القاهرة (الاتحاد) - احتشد عشرات الآلاف من المصريين أمس بميدان التحرير في تظاهرة اطلقوا عليها “جمعة انقاذ الثورة” هتفوا خلالها “الشعب يريد تطهير البلاد” و”الشعب يريد محاكمة السفاح”، ورفعوا لافتات مكتوباً عليها “إحنا الشعب مطلبنا الأساسي مجلس رئاسي مدني عسكري يحقق مطالب ثورة الشعب”، وهددوا بالعودة للتظاهر بميدان التحرير يوم الجمعة القادم إذا لم يستجب المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة الدكتور عصام شرف لمطالبهم، وفي مقدمتها محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك واسرته وتطهير البلاد من رموز الفساد وعلى رأسهم فتحي سرور رئيس البرلمان السابق وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق.
وشهدت التظاهرة حضورا كثيفا للشباب خاصة من مجموعة كلنا خالد سعيد وشباب 6 ابريل وحملة دعم البرادعي والجمعية الوطنية للتغيير وغابت عن المشاركة جماعة الاخوان المسلمين والجماعات السلفية، وقال محمد طمان المسؤول الاعلامي بمجلس امناء الثورة ان جماهير شباب ثورة 25 يناير سوف تعطي مهلة كافية حتى يوم الجمعة القادم لتنفيذ جميع المطالب، وإلا فإنها سوف تستمر مستقبلا في تنظيم المظاهرات المليونية كل يوم جمعة ما لم تتم الاستجابة لمطالب جماهير الثورة بالسرعة الكافية.
وأكد أن الشعب المصري لن يقبل محاولة غسل النظام السابق واعادته في صورة اخرى وان ائتلاف شباب الثورة ينشد الاستقرار وعودة الحياة لطبيعتها وان يعود الامن للشارع وبناء ما تم هدمه خلال الثلاثين عاما الماضية، موضحا ان الائتلاف طالب بالتهدئة ووقف المليونيات لإعطاء حكومة الدكتور عصام شرف والمجلس الاعلى للقوات المسلحة الفرصة لتحقيق مطالب الثورة وتحقيق الاستقرار والذي لن يتحقق دون تطهير البلد من الفساد ورموزه من النظام السابق.
وانضم المستشار هشام البسطويسي نائب رئيس محكمة النقض الذي اعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة الى المتظاهرين للمشاركة في “جمعة انقاذ الثورة”، وقال انه جاء للمشاركة في “جمعة الانقاذ” مثله مثل اي مصري يخشى على الثورة ويريد تحقيق مطالبها، وطالب المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي قضاة مصر السابق باستمرار المظاهرات لحين تنفيذ المطالب الشعبية المتمثلة في محاكمة رموز الفساد وعلى رأسهم الرئيس السابق حسني مبارك، وسرعة تكوين مجلس رئاسي لادارة المرحلة الانتقالية واسترداد جميع الاموال المنهوبة من ثروات الشعب ووقف تصدير الغاز الى اسرائيل وتطهير وتحرير الاعلام والصحافة المصرية وعدم تبعيتها لأي جهاز تنفيذي وانتخاب رؤساء مجالس الادارات والتحرير منهم، وشارك المئات من اهالي النوبة في “جمعة انقاذ الثورة” للمطالبة بعزل رئيس النادي النوبي بالقاهرة لاتهامه بما اسموه زرع الفتن والدسائس بين اعضاء النادي واذكاء حدة الخلاف بينهم.
كما طالب اهالي شهداء ثورة 25 يناير بسرعة محاكمة المسؤولين عن قتل ابنائهم وناشدوا المؤسسة العسكرية أن تحل هذه القضية، وكذلك الافراج عن المعتقلين من الثوار سواء من قبل قوات الجيش أو الشرطة واتهموا عناصر من امن الدولة بأنها مازالت تعمل بتشكيلاتها، بالرغم من احراق مقار امن الدولة على مستوى الجمهورية.
ووزع ائتلاف شباب الثورة بيانا على المتظاهرين امس دعا فيه الى انقاذ الثورة بعنوان “عايزين حقنا.. فلوسنا ودمنا”، وتتلخص مطالب المتظاهرين في الاسراع بمحاكمة كبار الفاسدين وعلى رأسهم مبارك وزكريا عزمي وصفوت الشريف وفتحي سرور وحل الحزب الوطني باعتباره اساس الفساد في مصر، وتطهير الاعلام الفاسد الذي يدافع عن المجرمين ويؤيد الثورة المضادة لإجهاض ثورة الشعب واستبدال رؤساء الجامعات والمحليات والافراج عن معتقلي الرأي والتأكيد على حرية الرأي والتظاهر السلمي، وعدم العمل بقانون يصدر لتقييد رأي الشعب الذي يستمد الجيش منه شرعيته. والاسراع في مصادرة اموال الطغاة ورجال الاعمال الفاسدين وتجميد ارصدتهم في كافة بنوك العالم واولهم مبارك.
واستنكر الدكتور مظهر شاهين امام مسجد عمر مكرم اصدار قانون تجريم المظاهرات، معتبرا ان اصدار قانون يساهم في القضاء على الفتنة الطائفية هو الاولى بالرعاية، واكد في خطبة الجمعة بميدان التحرير وعي المصريين الاحرار بما يحيط بالثورة من مخاطر.
عدد اليوم
