خلال شهر رمضان الفضيل، وقبل موعد الإفطار بـ30 دقيقة تقريباً، يبدأ ماراثون سيارات للعودة إلى المنازل واللحاق بموعد الإفطار مع الأهل والأولاد في أجواء رمضان العائلية الجميلة، وخصوصاً إن كانوا من سكان خارج أبوظبي. وكنت على مدى 3 أعوام من سيئي الحظ هؤلاء، فبعد انتهاء عملي وهو من نوعية الأعمال التي تنتهي قبل الإفطار بدقائق معدودات أتجه إلى منزلي بسيارتي، وما إن أسلك طريق العودة إلا وأجد أشباه سيارات تمر بجانبي ومن خلفي وأراها أمامي وتختفي، وبدأت تتكرر هذه الحالة حتى دخلت منزلي، وكلما اختفت سيارة ظهرت أمامي سيارة من خلال المرآة الأمامية أراها قادمة نحوي مسرعة، ثم تنحرف يميناً أو يساراً، وأراها مثل السراب أمامي تختفي وكأنها من الجن أو كائنات فضائية هبطت إلى الأرض بمركبات فضائية وتسير بيننا على الطرقات، لا أجد وصفاً إلا أنني كنت في لعبة من ألعاب الفيديو أو البلايستيشن، خلال ثلاثين يوماً تعرضت لاختبارات في فن ومهارة تفادي الصدام والحوادث، ونجوت بفضل الله من موت محقق، إلا أنه وإن جاز لي السؤال لماذا السير على الطرقات بهذه السرعة الجنونية، إن كانت الإجابة للحاق بالإفطار مع أسرتي ستكون صراحة إجابة في غاية السذاجة.. أليس من حق أسرتك أن تعود إليها سالماً معافى، حتى وإن دخلت بعد أذان المغرب بدقائق فلن تقع الواقعة؟! أليس من حقي أنا أن أصل بسلامة لأفطر مع أولادي؟.. لا تنكر حقي في سلامة الطريق، فالطريق ليس لك وحدك، فنحن شركاء معك في هذا الطريق ولي أيضاً أسرة في انتظاري، فلا تكن أحمق وتتعامل مع الطريق وكأنه آخر همك، فللطريق آداب وسرعة محددة، ولنا ولكم أسر، إما معنا في السيارة أو تنتظر عودتنا إليهم، وأخيراً أرجو خلال شهر رمضان الفضيل أن نلتزم جميعاً بآداب الصيام، وأن نحافظ على سلامتنا وسلامة الآخرين ممن يشاركونا الطرق، سواء كانت داخلية أو خارجية، مع العلم أنني نقلت محل سكني إلى جوار عملي، وكل عام وأنتم بخير.
هاني خليفة
عدد اليوم
