السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إنتاج «بودرة» وأجبان حليب النوق بجامعة الإمارات لأول مرة في العالم

إنتاج «بودرة» وأجبان حليب النوق بجامعة الإمارات لأول مرة في العالم
28 سبتمبر 2009 02:22
توصل فريق بحثي بكلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات إلى تقنية جديدة لإنتاج مسحوق حليب النوق وبعض أصناف الأجبان منه لأول مرة في المنطقة والعالم. وتفتح التقنية الجديدة آفاقا واسعة لتواصل الجهود البحثية لكشف المزيد عن خواص حليب النوق من حيث قدرته على دعم جهاز المناعة بجسم الإنسان وعلاج الأمراض وتعدد استخداماته في الصناعات الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي، بحسب الدكتور عبد الله الخنبشي مدير الجامعة. وأشار الدكتور لويس لالي رئيس قسم علوم الأغذية بالكلية ورئيس فريق البحث الذي بلغ تكلفته حتى الآن مليون درهم، إلى أن إنتاج مسحوق حليب النوق وبعض أصناف الاجبان منه تم في إطار الجانب التطبيقي لهذه الأبحاث التي بدأها في هذا المجال قبل 3 سنوات. وأشار الى أن هذه التقنية خطوة غير مسبوقة حيث تعد تلك أول مرة يتم فيها إنتاج «بودرة» واجبان حليب النوق على مستوى العالم باستثناء محاولة متواضعة لإنتاج الجبن الطري فقط من حليب النوق في موريتانيا. وأضاف لالي أن فريقه يواصل جهوده للعمل على عزل جزيئات البروتينات الدقيقة الموجودة في حليب النوق بعيدا عن البروتينات العادية الأخرى الموجودة في الحليب حتى يمكن التعرف على المزيد من خصائصها وسماتها الطبية والغذائية والتطبيقات. وأشار الى أن عزل الجزيئات يمكن من توسيع دائرة استخداماتها في العديد من الأغراض الغذائية والعلاجية الجديدة وهو ما حدا ببعض الشركات الكبرى المعنية في الدولة بالاتصال بالكلية سعيا نحو الحصول على حقوق إنتاج «البودرة « و« الاجبان» وطرحها بكميات تجارية . وأوضح الدكتور لويس رئيس فريق البحث الذي يضم عددا من طلبة الدراسات العليا بالكلية، أن هناك نوعين من البروتين في حليب الإبل والأبقار، وهما البروتين العادي وبروتين آخر يتكون من جزيئات دقيقة لها فوائد صحية عديدة وتشكل نسبة كبيرة من حليب الإبل في حين توجد في الأبقار بنسبة اقل مما يعطي أفضلية كبيرة لحليب الإبل من الناحيتين الطبية والعلاجية . وبين أن هذه الخصائص بما في ذلك قلة نسبة الدهون في حليب الإبل بشكل عام لها انعكاسات ايجابية على صحة الإنسان خاصة مرضى السكر، حيث يساعد حليب الإبل على تقليل جرعة الأنسولين التي يتناولها المريض نظرا لسرعة ذوبان هذه البروتينات الدقيقة في الدم مباشرة . وأكد الدكتور لويس أن إنتاج «البودرة» سيساهم في تشجيع أصحاب الإبل على إنتاج الحليب بكميات كبيرة حيث يمكنهم الاحتفاظ به لفترات طويلة دون أن يتعرض للتلف نظرا لسهولة حفظ وتخزين المسحوق مما يساهم بدوره في تحقيق الأمن الغذائي. ويساعد على هذا الأمر انخفاض نسبة الدهون «المشبعة» في حليب النوق الذي يحتوي على نسبة كبيرة من فيتامين C بالمقارنة مع حليب الأبقار. وأوضح رئيس قسم علوم الأغذية بكلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات أن حليب النوق يعتبر الأقرب من حيث التكوين إلى حليب الأم لأنه يحتوي على مركبات وعناصر طبية وعلاجية مهمة جدا لجسم الإنسان. وأشار الى أن الحليب كان يشكل مع التمر الغذاء الرئيسي للسكان في السابق لأنه يحتوي على مجموعة كبيرة من البروتينات والفيتامينات والأملاح والاهم من هذا عدم وجود أي تأثير سلبي يذكر له على حساسية الجسم بالمقارنة مع حليب الأبقار. وبين لالي أن الأجهزة والمعدات الحديثة الموجودة بالمختبرات ساعدت على إنجاز هذا البحث العلمي الهام والوصول إلى تلك النتائج الجديدة بما في ذلك أجهزة التحكم في درجة تركيز الحليب وإنتاج المسحوق وأجهزة التحليل الكيميائي لرصد نسبة البروتين، الدهون، والرطوبة، العناصر المعدنية وغيرها. من جانبه، قال الخنبشي إن تلك النتائج العلمية الجديدة المهمة التي تم التوصل إليها تأتي في إطار حرص واهتمام الإدارة العليا بجامعة الإمارات وعلى رأسها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الأعلى للجامعة بتفعيل جهود البحث العلمي وتوفير الدعم والتشجيع اللازم للباحثين وتهيئة البيئة العلمية الملائمة لهم للبحث في مختلف القضايا وإيجاد الحلول الكفيلة بدفع مسيرة التنمية في المجتمع. وأكد الدكتور غالب الحضرمي عميد كلية الأغذية والزراعة أن الكلية ستواصل جهودها البحثية التي بدأتها في هذا الإطار قبل 3 سنوات بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان وكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات لاستخلاص نتائج وحقائق علمية جديدة عن خصائص حليب النوق واستحداث العديد من التطبيقات بهذا المجال وتوظيفها في الأغراض الطبية والغذائية وفي تحقيق الأمن الغذائي بوجه عام.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©