان المتلقين بالتدخين، مثل عادل إمام وبيتي ديفيز وليورون باكول. نحو معايير جديدة إلى ذلك أفضى استطلاع أجرته «الاتحاد» مع عدد من المهتمين إلى ضرورة اتخاذ خطوات ايجابية بشأن تصنيفات الأفلام جراء التأثير القوي للسينما مشددين على أن لا تكون المشاهد الجنسية هي المعيار الأبرز فقط، بل يجب أن يتم إدراج حزمة من التقييمات ضمن العوامل المستخدمة في التقييم، مثل النص والكلمات البذيئة، والإيحاءات والدماء والقتل، وشرب الكحول والتدخين، والعنف والتدنيس والمشاهد الفاضحة وتعاطي المخدرات، كأساس لتقييم الأفلام السينمائية. وناشد عدد من الاهالي ورواد دور السينما لجنة متابعة المحتوى الاعلامي للعمل على تصنيف الأفلام بصورة تتلاءم مع المجتمع الاماراتي الذي يحتضن عشرات الجاليات العربية، قائلين إن التصنيفات المستخدمة حالياً ليست ضمن المعقول دائماً. وطالب الأهالي بإدراج الأعمال السينمائية التي تحتوي مشاهد تدخين في خانة الأفلام المحظورة مشاهدتها على من تقل أعمارهم عن 18 عاماً، وجاءت مناشدة هؤلاء خشية تقليد الأطفال لسلوكيات الممثلين، لما تشكله هذه السلوكيات من أضرار صحية على الأطفال، فضلا عن النصوص الخادشة للحياء في معظم الافلام الاميركية وحتى المصرية. جرعة رعب طالب كثيرون من المستفتين بالتشدد في عملية التصنيف، معتبرين أنَّ فيلم الكارتون (كارولاين) فيلم رعب، وليس فيلم أطفال، اذ ان جرعة الترهيب المطروحة فيه عالية جداً، بالاضافة الى فيلم (السفاح) المليء بالدماء والعنف، غير أنَّ تصنيفه جاء (مع الاهل). تصنيفات عالمية في المقابل يقول جمعة عبيد الليم، مدير إدارة متابعة المحتوى الإعلامي، وهي الجهة الوحيدة المخولة في مراقبة الأفلام بالإمارات، إنَّ التصنيفات المستخدمة في دولة الإمارات هي تصنيفات عالمية معدلة، وفق معايير تتناسب مع أعراف الدولة من خلال خبير، مؤكدا أن اللجنة أضافت تصنيفاً جديداً، وهو بي جي 13، يتعلق بالأفلام التي يجب عدم مشاهدتها لمن تقل أعمارهم عن 13 عاماً. ويؤكد انه يتم الاطلاع على الفيلم عبر الانترنت من خلال لجنة تتكون من 6 أشخاص، جميعهم متخصصون في مجال السينما يلتزمون بمعايير ثابتة، كأن لا يحمل العمل أفكاراً أو رسائل هدامة، فضلاً عن عدم الإساءة إلى الدولة أو إلى الرؤساء. ويتابع: «نحن نستقبل ردود أفعال الجمهور عبر هواتف العمل والبث المباشر، لعدم وجود خط ساخن». منوهاً أنَّ القسم لا يستطيع فرض سطوته على جميع دور السينما، خصوصاً أنَّ عددها في الدولة أصبح كبيراً جداً. ويطالب الليم بتعاون الأهالي، وتقبلهم لفكرة التصنيفات التي هي بالأساس لصالح الجميع، موضحاً أنَّ السينما التي لا تلتزم بالمحاذير يتم استدعاء صاحبها على الفور وإنذاره، وقد تصل العقوبة في بعض الاحيان لحد إغلاق السينما، أو سحب الرخصة اذ يوجد تنسيق مع مجموعة من الجهات كالشرطة والبلدية ودائرة التنمية الاقتصادية. معايير أخلافية الى ذلك طالب بعض الأهالي دور السينما بضرورة تقديم معلومات عبر خدمة على الانترنت عن أفلامها من حيث المحتوى واللغة المستخدمة فيها، ومدى التزامها بالمعايير الأخلاقية لمن يرغب في معرفتها قبل السماح لأطفاله بمشاهدتها. وعدم الاكتفاء بسطرين عن الفيلم وبوضع التصنيف فقط الذي يكون بحسبهم بعيداً عن الواقع في أحيان كثيرة. لكنَّ الليم يؤكد على اهمية التصنيف المعتمد في الامارات مشيراً إلى وجود قرار بعدم السماح للشباب دون ال18 سنة بدخول السينما عقب الساعة 12، ويضيف: «لدينا مكاتب في جميع الإمارات لمتابعة الشأن السينمائي، حيث نقوم باستدعاء الشخص المعني في السينما لإبلاغه تحفظنا على الفيلم في حال وجوده، وفي احدى المرات تم ايقاف فيلم جراء عدم حذف مشهد معين، كما تم إغلاق السينما لمدة 3 أيام». من جانبه ياسر الصفدي، مدير سينما (جراند بحيرة) يرى أن ثمة وعياً كبيراً لدى الجمهور، وتشدداً من قبلهم بخصوص موضوع التصنيف، مؤكداً انه لا يوجد آباء او أمهات يريدون أن يصبح أطفالهم مدخنين، أو جانحين باتجاه العنف. ويوضح: «نحن نأخذ بعين الاعتبار نوعية الفيلم في حالة استخدام الاعلانات للتوافق مع الجمهور، والتصنيفات بشكل عام معتدلة وجيدة، خاصة أنَّ الفريق الذي يطلع على الفيلم قبل عرضه متخصص». ويتابع الصفدي: «لدينا فريق عمل من أربعة وعشرين شخصاً متخصصين في التعامل مع الجمهور، وقد تم اخضاعهم لدورة تدريبية، لأنَّ السينما نشاط ترفيهي بحاجة الى هدوء نفسي». رموز التصنيف الرمز G اي انه صالح لكافة الاعمار، يخلو من المشاهد الاباحية، أو مشاهد التعري او استعمال المخدرات، ومن مشاهد العنف والرعب. الرمز 15 PG يعني التوجيه الأبوي، أي أنَّ بعض المشاهد قد لا تتناسب مع الأطفال، ويكون الفيلم خالياً من المشاهد الجنسية الواضحة، والرعب والعنف فيه لا يتجاوزان المستويات المعتدلة. الرمز 13 PG وهو يعني تحذيراً للآباء، حيث إنَّ الفيلم لا يتناسب مع الاطفال الذين تقل اعمارهم عن 13 سنة، لاحتمال تضمنه لقطات عنف أو مخدرات او تعر، كما أنَّ الممثلين قد يتلفظون بكلمات بذيئة. الرمز 18+ وهو يعني عدم السماح بمشاهدة الفيلم لمن هم دون 18 سنة، لوجود لقطات جنسية أو رعب وعنف، فضلاً عن ورود عبارات بذيئة على ألسنة الممثلين.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©