الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليوم العالمي للتوحد يسلّط الضوء على اضطراب نمائي معقّد

اليوم العالمي للتوحد يسلّط الضوء على اضطراب نمائي معقّد
2 ابريل 2011 18:27
أبوظبي (الاتحاد) - احتفل العالم أمس باليوم العالمي للتوحد، والذي يصادف تاريخه 2 أبريل من كل عام، ويعد هذا المرض من أكثر الاضطرابات النمائية تأثيراً على المجالات الرئيسة كالتفاعل الاجتماعي والتواصل اللغوي والمجال الإدراكي، ومن هذا المنطلق فقد جذب اهتمام الاختصاصيين والباحثين، لا سيما وأن عدد الأطفال الذين يعانون من التوحد في تزايد مستمر، حيث تشير الإحصاءات الصادرة حديثاً حول هذا الموضوع إلى أن نسبة انتشاره تبلغ حالة واحدة لكل (250) حالة ولادة تقريبا. ويثير مرض أو اضطراب التوحد النمائي الكثير من الجدل من حيث أسبابه، وهي مختلفة منها التلوث البيئي والفيروسات والتلقيح وغيره، من العوامل التي تساعد على الإصابة بالتوحد، بالإضافة إلى عامل الوراثة الذي يلعب دورا مهما أيضا في الإصابة بالمرض، ويذكر أن الأفراد الذين يعانون من التوحد يساء فهمهم من قبل الآخرين، حيث يعد قيامهم بالعديد من السلوكيات الغريبة والنمطية أمراً محيراً للمختصين، وهو ما يؤدي بالآخرين غالباً إلى سوء تفسير ما يمكن أن يصدر عنهم، والنظر إليه على أنه تحدٍ متعمد لهم ولما يمكن أن يوجهوه من تعليمات أو أوامر أو نواه. وقد تزايدت في السنوات الأخيرة الكتب والمقالات التي تتحدث عن التوحد ما بين منشورات أكاديمية وتجارب شخصية من قبل بعض الأشخاص، هذا ولا تزال المكتبة العربية بأمس الحاجة إلى توفير المزيد من المراجع العلمية والدراسات المتخصصة التي يعمل عليها المتخصصون في هذا المجال، رغم فتح واستحداث برامج ومراكز جديدة تخدم فئة الأطفال التوحديين. ويوجد في الإمارات مراكز متخصصة في علاج مرض التوحد منها مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل المعاقين التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، ومركز الخليج للتوحد، ومركز الإمارات للتوحد في أبوظبي، ومركز التوحد في دبي، فضلا عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي تقوم بعلاج حالات مختلفة من الإعاقة من بينها التوحد. وتقول نجوى فضل،اختصاصية علاج طبيعي ونطق في مجال علاج المعاقين، إن مرض التوحد يظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل ويستمر مدى الحياة، لافتة أنه يصيب الذكور أكثر من الإناث أي بمعدل 4 إلى 1. وأضافت نجوى أن المصابين بهذا الاضطراب يبدون سلوكاً متكرراً بصورة غير طبيعية، كأن يرفرفوا بأيديهم بشكل متكرر، أو أن يهزوا جسمهم مراراً، كما يمكن أن يظهروا ردوداً غير معتادة عند تعاملهم مع الناس، أو أن يرتبطوا ببعض الأشياء بصورة غير طبيعية، كأن يلعب الطفل بسيارة معينة بشكل متكرر وبصورة غير طبيعية، دون محاولة التغيير إلى سيارة أو لعبة أخرى مثلاً، مع وجود مقاومة لمحاولة التغيير. ومن الأعراض الأخرى التي يظهرها المصابون بالتوحد، حسب نجوى، فهي أداء حركات مكررة ونمطية بالأيدي أو الأصابع أو الأشياء، مثل اللعب بنفس اللعبة بشكل مكرر ونمطي ليس فيه تجديد أو تخيل، والصعوبة والتكرار في الكلام، والاضطراب عند تغيير روتين معين مثل الانتقال من مكان لآخر. إلى ذلك فإن الكلام في الحديث مكرر ومتكلف، والصوت غير معبر (كالصّراخ) أو لا يعكس أياً من الحالات الوجدانية أو العاطفية. ولفتت نجوى أن علاج مرض التوّحد يقوم على مجموعة من الأسس من أهمها إلحاق مريض التوحد ببرامج التدخل المبكر بمجرد تشخيص حالته، مع ضرورة تلقيه برامج تعليمية مكثفة توازي يوماً دراسياً كاملًا لمدة خمسة أيام في الأسبوع بمعدل 25-40 ساعة أسبوعيا يشترك فيها أولياء الأمور، وإتاحة فرص تعليمية مخطط لها ومكررة تستمر لفترات قصيرة نسبيا من الوقت خاصة للأطفال الصغار بحيث تتراوح ما بين 15-20 دقيقة وتغطي مجالات متعددة من الخطة الفردية (المهارات الاجتماعية والتواصلية والاستقلالية والسلوكية والأكاديمية)، والتعليم في البيئات الطبيعية والمنظمة واستخدام وسائل تعليمية بصرية كالصور والرموز البصرية، وتعميم المهارات التي يتعلمها الأطفال في المدرسة والمنزل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©