الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معسكرات التدريب

28 سبتمبر 2009 02:09
من المرجح أن إعلان إلقاء القبض على «نجيب الله زازي»، وهو مهاجر أفغاني شاب يعيش في أميركا، وكان ينوي استهداف الولايات المتحدة بتفجيرات إرهابية، والكشف عن تلقيه تدريباً في باكستان... سيلحق ضرراً بسمعة الحكومة الباكستانية التي تواجه انتقادات شديدة، لعدم استكمالها النجاح العسكري الذي حققته في وادي سوات والمناطق القبلية الشمالية، بحملة أخرى في شمال وجنوب وزيريستان التي باتت معقلا للمتطرفين وملاذاً للمتمردين الذين يستهدفون القوات الأميركية المرابطة في أفغانستان. ففي قضية اعتبرها الخبراء الأمنيون الأميركيون من التهديدات الكبرى التي تعرضت لها الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر، وجهت هيئة المحلفين الكبرى في نيويورك تهماً إلى شاب أفغاني اشتبه في تآمره لاستخدام أسلحة الدمار الشامل واستهداف مواقع أميركية. وحسب ملف رفعه مكتب التحقيقات الفدرالي (ف بي آي) إلى المحكمة، فقد تلقى «زازي» تدريبات حول «تفاصيل صنع القنابل» في باكستان، حيث أقام في الفترة بين أغسطس 2008 ويناير 2009 قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة ويستقر في مدينة دينفر الأميركية. وعن هذا الموضوع، علق رئيس سابق لجهاز الاستخبارات الباكستاني، طلب عدم الكشف عن اسمه، قائلا: «لم يدعِ أحد أن أشخاصاً لم يأتوا إلى هنا ولم يتلقوا تدريبات في معسكرات داخل باكستان». وأضاف أنه رغم إغلاق المعسكرات التي كانت قائمة في المناطق الشمالية، مثل «باجور» و«محمد» و«خيبر»... وتفكيك بنيتها التحتية قبل عدة سنوات، إلا أنه يضيف: «استمرت المعسكرات في العمل بالمناطق الجنوبية، وهي ستبقى كذلك ما لم تنتهِ الحرب في أفغانستان». ومع أن الجيش الباكستاني وافق من حيث المبدأ على دخول المناطق المضطربة، فإنه ظل متردداً في توجيه موارده وقواته إلى الجنوب لخوض معركة ليس متأكداً من أنها ستكون لصالحه. هذا في الوقت الذي أكد فيه الخبير الأمني الباكستاني، «رفعت حسين»، أن منشآت التدريب التي يستفيد منها المقاتلون، تحولت إلى مواقع سريعة التفكيك يمكن نقلها إلى أماكن أخرى كلما دعت الحاجة إلى ذلك، موضحاً هذا الأمر بقوله: «قد يظهر معسكر للتدريب في قبو مسجد، بحيث يكون لكل حلقة دراسية يوجد مكان لإجراء التدريب يمكن نقله من موقع لآخر، بسرعة وسرية، يصعب معهما على السلطات الأمنية تعقبه». ورغم قلة التفاصيل المرتبطة بعملية «زازي»، سواء تعلق الأمر بمكان التدريب أو بطبيعة المهارات التي تعلمها طيلة الخمسة أشهر التي قضاها في باكستان، فإن «حسين» يجازف بتفسيره الخاص قائلا: «إذا كان المتهم قد تلقى تدريباته في المناطق الحدودية مع أفغانستان، فلا شك أن له صلة بتنظيم القاعدة الذي ينشط في تلك الأماكن». مضيفاً أن ثمة احتمالا آخر يتمثل في علاقته بشبكة «حقاني» المتواجدة شمال وزيريستان، والتي «تُستخدم كقاعدة انطلاق لتنفيذ العمليات في أفغانستان». ويشدد الخبير الباكستاني على أهمية المعلومات التي يتعين الحصول عليها من المتهم نفسه، لأنها ستسلط الضوء على مزيد من الحقائق بشأن معسكرات التدريب التي مازالت قائمة في بعض المناطق الباكستانية واستمرارها رغم الجهود التي يقوم بها الجيش لإزالتها، فضلا عن الإجابة على بعض الأسئلة الملحة مثل: من كان يتعهد المتهم؟ وكيف أُدخل إلى باكستان؟ والأشخاص الذين التقى بهم؟ كل هذه التساؤلات، يقول الخبير الأمني، تنطوي على أهمية بالغة لحل لغز «نجيب الله زازي» والعملية الجريئة التي كان ينوي تنفيذها في الولايات المتحدة. عصام أحمد - باكستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان سيانس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©