في ظل المخاوف من ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب التغير المناخي الذي يشهده العالم، تشهد مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأميركية تغييرات جذرية في أسواق العقارات، حيث بدأت بالفعل عمليات إعادة تشكيل أسواق العقارات هناك.
ومن المتوقع أن تشهد الأحياء القديمة التي تقع فوق مستوى سطح البحر تغييرات ملحوظة خلال السنوات المقبل، مع تزايد الطلب على الشراء، وبأسعار قد تفوق القيمة الحقيقية للعقارات في تلك المناطق.
ويقول جيسي كينان، أستاذ العقارات في كلية الدراسات العليا للتصاميم الهندسية بجامعة هارفارد، إن التغيرات في المناخ الذي يهدد بارتفاع سطح البحر في ميامي سيؤدي إلى طرد السكان من ذوي الدخل المنخفض من الأحياء المرتفعة عن السطح، ما سيزيد من الطلب على الشراء في تلك الأحياء الفقيرة، وبالتالي سترتفع الأسعار بدرجة كبيرة.
وتشير فالنسيا جاندر الناشطة الاجتماعية إلى أن الأثرياء يشترون في حي «ليل هايتي»، حيث من المتوقع أن يكون هذا الحي الفقير على شاطئ البحر مباشرة خلال الأعوام المقبلة، مع ارتفاع سطح البحر عما هو عليه الآن.
وقال كينان، إنه يعلم أن شركات التطوير العمراني تنقل نشاطها الآن إلى احياء مثل ليتل هايتي وليبرتي سيتي، التي تقع على ارتفاع يتراوح بين 7 و10 أقدام فوق مستوى سطح البحر.
وأضاف أنه من المعروف أن أغلبية سكان مثل هذه الأحياء هم من السود أو المهاجرين، وهي مناطق فقيرة مقارنة بالمناطق الأخرى القريبة من الشواطئ.
وبدورها، قالت شركات التطوير العمراني، إنها تستثمر في هذه المناطق في المقام الأول، لأنه لم تعد هناك مناطق متاحة بالقرب من الشواطئ.
يذكر أن سيدة تدعى كارولين لويس، وهي حالياً مديرة مدرسة وكانت في السابق تعمل معلمة علوم في مدرسة ثانوية، كانت قد أسست منذ ثماني سنوات معهداً أطلقت عليه اسم «سي إل إي أو»، وهو كيان لا يسعى للربح، ولا ينتمي لحزب سياسي، ولكن من خلاله تقدم كارولين دروساً للسكان من ذوي الدخل المتوسط والمنخفض حول مخاطر التغير المناخي.
وتُظهر كارولين، خرائط للأشخاص الذين يشاركون في برامج المعهد التثقيفية توضح كيف يمكن لمياه المحيطات أن تغمر منازلهم في السنوات القادمة، موضحة لهم سبب زيادة أسعار الأراضي والعقارات في بعض المناطق وانخفاضها في مناطق أخرى. والسؤال الذي كان على كارولين أن تجيب عليه باستمرار: «متى أبيع؟».
عدد اليوم
