الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مركز الإمارات للتوحد» مبادرة فردية تخفف معاناة المتوحدين

«مركز الإمارات للتوحد» مبادرة فردية تخفف معاناة المتوحدين
2 ابريل 2011 18:27
يعتبر “مركز الإمارات للتوحد” واحداً من المراكز الخاصة المتخصصة في علاج هذا المرض في الإمارات، وما يميزه أنه تأسس بجهود فردية بحتة، حيث تمخض عن أفكار بعض أولياء أمور أطفال مصابين بالتوحد، وقام على أكتافهم وبسواعدهم، وذلك نظراً للحاجة الماسة إلى إنشائه بسبب عجز طاقة المراكز الخاصة الأخرى عن استيعاب المزيد من حالات الإصابة بالتوحد. بمجرد تأسيس“مركز الإمارات للتوحد” استوعب نحو 46 شخصاً مصابين بمرض التوحد وصل عددهم حاليا إلى 50 بلغت نسبة المواطنين منهم أكثر من النصف. وتم دمج نسبة كبيرة منهم، نحو 26 طالباً، في المدارس الحكومية، وذلك تنفيذاً لسياسة الدمج الخاصة بذوي الإعاقة التي تعمل الحكومة على تطبيقها وتفعيلها في الدولة. وقالت أمل جلال صبري، مديرة المركز، إن مركز الإمارات للتوحد، يقدم خدمات عظيمة لفئة مهمة من ذوي الإعاقة، وهم المصابين بالتوحد، حيث يعمل على تنمية مهاراتهم وإكسابهم القدرات اللازمة لبناء شخصية سليمة قادرة على العطاء والتواصل والتفاعل الاجتماعي. دمج علمي وأوضحت صبري، أن المركز تمكن، خلال فترة وجيزة من تحقيق العديد من الإنجازات في مجالات مختلفة، من أهمها دمج عدد من منتسبي المركز في المدارس الحكومية والخاصة، مشيرة إلى أن هذا الدمج قد تم وفق أسس علمية، أولها تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطفل، ثم إخضاعه إلى التقييم الفردي، وبناءا على ذلك يجري العمل على تعديل سلوكه، وتدريبه وتأهيله للدمج، الذي يختلف من طالب إلى آخر، إذ تتراوح بين 3 أشهر و3 سنوات. ولفتت أمل أنه بعد استكمال هذه البنود يتم مخاطبة مجلس أبوظبي للتعليم من أجل دمج الأطفال الذين استوفوا كافة الشروط واستحقوا الدمج، قائلة: “نقوم باختيار المدرسة المناسبة بحسب كل حالة فردية، ثم نعمل على اختيار المدرسة المرافقة بناء على حالة المرسل، بعد ذلك نبدأ بمقابلة الفريق المستقبل لنا من مدرسة واختصاصية نفسية، حيث نعرفهم على حالة الطفل والصف الذي يجب أن يدمج به، ونحن نتعامل مع مدرستين أساسيتين: هما مدرسة اليوبيل الخاصة، ومدرسة عبد الجليل الفهيم، وقد عملنا على تهيئة هاتين المدرستين لاستقبال طلاب من المصابين بالتوحد وهم يبدون تعاوناً وتفهماً لحالتهم الصحية”. كتيبات تثقيفية وحول كيفية دمج الأطفال المتوحدين في مدارس الأسوياء تحدثت أمل صبري، بالقول إنه قبل إدماج هؤلاء الأطفال بالمدارس الحكومية والخاصة، عملنا على خلق الجو المناسب لهذا الدمج وذلك لضمان تحقيق نتائج طيبة على أرض الواقع فعملنا على إعداد كتيبات تثقيفية قمنا بتوزيعها على المدارس المعنية بالدمج، كما قدمنا محاضرات تتضمن معلومات شاملة عن مرض التوحد لكي يستفيد منها الجميع، سواء المعلمين أو الطلاب الأسوياء، الذين تم إعدادهم نفسياً لاستقبال زملائهم من مرضى التوحد عن طريق سرد القصص. وتضيف أمل جلال أن الأطفال الأسوياء في هذه المدارس تم إعدادهم نفسياً لاستقبال هذه الفئة، من خلال سرد القصص التي تحمل رسائل تثقيفية، وتقديم ما يفيد في التعامل مع هؤلاء، الأمر الذي كان له تأثير جيد على الطلاب. وأشارت صبري إلى أن الدمج قد حقق نقلة ملموسة في صفوف طلبة التوحد، كما حقق نتائج مذهلة وعائد معنوي كبير على الطلاب وأهلهم في نفس الوقت، رغم الصعوبات الكبيرة التي اعترضت طريقهم في بداية الدمج، حيث عارض بعض أولياء أمور الطلبة الأسوياء وجود أطفال التوحد إلى جانب أولادهم، مضيفة أنه مع مرور الوقت وكثير من الجهد تغيرت الانطباعات، إذ تم تشجيع الأطفال الأسوياء على اللعب مع أطفال التوحد، وتم ربط صداقات بين الطرفين، الأمر الذي سهل على هؤلاء الاندماج وساهم في منحهم الشعور بالأمان. إلى ذلك، ذكرت صبري أن هنالك عدداً من منتسبي المركز قد التحقوا بسوق العمل بعد تأهيلهم من خلال ورش التأهيل المهني الموجودة في المركز، والتي تقوم وفقاً لبرنامج مفصل يعتمد على تقييم القدرات الحالية والكامنة. خدمات المركز يقدم مركز الإمارات للتوحد خدمات تربوية وتأهيلية للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، وهو إعاقة نمائية تصيب الأطفال خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر وتؤثر على مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي. كما يقدم المركز خدمات نوعية متميزة لأطفال التوحد تتضمن خدمات التقييم والتشخيص والتدخل المبكر للفئة العمرية من ثلاث إلى خمس سنوات. هذا ويخضع منتسبي المركز المصابين بالتوحد للعديد من الجلسات العلاجية تتمثل في جلسات النطق والتخاطب والعلاج الوظيفي وتأهيل التكامل السمعي وتأهيل التكامل الحسي والتربية الرياضية التكيفية داخل المركز وخارجه مثل السباحة والفروسية والتربية الفنية والتربية الموسيقية وتأهيل الكمبيوتر والسكرتارية والتدبير المنزلي وخدمات اليوم الكامل للدمج المجتمعي، والمعسكر الربيعي والمعسكر الصيفي، والتأهيل المهني لفئة المراهقين الذي يشتمل على ورش الطباعة والخزف والبامبو والتريكو والسجاد والجلود والأشغال اليدوية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©