الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التخطيط الاستراتيجي رؤية مستقبلية تبدأ بـ «حلم» يتحول إلى حقيقة

التخطيط الاستراتيجي رؤية مستقبلية تبدأ بـ «حلم» يتحول إلى حقيقة
2 ابريل 2011 18:29
يقع الإنسان أحيانا في مفارقة عدم محالفة الحظ التي قد يخلق منه مخططا استراتيجيا بارعا، فلولا الصعوبات لما لزم للخطة أن تكون محكمة ومتقنة، ولم تكن لتجابه الصعوبات والتحديات، ويتساوى المخططون في هذه الحالة. يبحث الكثير من الناس عن بناء حياتهم وتوجيهها على أسس متينة، ويدخل ذلك ضمن التخطيط الاستراتيجي الذي أصبح من المواضيع التي يذكرها الجميع وتستخدم في كافة نواحي الحياة، من عمل وسلم وحرب وسياسة والأمور الحياتية، والبعض ينظر إليه على أنه من العلوم المعقدة والتي لا يمكن فهمها أو إدراكها، وهو ما تؤكده آمنة الكيلاني، مديرة إدارة التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء بمؤسسة التنمية الأسرية. الفكر المنظم وتقول الكيلاني إن للتخطيط الاستراتيجي دوره في تطوير الذات من الناحية المهنية ومن الناحية الشخصية. وتعرف الكيلاني مفهوم التخطيط الاستراتيجي بأنه “الفكر المنظم المنطقي والنظرة الشمولية للأمور والتخطيط الذكي الذي يحقق الأهداف”. وتتابع “لنأخذ الطريقة والمنهجية للتخطيط الاستراتيجي على خطوات بسيطة متسلسلة ومنطقية، لنرى بساطة التخطيط الاستراتيجي. فهو ثقافة أنصح بها الجميع، وهي طوق النجاة الذي يؤدي بالفرد والجماعة إلى بر الأمان، أما من الناحية المهنية، فالتخطيط الاستراتيجي يبدأ برؤية مستقبلية يسميها البعض “حلما”، لكن لا بد أن يكون هذا الحلم قابلا لأن يتحول إلى حقيقة خلال فترة معينة، سواء كان مداها قصيرا أو متوسطا أو طويلا. والرؤية هي أين نريد أن نكون بعد عدد من السنوات؟ وإلى ماذا نطمح؟” وتضيف “المرحلة الثانية هي أن نعرف ما هي مهمتنا في المؤسسة أو المكان الذي نعمل فيه؟، وهذه هي رسالتنا التي يجب أن نعبر عنها بإيجاز مبسط ومفهوم لمن يقرؤه، فإذا توصلنا إلى الرؤية والرسالة فيمكننا أن ننتقل إلى مرحل تعريف أهدافنا التي نطمح أن نحققها، ومن ثم ندقق في كل هدف ونضع الآلية والطريقة التي يمكننا اتباعها لنصل إلى تحقيق الهدف، وهذه هي المبادرات الاستراتيجية والبرامج والمشاريع التي نقوم بها استراتيجيا، هذا ببساطة خطة استراتيجية لمؤسسة ما ويعكس الأداء المهني الذكي المنظم والمنطقي والمدروس”. تطوير الذات عن استراتيجية الفرد لتطوير ذاته، تقول الكيلاني “إنها سهلة ولا تختلف عن التخطيط الاستراتيجي المهني، إلا أنها تعبر عن أمور وممارسات شخصية وسلوكيات معينة وعمق فكري ونفسي للشخص الذي يخطط استراتيجيا لذاته، وكم من الروعة والإيجابية تخلق لدى الإنسان في حال أتقن تخطيط استراتيجية لذاته. وتوضح “على المستوى المهني، ولكي تتحقق سوية ونجاح الشخص، لا بد أولا من التصالح مع الذات والتسامح مع من حوله واحترام وحب الذات والآخرين، ومن ثم تحديد الهدف الذي يود الشخص تحقيقه مهنيا، وفهم مسؤولياته الوظيفية جيدا وبدقة، ومن ثم التوصل لقائمة من الأهداف التي يلزم تحقيقها خلال ممارسة الوظيفة، ومعرفة الممكنات التي تحفز وتدعم تحقيق الأهداف المنشودة، والعمل على توظيف الممكنات بطريقة ذكية ومنظمة لتحقيق الأهداف في الوقت المحدد حسب تصور الشخص”. وتشير الكيلاني إلى أن أهم المعوقات في التطوير الذاتي “بشرية”. وتضيف “يأتي العامل البشري ويقف بالمرصاد، فليس كل ما يتمنى المرء يدركه، ولا يجب أن ننسى في خضم وضع الخطة الاستراتيجية لأنفسنا، المعوقات البشرية وغير البشرية لأية