الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدعم الإيراني لسوريا... وما بعد الأسد

29 مارس 2013 23:01
سكوت بيترسون اسطنبول عندما سلمت الجامعة العربية مقعد سوريا الشاغر منذ وقت طويل للمعارضة السورية في السادس والعشرين من مارس ووافقت على تقديم مساعدات عسكرية للثوار المعارضين للنظام، صدرت أولى الشكاوى وأقواها من إيران. فرغم عامين من الثورة التي عرفت مقتل 70 ألف شخص ونزوح مليون لاجئ، إلا أن إيران لم تحد عن دعمها القوي للرئيس السوري، الذي تعتبر نظامَه جزءاً أساسياً من «محور الممانعة» المناوئ للولايات المتحدة ولإسرائيل. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني محذراً إن قرار الجامعة العربية يشكل «سابقة خطيرة» لن تؤدي إلا إلى «مفاقمة المشاكل»، بل إنها قد «تنهي دور (الجامعة العربية) في المنطقة»، يقول نائبه. الشكاوى الإيرانية تمثل الجانب الدبلوماسي من حرب وكالة على الميدان في سوريا، حيث لقي كلا الطرفين، على ما يقال، كمية متزايدة من الأسلحة من قوى خارجية خلال الأشهر الأخيرة. ذلك أن الدعم العسكري والمالي الإيراني للأسد تكثف من خلال رحلات شبه أسبوعية (كما أن روسيا مازالت تواصل المبيعات العادية لحليفها). هذا في حين قامت بعض دول عربية بنقل أسلحة جديدة إلى الثوار، بدعم من وكالة المخابرات المركزية الأميركية. وتعليقاً على هذا الموضوع، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن النزاع السوري أخذ يتحول إلى «ساحة لعب للقوى الإقليمية المتنافسة». وبينما يبسط خليط قوات الثوار سيطرته على مزيد من الأراضي والقواعد العسكرية التابعة للنظام والمعدات، ومزيد من الأهداف المدنية المهمة، فإن قلة قليلة من المحللين يتوقعون صمود النظام بشكله الحالي، أو أن يظل الأسد الذي حكم سوريا طويلاً على قيد الحياة عندما تضع الحرب أوزارها. والواقع أن حتى إيران، ورغم دعمها العلني القوي للأسد، يبدو أنها أخذت تستعد لعالم ما بعد الأسد. وفي هذا الإطار، يقول «مهدي خلجي»، المتخصص في إيران بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «إن إيران حتى الآن ناجحة؛ ومن دون المساعدة المالية والاستراتيجية الإيرانية، لكان الأسد قد سقط قبل وقت طويل»، مضيفاً «ولكن على صعيد السياسات، يمتلك الإيرانيون خطة بديلة. وبالتالي، فحتى في حال سقوط الأسد، فإن إيران ستكون قادرة إلى حد ما على حماية مصالحها». الخطة قد تعتمد على ميليشيا موالية للنظام ساعدت إيران على إنشائها وتدعى «الجيش الشعبي». وتستطيع هذه الميليشيا حماية العلويين السوريين – الذين يعتبرون فرعاً من الشيعة وينتمي إليهم الأسد وجزء كبير من نظامه – في حال عزلوا في جزء صغير من البلاد في شمال غرب سوريا، على الساحل إلى الحدود مع لبنان. غير أنه من الممكن ألا يحقق أي جانب تفوقاً حاسماً. وفي ظل استفادة جميع الأطراف من أصدقاء دوليين أجانب، فإن البلاد قد تتفكك وفق خطوط صدع طائفية وعرقية، ما قد تنتج عنه منطقتان كردية وعلوية، وجزء أكبر سني. والجدير بالذكر هنا أنه منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، استعملت إيران سوريا كقناة لتوصيل الأسلحة والمال والدعم للميليشيا اللبنانية الشيعية، «حزب الله»، ثم «حماس» و«الجهاد الإسلامي لاحقاً»، وجميعها تشكل خط جبهة ضد إسرائيل. وفي حال سقوط الأسد، فإن إيران يمكن أن تخسر هذه القناة. وقد نُقل عن قائد الحرس الثوري الإيراني قوله إن «الجيش الشعبي»، وهو عبارة عن خليط من المجموعات العلوية والشيعية، صُمم على نموذج ميليشيا الباسيج الإيرانية، وهي قوة كبيرة من المتطوعين استُعملت لإخماد اضطرابات الشارع. ووصف مسؤولون أميركيون رفيعون، أضافوا «الجيش الشعبي» إلى قائمة المنظمات المعاقَبة في ديسمبر الماضي، بأنه «مشروع مشترك لإيران وحزب الله». ويقول خلجي في هذا الصدد: «من حيث البروباجندا، لا أعتقد أن الإيرانيين لن يعترفوا بهذه الإمكانية (سقوط الأسد) في المستقبل القريب». ولكن خطة إيران البديلة مع الميليشيا الموالية للنظام تعني أنه حتى في حال نحي الأسد عن السلطة، فإنه طالما أن ثمة منطقة للعلويين في سوريا، فإن إيران قد تتمكن رغم ذلك من الحفاظ على علاقات مع بعض المجموعات المقاتلة. ويقول خلجي: «من خلال مساعدتها، ستحرص (إيران) على إمكانية استعمال جزء من سوريا كجسر للوصول إلى لبنان والأراضي الفلسطينية». وفي قمة الجامعة العربية في الدوحة، ربما كان التصدي لأي دعم إيراني لنظام الأسد يقف وراء الاستعداد للاعتراف بالائتلاف المعارض للنظام باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. وقال زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب بعد أن شغل مقعد سوريا خلال اجتماع الجامعة العربية: «إننا نطالب... بكل أشكال الدعم من أصدقائنا وأشقائنا، بما في ذلك حقنا الكامل في الدفاع عن النفس». وهو ما يحدث منذ بعض الوقت، حسب بعض التقارير. ذلك أن النقل الجوي لمساعدات عسكرية من حكومات عربية وتركيا إلى الثوار السوريين قد «توسع وتطور إلى تدفق أكثر أهمية واضطراداً أواخر العام الماضي»، كما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» في الرابع والعشرين من مارس. وفي هذا السياق، يقول هيو جريفيث من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام للصحيفة: «إن قوة ووتيرة رحلات (الأسلحة) هذه تشير إلى عملية لوجستية عسكرية سرية منسقة ومحكمة التخطيط». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©