لم يكن يشغل تفكيرها.. فهي تراه شخصاً غريباً.. فدائماً عيناه تعاتبان عينيها ليتعثر بابتسامة.. يعلم أن لا مهرب ولا منجى منها.. قد تزيد تصرفها كطفلة شوقه إليها.
يعشق براءتها وتصرفاتها المجنونة، قد يحتاج إلى صديق.. أو غريب في قطار ليطلعه على براكين قلبه العاشق يحكي له عن القلوب الطيبة التي تعشق بصدق.
يرى العشاق يتبادلون الهدايا.. ولكنه اشترى هدية لحبيبته.. وتركها في دولاب خشبي.. إلى أن يحين اللقاء الثاني معها.. فهي لا تزال ترقد في قلبه بسلام.. فلولا الحب لبارت القلوب.
في هذا اليوم البعيد.. كنت على يقين بأنه لا صداقة بيني وبينها، فالمشاعر لا تتبدل.. نحن الراحلون إلى ديارنا، وأيامنا كنا صغاراً.. لم ندرك مرارة الأيام، وقسوة الزمن.. جعلنا لبعض الأماكن ذكريات، وبعض اللحظات حياة.. وذهبنا.
تعلقنا بعصفور حزين.. وتعلمنا الأسى.. واختصرنا العمر في لحظة.. وبعد سنوات عديدة.. اكتمل نضوجنا وعرفنا أكثر مما يجب.
كل المعاني رديئة.. داخل هذا الدولاب الخشبي بالغرفة المنسية داخل البيت.. دليل العودة.. ألبوم صور بداخله الشوارع والطرقات القديمة.. وجوه الأصدقاء.. مكاننا الأول.. رسائل لميعاد زائف
عبرت الثلاثين.. مللت الشتاء من دون صوت فيروز.. سوف أحبك مجدداً في الخمسين.. سوف أحب أحفادك.. وأحكي لهم أن الحب نعمة لا تزول في القلوب الصادقة.
عمرو أبوالعطا
عدد اليوم