خطة استراتيجية، فنحن لا نعيش في المدينة الفاضلة، لكن ضمن استراتيجيتنا لذاتنا لتطويرها بشكل يحقق أهدافنا المهنية، لا بد من توقع كل من الجانبين الإيجابي والسلبي وفهم المكان والأشخاص المحيطين بنا”. وتوضح “أحيانا نكون محظوظين بالعمل في بيئة صحية ومناسبة ومرضية مع أشخاص وقيادات نحبها، وفي أحيان أخرى قد لا يحالفنا الحظ وندخل في تحديات كثيرة تتطلب استراتيجيات قوية قد تتغير حسب المتغيرات التي حولنا، وقد استخدمت كلمة “نحبها” لأن الإنسان كتلة من المشاعر لا يمكن أن ينكرها على نفسه، وهو باستمرار يبحث عن الحب للعمل والمكان والأشخاص حتى خلال ممارسة عمله، لتتحول حياته في العمل إلى ممارسة إنسانية ويشعر بوجود أسرة أخرى يقضي معها أحيانا أكثر من الوقت الذي يقضيه مع الأسرة الحقيقية والأصدقاء الحقيقيين، وهنا لا بد من أن يكون الشعور إيجابيا”. خطة التطوير تضيف الكيلاني “يسأل البعض هل يلزم كل ما سبق لكي نضع خطة استراتيجية لتطوير ذاتنا؟ وتأتي الإجابة “لا”، إنه من ضمن الخطة الاستراتيجية لتطوير الذات النظر إلى كيفية اكتساب تلك الصفات سواء كانت الطريقة ذاتية أم بمساعدة الآخرين أم التدريب والتأهيل”. وتقول “ليس منا من خلق كاملا وليس منا من هو عاجز عن تحقيق النجاح، الثقة بالقدرة على تحقيق الهدف هي المفتاح للبدء بالخطوة الأولى نحو التخطيط الاستراتيجي لتطوير الذات، لنبدأ يومنا بتفاؤل وإيجابية ونشاط للعمل، هيا نقرر أن نحب ما نعمل ونعمل ما نحب، وليكن كل منا على قناعة بأنه لا يوجد فينا ما لا يمكن تغييره، ولننظر إلى من حولنا بمحبة وتقدير، ولنرسم بسمة على وجوهنا لنكسر الحواجز بيننا وبين من حولنا ونخلق الألفة ونبث جوا مفعما بالحب والاحترام،. ولنكن مبادرين إلى ما هو إيجابي، ودع كل منا ينظر إلى تحقيق ذاته بدون أنانية وبدون تجاهل المصلحة العامة، ولتكن المرونة ممارسة لدينا يراها الآخرين، ولنجعل الآخرين ينطرون إلينا كقدوة”. وتؤكد الكيلاني دعوة التصالح مع النفس. وتقول “لنختم كل يوم من أيامنا بالمصالحة مع النفس ومع الآخرين وبالتسامح، ولنأخذ نفسا عميقا في الصباح والمساء ونحب الحياة التي منحنا إياها المولى عز وجل لكي نعمر في الأرض بسلام”. صفات تساعد على الوصول إلى الغاية تشير آمنة الكيلاني، مديرة إدارة التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء بمؤسسة التنمية الأسرية إلى صفات يجب أن يلتزم بها الشخص ضمن الخطة الاستراتيجية لتطوير الذات، إلى ذلك، تضيف “هناك صفات يلزم أن يغرسها الإنسان في نفسه، ويتمتع بها لكي يتمكن من تحقيق أهدافه، أذكر منها على سبيل المثال الصدق، الإخلاص قولا وفعلا، احترام وحب الذات والآخرين، التعاون، روح الفريق، القيادة، الصبر، الحكمة، تقبل الأمور والناس على ما هم عليه، التحلي بالروح المهنية العالية قولا وفعلا، وممارسة أخلاقيات المهنة، والشفافية والمصداقية، والثقة بالنفس، والقدرة على تحمل الضغوطات، والقدرة على حل المشاكل، وإدارة الوقت، والقدرة على التعبير عن الذات بإيجابية، والاستماع الجيد للآخرين، والقدرة على فهم الآخرين، والقدرة على التحليل، والذكاء الاجتماعي، والقدرة العالية والمهارة في التواصل مع الآخرين، والتوازن بين العمل الإشرافي والنظر إلى التفاصيل، وتقبل نقد الآخرين واعتباره وسيلة لتطوير الذات، ومهارة الإبداع والابتكار، والتفكير المنظم، والمشاركة مع الآخرين، والقدرة على إدارة التغيير، والنظرة التفاؤلية للأمور، والإيجابية قولا وفعلا، والمرونة، والقدرة على الإقناع”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©