أبوتريكة سفير الإنسانية

يتميز نجم منتخب مصر والنادي الأهلي اللاعب الخلوق محمد أبوتريكة بشعبية كبيرة في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، والتي لم تأت انحيازاً للفريق الذي يرتدي شعاره، ولكن لأخلاقه الرفيعة داخل وخارج الملعب ومبادراته الإنسانية التي ظل يقدمها نحو الشعوب المحرومة وحرصه على أداء الشعائر الدينية. وكمثال تلك اللمسة التي قدمها أبوتريكة لأطفال غزة وهم يعيشون عذاب الاعتداءات الإسرائيلية التي حولت أغلبهم إلى يتامى، فقام بكشف قميصه الداخلي بعد الهدف الذي أحرزه في مرمي المنتخب السوداني في نهائيات أمم أفريقيا 2008 بغانا، وتحديداً على ستاد كوماسي، وهو يهدي هدفه لأطفال غزة في لمسة وفاء، كان لها الأثر الطيب على نفوس الشعب الفلسطيني فوضعت ابتسامة على الشفاه المحرومة ومسحت الدمع من عيون لا ترى غير الموت والدمار. وعلى الرغم من أن هدف أبوتريكة كان في مرمى منتخب بلادي فقد انفعلت مع العبارة وصفقت بيدي وسط دهشة زملائي في منصة الصحفيين من أبناء بلدي فقلت لهم أصفق للهدف الأصلي الذي أحرزه أبوتريكة في مرمى الأعداء، وقلت لهم بعد أن أشهر حكم المباراة البطاقة الصفراء في وجه أبوتريكة الذي قابلها بابتسامته المعروفة، لو كان الحكم يعرف رد فعل هذه العبارة على الشعب الفلسطيني وأطفال غزة لقدم للاعب باقة ورد أو قبلة بدلا عن الإنذار. ولهذا لم أندهش للمبادرة التي قدمها النجم محمد أبوتريكة بنيته السفر إلى الجزائر للوقوف خلف منتخبها، وهو يحمل راية الكرة العربية في نهائيات كأس العالم التي تنطلق بعد أيام في جنوب أفريقيا وطالب اللاعب في تصريحات صحفية إنهاء الخلاف بين الجزائر ومصر، خاصة أن اللقاءات الرياضية الرسمية مستمرة، ولابد من تنقية الأجواء قبل مواجهة الأهلي والإسماعيلي لفريق شبيبة القبائل الجزائري. ولكن للأسف تعرض أبوتريكة لانتقادات من بعض الزملاء في الإعلام المصري، واعتبروا سفره إلى الجزائر إهانة لمصر وأنه لا يمثل نفسه ولكنه يمثل مصر. أتمنى أن يحتكم الزملاء إلى صوت العقل فقد أخذ الموضوع ما فيه الكفاية، ويجب أن يعمل الجميع على إيجاد أرضية جديدة لعلاقة البلدين الرياضية في ظل ارتباط مصر والجزائر بالمنافسات القارية والدولية وقد حان الوقت لإغلاق هذا الملف. حروف خاصة لو كان اختيار الدولة المنظمة لنهائيات كأس العالم يأتي عن طريق القدرة على التنظيم فإن قطر مؤهلة بكل جدارة لاستضافة نهائيات 2022 من خلال ملفها المقنع. كل الأمنيات أن يكون لقب دوري أبطال أفريقيا ودوري أبطال آسيا عربيا، حتى يكون لنا ثلاثة ممثلين في كأس العالم للأندية بالإمارات بعد أن نال فريق الوحدة بكل جدارة بطاقة ممثل صاحب الأرض. جدد مجلس إدارة الأهلي المصري الثقة في ابن النادي المدرب حسام البدري الذي حقق نتائج عظيمة مع الفريق، وهو يقوده للاحتفاظ بلقب الدوري ويصعد إلى مجموعات دوري أبطال افريقيا . وأعتقد أن الزمالك فعل الشيء نفسه مع حسام حسن، وربما الإسماعيلي مع عماد سليمان بعد أن أثبت المدرب الوطني جدارته بداية بما فعله المعلم حسن شحاتة مع المنتخب وأتمنى أن تحذو الدول العربية حذو مصر لأن المدرب الوطني أقرب إلى نفسيات لاعبينا. عبد المجيد عبد الرازق