الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدرسة رمضان

27 مايو 2017 23:14
يأتي رمضان، بأيامه ولياليه الإيمانية الروحانية، ليحمل إلينا بشائر الرحمة والخير والعطاء والفرح والمحبة والوئام، مما يمنحنا الشعور بالراحة والسكينة. فرمضان شهر الرحمة والمغفرة والرضوان، هو مدرسة كبرى، تمنحنا السكينة والقوة، والصبر الجميل، وصدق التوكل على الله، في مواجهة متاعب الحياة بمشاكلها الاجتماعية وغيرها. إن مدرسة رمضان حلّ لكثير من المشاكل التي نعاني منها، حيث فيها التجليات والقيم التي تعيننا ونتعلم دائماً، من خلالها سبل الطاعة، من الصيام والقيام، والزكاة وكل أنواع الإحسان، التي تزداد بفضل الله علينا خلال أيام وليالي الشهر المبارك التي تُـعطرنا وتغمرنا نفحاتها الإيمانية. الخشوع هو مطلب أساسي في ممارستنا لشعائر العبادة في رمضان وخارجه، فهذا الخشوع يمنحنا القوة والثبات على مواصلة كل صنوف الطاعة لله سبحانه وتعالي، فهو الذي يُـعيننا على الثبات في تلك الطاعة الإيمانية لخالقنا ورازقنا تبارك وتعالى. وبرغم الشعور بهذه الروحانية العطرة، فمازالت هناك للأسف الشديد، خلال الشهر الكريم، بعض الظواهر السلبية، كالإسراف في تحضير الموائد الرمضانية، ما لذ وطاب من مختلف أنواع المأكولات والمشروبات، وكأننا لا نأكل إلا في رمضان، فتزداد التخمة في الأجسام، مما يؤدي إلى الشعور بالكسل وثقل الحركة، وبالتالي يؤدي هذا إلى الفتور في أداء مناسك العبادة خلال الشهر الفضيل. وهناك ظاهرة سلبية أخرى: وهي السهر الطويل في مشاهدة برامج ومسلسلات التلفزة التي تلهي الناس عن أداء بعض واجبات عبادتهم، حيث يزداد الإقبال على مشاهدة تلك المسلسلات خلال الشهر، وتتسابق الكثير من محطات التـلفزة العربية في تقديمها للمشاهدين تحت إغراءات لا تليق وقدسية الشهر. إن بعض محطات التلفزة تتجاهل قدسية الشهر، وتركز كثيراً على تقديم بعض الأعمال من المسلسلات التي لا طائل منها سوى إلهاء الناس عن أداء فروض وواجبات عبادتهم. صيام الشهر وقيامه، لا يجب التفريط فيه، بأي حال من الأحوال، لأن الالتزام بأداء هذه الفروض مضاعف الثواب عند الله تبارك وتعالى، وهو أيضاً فرصة كبرى لتصحيح وتجديد حركة حياة المسلم بكل أبعادها ومؤثراتها. همسة قصيرة: اللهم أبعدنا عن الملهيات، وقربنا إليك بالطاعات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©