أبوظبي (الاتحاد) قطعت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية شوطاً بعيداً في مجال العناية بذوي الإعاقة من كافة النواحي، سواء من حيث تأمين المراكز المتخصصة بهذا المجال في كافة أنحاء العاصمة أبوظبي وضواحيها والمناطق التابعة لها، أو من حيث استقطاب وتشغيل أفضل الكوادر المختصة بعلاج المعاقين من كافة أنحاء العالم، أو من حيث تأمين أفضل الخدمات التقنية في مجالي العلاج والتأهيل للمعاقين.
آخر الخدمات التي قدمتها المؤسسة لذوي الإعاقة العقلية ومصابي التوحد تمثلت في إطلاقها خدمة حديثة في مجال تعليم المناهج الإلكترونية، وذلك عن طريق نظام جديد يسمح بتقنين العمل بين جميع مراكزها التابعة على مستوى أبوظبي، كما يتيح فرصة التوثيق الإلكتروني لأهداف الطلاب الفردية وأوراقه الثبوتية، فضلا عن أنه يمنح المعلمين والاختصاصيين فرصة العمل بشكلٍ منظم وموثق يضمن تفعيل عمل الفريق متعدد التخصصات.
تطوير العمل
وأكدت مريم سيف القبيسي، رئيس قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة بالمؤسسة أنه انطلاقاً من حرص المؤسسة على تسهيل العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وتطوير آليته بشكل مستحدث ومميز، فقد طورت المؤسسة هذا النظام بالاستفادة من مناهج التربية الخاصة الوطنية وعدد من المناهج العالمية التي تتعلق بكيفية بناء المعارف.
مضيفة أنه تم تدريب كل المعلمين بمراكز المؤسسة على استخدام النظام الجديد والذي يتم من خلال الربط بين الجانبين التعليمي والطبي للطالب ويحتوي خلاله على كافة بيانات الطالب.
وأوضحت القبيسي أن النظام الإلكتروني الجديد يتكون من عدة خدمات فرعية أولها برنامج تسجيل الطالب بشكل إلكتروني مقنن، بحيث يتيح الفرصة لجميع أعضاء الفريق الاطلاع على المعلومات الخاصة به بشكلٍ موثق، مع ضمان سلامة أمن هذه المعلومات.
فيما يتناول الجزء الآخر من البرنامج أي تغييرات أو مستجدات طرأت على ظروف الطالب سواءً فيما يخص وضعه الصحي أو الاجتماعي أو الأسري أو حتى تغيير البديل التعليمي والتي يمكن أن يكون لها أي تأثير على مستواه الأكاديمي أو النفسي، بينما يحاول العنصر الثالث من البرنامج تجميع وربط الخدمات المقدمة للطالب معاً في خطة موحدة وشاملة تتيح فرصة مشاركة جميع أعضاء الفريق متعدد التخصصات في تنفيذها بفاعلية أكبر.
ابتكار الخطط
إلى ذلك قالت الدكتورة جل إنجلاند مستشار التعليم والتكنولوجيا المساعدة بالمؤسسة، والتي أشرفت على إعداد البرنامج وتجهيزه إن ما يميز هذا البرنامج عن غيره هو الابتكار في إعداد الخطط التربوية الفردية الخاصة بالأطفال والمناهج الإلكترونية المستحدثة والشاملة المتلائمة مع البيئة الإماراتية التي تم ابتكارها وإعدادها وترجمتها إلى اللغة العربية ومن ثم تم تحميلها في البرنامج.
وأضافت إنجلاند أن مبادرة مؤسسة زايد العليا في إطلاق برنامج إلكتروني يحتوي على مناهج وأهداف تعليمية تتيح فرصة تغطية احتياجات الطلاب الفردية بشكلٍ كبير، كما أنها خطوة إيجابية ومهمة في توحيد الجهود نحو الرقي بمستوى التعليم والخدمات المقدمة للطالب انطلاقاً من اتساع قاعدة ونوعية وعدد الأهداف التعليمية التي تم تحميلها في المنهج، الذي يغطي جميع المراحل التعليمية للطلاب بدءا من مرحلة التدخل المبكر إلى مرحلة التأهيل المهني، كما تأخذ الأهداف بعين الاعتبار جميع أنواع الإعاقات واحتياجاتها ومضامينها. مشيرة إلى أن هذا البرنامج يعتبر فريداً من نوعه على مستوى الشرق الأوسط.
وأوضحت جل أن البرنامج، من الناحية الفنية، يقسم إلى ثلاثة عناصر رئيسة وهي المنهج الذي يتكون من أهداف تعليمية تزيد على 4000 هدف في مختلف المجالات التعليمية يتم تطبيقها على جميع المراكز التابعة للقطاع حيث تهتم هذه الأهداف بتقديم المعلومة بناء على العمر الزمني للطالب بما يتوافق مع نموه الاجتماعي والعاطفي وليس فقط الأكاديمي، بينما يعتبر العنصر الثاني عبارة عن نوافذ إلكترونية متعددة لتصميم المواد والمصادر التعليمية والأنشطة والمشاركة بها مع باقي المراكز والتي صممت خصيصاُ لتدريس الأهداف التعليمية المطروحة في المنهج التعليمي حيث تحرص هذه الأهداف على تطوير مهارات الطلاب التطبيقية من خلال الممارسة مثل تطوير المهارات الحركية الدقيقة والتآزر البصري الحركي. أما العنصر الثالث فهو مكتبة الأهداف التعليمية التي يستطيع المعلم من خلالها اختيار تحليل الهدف الأنسب لطلابه. هذا وتحتوي مكتبة الأهداف على أهداف باللغتين العربية والإنجليزية تم تقسيمها ضمن مواضيع رئيسة محددة ومهمة للطلاب من ذوي الإعاقة مثل الأهداف الخاصة بالثقافة الإسلامية وأهداف أخرى متعلقة بالإعاقة نفسها مثل المهارات الحركية ومهارات الحياة اليومية ومهارات النطق والكلام.
عدد اليوم
