الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القدوة.. فاشنيستا!

24 ابريل 2018 23:41
«أحب مصادقة ابنتي كثيراً، فهي في مرحلة المراهقة، ويجب أن آخذ بيدها وأكون معها لكي أحميها من الوقوع في الهاوية، فالزمن تغير، والتربية زادت تعقيداً أكثر من ذي قبل، فالحال ليست كما كانت بالسابق، بل ازدادت التربية تعقيداً بسبب التفتح الذي يلاحقنا في كل مكان، فإن حميت أبناءك من التلفاز لا تستطيع حمايتهم من أجهزة الحاسب الآلي، وان استطعت فلا تستطيع إخفاء مواقع التواصل الاجتماعي، وإن استطعت منع كل هذه الأشياء عنهم فلن تستطيع حمايتهم من البشر، والبشر، إما صاحب يأخذك إلى الأعالي، أو آخر يأخذك إلى الهاوية»! أحببت أن تكون ابنتي معي، فرافقتها في يوم من الأيام إلى جلسة نسائية كانت خليطاً من الكبار والمراهقات، لاحظت طوال الجلسة أن ابنتي تنظر إلي، لم أفهم نظراتها، ولكن وبعد أن وقع نظري على الموجودين عرفت السبب وبطل تعجبي منها، رأيت فيمن حولي متقدمين عني في عالم الموضة، كلهم يلبسون كل جديد ينزل إلى ساحة التأنق والجمال، وأنا مازلت تلك المرأة البسيطة المؤمنة أن الجمال يكمن في البساطة والأناقة يزينها الحياء والأدب، وعندما عدنا إلى المنزل نزل علي كلام ابنتي الذي كبتته في نفسها أمام الحضور كالصاعقة، أرأيت جمال من حولك واهتمامهم بذاتهم؟ ياليتك مثل الفاشنيستا الفلانية في جمالها واهتمامها بنفسها. آلمني كلامها، ولكنني لم ألمها، ولم أعاتبها لصغر سنها، بل لمت نفسي ألف مرة، لأنني لم أستطع أن أغرس حبها لي في قلبها الصغير، أخذت نفساً عميقاً ففي مثل هذه المواقف لا يجب أن يكون للصراخ مكان بيننا، وحاورتها بحنان فأخبرتها أن موجة الفاشنيستا التي هبّت علينا هي موجة مؤقتة تخترق العديد من العقول، وقد تجرفها إلى مكان مجهول يبعدنا عن القناعة التي تربينا عليها وعن الجمال الحقيقي الذي يكمن في الروح قبل الجسد، ووعدتني أن تغير تفكيرها بعد اقتناعها بكلامي، وأنا في المقابل وعدتها بأخذ آرائها إذا فكرت أن أضيف الجديد في أموري المتنوعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©