الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السكراب» تجارة حطام السيارات الرابحة

«السكراب» تجارة حطام السيارات الرابحة
28 سبتمبر 2009 01:32
تنشط تجارة «السكراب» أي القطع القديمة من السيارات والمستعملة في سوق السيارات بالدوحة، هربا من غلاء أسعار السيارات الجديدة مع وجود بدائل قد تكون أفضل من قطع الغيار الجديدة التي لا يقتنع فيها الناس ويرون أنها لم تصنع باحتراف وليست صلبة مثل القديمة والمستعملة المركبة على السيارات ذات الموديلات المختلفة. أكثر صلابة يعتبر الناس أن السيارات الحديثة صنعت بشكل تجاري وأنها خفيفة وحديدها ليس صلبا، لأن الشركات العالمية تحاول تقليل التكاليف وتزيد أرباحها بأن تصنع سيارات وقطع ليست بجودة السيارات التي كانت تستورد أو تصنع سابقا، خاصة بعد تغير الوضع عالميا ووقوع الأزمة العالمية، وارتفاع أسعار النفط، مما جعلهم يلجأون إلى شراء القطع اللازمة من «السكراب». في حين أوضح عدد من تجار وبائعي السكراب أن «تجارة القطع المستعملة للسيارات باتت رائجة في الدوحة، نظرا لغلاء الوكالات». مشيرين إلى أنهم «يجمعون القطع من السيارات التي تتعرض للحوادث ويفككون منها الأجزاء السليمة والصالحة للاستعمال». أكوام الحطام يلاحظ في الوقت الحالي بعض الركود لانخفاض الأعمال جراء الأزمة المالية العالمية مما شكل تداعيات كبيرة ومنها تكبد تجار السكراب خسائر طائلة. وحول وجود نقص في بعض قطع الغيار، أفاد بعض التجار أن «سوق الدوحة اختلف عما كان عليه بالسابق، ولم يعد الناس يجلبون محركات السيارات من الخارج لعدم وجودها أو غلاء أسعارها، ويقوم صغار باعة (الخردة والسكراب وقطع الحديد القديم) بتجميع القطع على شكل أكوام من الحطام من أجل جني أرباح أكثر». ترويج التجارة يقول ملك أنجيم- تاجر سيارات قديمة: «يحل السكراب مكان قطع الغيار الأصلية وحتى التجارية لدى الناس من متوسطي الدخل أو الذين لا يقدرون على تحمل أعباء شراء قطع غيار من الوكالات لسياراتهم بمبالغ معروف عنها أنها مرتفعة وأن أسعار الوكالات مكلفة، وهذا ما يروج لتجارتنا في الدوحة، حيث نشتري السيارات القديمة أو المصدومة التي لا تصلح للسير ونفك القطع السليمة منها، ومن ثم نبيعها لمن يحتاج هذه القطع من أصحاب السيارات السليمة، فبعض السيارات تصبح غير صالحة للقيادة بسبب تعرضها لحادث مروري أو الانقلاب فيبيعها صاحبها لنا، ونحن نفك الأجزاء الصالحة منها، ونبيعها بعد التأكد من سلامتها وصلاحيتها». ويضيف منوها إلى نقطة هامة: «نحن نضاهي خدمات وكالات ووكلاء قطع الغيار الذين يغالون في أسعارهم، وننافسهم بوضع أسعار تنافسية، ترجح الكفة لنا وتجعل الزبائن يأتون إلينا ويفضلون الشراء من عندنا، على جلب قطع الغيار من الوكالات التي ينتشر فيها الغلاء، وهذه حقيقة واقعة لا تحتاج إلى إثبات أو دليل، فشهرتنا واسعة، وصيت كراجات السكراب معروف خاصة عند فئة الشباب، الذين يأتون لشراء قطع الغيار التي تهمهم، وفي نفس الوقت نحن نتعاون معهم، على توفير ما يحتاجون، ونحاول قدر الإمكان البيع بأسعار زهيدة». الشغل اليومي يشير أنجيم إلى أن شغلهم الشاغل هو جمع السيارات وتفكيكها، بحيث بات الكثير من