الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكعكة الهندية: التسلح من أميركا بدل روسيا

الكعكة الهندية: التسلح من أميركا بدل روسيا
28 سبتمبر 2009 02:07
منذ بضعة أيام، أقامت شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية، والتي تعتبر أكبر شركة في العالم لإنتاج الأسلحة، حفل استقبال باذخ في صالة الاحتفالات الكبرى بأحد فنادق الخمس نجوم في العاصمة الهندية، حضره خبراء دفاع هنود. وتشير التقارير إلى أن الهند تنوي إنفاق 100 مليار دولار على شراء الأسلحة خلال العقد المقبل، في إطار مشروع واسع النطاق لتحديث ترسانتها من الأسلحة التي تعود للحقبة السوفييتية. فمع تنامي حضورها العسكري في الإقليم نتيجة للتهديدات التي تواجهها من جيرانها، تنوى الهند التحول من شراء الأسلحة من حليفها التقليدي، روسيا التي كانت المورد العسكري الأول للهند، والتطلع نحو الولايات المتحدة لمساعدتها على تحديث منظومتها من الأسلحة والمعدات. وتنظر الولايات المتحدة إلى الهند، التي تعتبر أكبر ديمقراطية في العالم، على أنها الحليف الذي يمكن الوثوق به أكثر من غيره في منطقة جنوب آسيا، والتي تضم أيضاً باكستان وأفغانستان اللتين تمزقهما الحرب. لكن طموحات الهند العسكرية المتنامية، وهي الدولة النووية، ودور الولايات المتحدة في تسليحها، بدءا يثيرا قلق جيرانها وعلى وجه الخصوص باكستان عدوها اللدود، وكذلك الصين التي توجد بينها وبين الهند خلافات حدودية، وقد تعرضت للهزيمة على يديها بعد حرب قصيرة الأمد وقعت عام 1962. «هذه الزيادة الكبيرة في الإنفاق العسكري الهندي، ينظر إليها بقلق شديد في باكستان»، هذا ما يقوله «حسن عسكري رضوي»، المحلل العسكري الباكستاني. ويضيف «رضوى» الذي تتلقى بلاده مساعدات أميركية ضخمة لدعمها في القتال الذي تخوضه ضد «طلبان» في المناطق الشمالية الغربية المتاخمة لأفغانستان: «طالما واصلت الهند زيادة قوتها العسكرية وتسليحها، فإن ذلك سيجعل باكستان تحجم عن تحريك مزيد من قواتها لمحاربة طالبان... كما أن اعتمادها على الولايات المتحدة في شراء الأسلحة والمعدات يمكن أن يؤدي مستقبلا إلى نشوء وضع مشابه لذلك الذي كان سائداً في عام 1965 عندما اندلعت الحرب بين الهند وباكستان، وكانتا تستخدمان أسلحة أميركية الصنع». وحالياً تضغط الهند على إدارة أوباما من أجل تسهيل إجراءات حصولها على الأسلحة والتقنيات الأميركية المتطورة. ففي العام الحالي قام وفد حكومي أميركي بتمهيد الطريق أمام شركتي «لوكهيد» و«بوينج» لتقديم عرض لتزويد الهند بنوعية فائقة التطور من التقنية الرادارية لطائراتها المقاتلة. وفي السفارة الأميركية في نيودلهي، يرعى مقاولو الأسلحة الأميركيون مثل «نورثروب جرومان»، دورة للعبة البيسبول تشارك فيها فرق هندية مقابل قيام تلك الفرق بوضع شعارات الشركات على قمصانها. ويقول «سيتانشو كار» المتحدث باسم وزارة الدفاع الهندية إن 70 في المئة من الأسلحة الهندية كانت تأتي من روسيا، غير أن بعض المسؤولين العسكريين الهنود اشتكوا من نوعية تلك الأسلحة وتكلفتها، واقترحوا التحول للتعامل مع موردي أسلحة أميركيين. وأضاف كار: «كانت لدينا علاقات وطيدة وطويلة الأمد مع روسيا، بيد أن هذا الوضع يتغير الآن». والهند التي كانت تتبنى مبادئ غاندي، القائمة على عدم استخدام العنف، لديها الآن قائمة مشتريات تشمل 126 طائرة مقاتلة نفاثة، وطائرات استطلاع بعيدة المدى، وطائرات شحن ضخمة تستخدم في الصراعات التي تدور على مسافات بعيدة، وطائرات عمودية متطورة، وغواصات قادرة على العمل والمناورة في أعماق البحار... وغيرها من الأسلحة والمعدات الأخرى. ويشار في هذا السياق إلى أن ثمة حالياً تنافسا على صفقة طائرات نفاثة تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار، ليس فقط بين الشركات الأميركية، وإنما تدخل أيضاً في المنافسة شركات فرنسية وروسية وسويدية وكونسرتيوم أوروبي. وقد قامت الهند بتجارب طيران للطائرات المقاتلة النفاثة، كما أجرت كل من لوكهيد وبوينج عروضاً جوية أمام المسؤولين والخبراء الهنود. وبصرف النظر عن الشركة التي ستفوز بالصفقة، فإن نيودلهي تضع شرطاً مؤداه أن الشركة الفائزة يجب أن تخصص نصف قيمة الصفقة لشراء بضائع ومواد وقطع غيار من شركات هندية، وأيضاً للاستعانة بعمالة هندية كذلك. وبعد الهجمات الإرهابية على مومباي، عاصمة الهند المالية، في نوفمبر الماضي، تعهد رئيس الوزراء «مان موهن سنج» بتحديث الخدمات الأمنية والاستخباراتية والمنظومة التسليحية للبلاد، وكرر تعهده هذا عدة مرات منذ ذلك الحين. وقال «سنج» بعد جلسة لمناقشة الميزانية هذا الصيف: «سوف نعمل كل ما هو ضروري لتحديث خدماتنا الأمنية والاستخباراتية، وهذا تعهد مني آراه ضرورياً للغاية». وفي كل أسبوع تقريباً تعقد شركات السلاح الأميركية حفلات كوكتيل وعروضا بالصوت والصورة وراء أبواب مغلقة في ردهات الفنادق الهندية من فئة الخمس نجوم، وهي حفلات وعروض يحضرها ويشرف عليها جنرالات وأدميرالات متقاعدون من القوات المسلحة والسلاح البحري الأميركي، يعملون كخبراء ومستشارين في شركات الأسلحة الأميركية؛ مثل «رايثيون» و«نورثرون جرومان». ويعلق «ويليام كوهين»، وكان وزير الدفاع خلال إدارة كلينتون، وهو حالياً عضو مجلس إدارة مجلس الأعمال الأميركي -الهندي، على ذلك بقوله: «في الوقت الحالي تشهد علاقات أميركا والهند نضوجاً وتوسعاً مستمرين، وهو ما يرجع إلى حقيقة أن الهند قد أصبحت لاعباً رئيسياً على الساحة الدولية حالياً». ويقول «روجر روس»، المدير التنفيذي لشركة «لوكهيد مارتن» في الهند، تعليقاً على ذلك: «سوف يأتي يوم في المستقبل تنظر فيه الهند إلى هذه الفترة باعتبارها كانت اللحظة الحاسمة في صياغة شكل جيشها الحديث. وفي رأيي أن هناك العديد من التهديدات المشتركة التي تواجهنا باعتبارنا أكبر ديمقراطيتين في العالم، والتي تستلزم منا تعميق وتطوير التعاون القائم بيننا». إيميلي واكس - نيودلهي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©