الزبائن يطلقون عليه وزملائه بلقب «عشاق الحديد والخردة» يقول في ذلك: «نجمع تلك القطع من الخردة لكي تكون كل متطلبات زبائننا متوافرة وبين الأيادي، وتكون جاهزة لبيعها مباشرة، حيث نقوم بتفكيك السيارات إلى قطع ونجمع كل نوع في كومة خاصة أو جزء داخل الكراج، وهذا هو شغلنا اليومي إن لم يكن لدينا زبائن، ونعرض بعض القطع المطلوبة والتي عليها رواج كبير، وهذا ما يجعل لهذه التجارة زبائن خاصين، يترددون على أماكن البيع، ويجعل تجارتنا وحركة البيع نشطة». يستدرك قائلا: «لكن تجارتنا تأثرت حاليا بشكل ما بالأزمة العالمية والركود أو الكساد الحاصل في السوق، فلا توجد حركة في البيع مثلما كان الوضع عليه قبل عدة أشهر مما خف البيع عندنا، وجعلنا في حيرة، الأمر المحيط بنا وغير المسبوق منذ أن عرفنا تجارة هذا النوع من القطع، والعمل الخفيف تترتب عليه تداعيات لا نعلم مدى عواقبها، فمنذ أشهر خفت حركة البيع لدرجة كبيرة، جعلت كل أصحاب الكراجات متذمرين بشكل كبير، كما أن «السكراب» يوفر نفس القطع لسيارات قد تكون حديثة أو قطعها الصالحة للاستعمال بحالة جيدة، مما يمكن بيعها، والفرق بالأسعار كبير، ولا يمكن تجاوزه أو التغاضي عنه لشراء قطع جديدة، فمثلا تجهيز السيارة عند شرائها وفحصها، تتضح فيها بعض النواقص وبعض الأشياء التي تحتاج إلى تغيير وهذا التغيير مكلف جدا، فهو يكلف أكثر من 10 آلاف ريال لتجهيز السيارة، مما يستدعي البحث والغوص في أكوام الحطام بحثا عن القطع التي تحتاجها السيارة وكل هذا ما أجل بضعة آلاف، ويهون التعب أمام المصاريف والمبالغ المكلفة والباهظة». حركة نشطة من جهته يقول أحمد المري: «أنا زبون أتردد على محال سوق «السكراب» عندما يحصل أي عطل لسيارتي فتجدني ألجأ لشراء ما يلزم السيارة من قطع، ويحددها لي الميكانيكي فأبحث عنها في المحال والكراجات». بينما يقول محمد كمرون: «قطع الغيار في سوق «السكراب» متوافرة بشكل جيد ولا أزمة في الحصول على أي قطعة غيار لأي سيارة موجودة في الدوحة، وهذا أمر إيجابي، ويجعل الناس مطمئنين، ولا يشكون من عدم توافر قطع الغيار، ففي السابق بعض القطع لا تكون متوافرة لدينا لكن الآن الأمر اختلف، وكل شيء موجود، وهناك وفرة كبيرة لقطع الغيار، وإقبال كبير من الزبائن على الشراء بين الحين والآخر، وهذا أمر حسن ويدل على نشاط الحركة التجارية في السوق وتطوير لهذه التجارة». في حين يقول أحمد العراقي- بائع: «هناك إقبال كبير من قبل الزبائن على شراء قطع الغيار من السكراب، ولدينا حركة بيع كبيرة تختلف مواسمها لعدة أسباب منها، مواسم الإجازات حيث يجهز الناس سياراتهم للسفر، وإضافة إلى ذلك فإن الشباب المواطنين هم أكثر الأشخاص الذين يترددون على السكراب لشراء قطع لسياراتهم، ويجددون دائما ويغيرون». يضيف موضحا: «لا أحد ينكر وجود أزمة وركود في الأونة الأخيرة مع عدم العلم بالأشياء المسببة لها، لكنها لا تزال قائمة ومؤثرة على نشاطنا، وعلى الرغم من ذلك، أستطيع القول إن السوق وضعها جيد، ولا يوجد قلق كبير، ومن الطبيعي أن تكون هناك طفرة يصاحبها ركود، ومن ثم تعود الأمور إلى مجراها الصحيح».
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©