الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كتائب القذافي تنهب مصراتة بعد قصف عشوائي

كتائب القذافي تنهب مصراتة بعد قصف عشوائي
2 ابريل 2011 00:39
جددت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي هجومها أمس على مصراته، بشنها قصفاً عنيفاً مستخدمة الدبابات والقنابل اليدوية وقذائف المورتر، وأكدت المعارضة وقوع دمار رهيب وقيام الجنود بنهب المتاجر والمنازل، في حين تواصلت المعارك بين الثوار والكتائب الحكومية قرب البريقة النفطية، حيث انتقل خط المواجهة إلى محيط البلدة وسط أحوال جوية قلصت فعالية غارات قوات التحالف. وبالتوازي، سمعت أصوات إطلاق نار متواصل من بنادق آلية أمس قرب مقر إقامة الزعيم الليبي معمر القذافي الحصين في طرابلس، وأكد سكان أنهم شاهدوا قناصة على أسطح البنايات وبركاً من الدماء في الشوارع، دون أن يتبين سبب إطلاق النار. وفي محاولة منها لتنظيم صفوف المقاتلين، أصدرت المعارضة المسلحة للمرة الأولى أوامر عسكرية واضحة منعت بموجبها المتطوعين والمدنيين والصحفيين من الاقتراب من خط المواجهة قبل أن تعود وتسمح لمندوبي وسائل الإعلام الأجنبية بالوجود لتغطية ما يجري على الأرض. وفي خطوة تنظيمية لاحقة للعمل الميداني، أفادت قناة “الجزيرة” التلفزيونية مساء أمس، أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض قرر تشكيل قيادة عسكرية موحدة برئاسة اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي وزير الداخلية المنشق، متخذاً من بنغازي مقراً له. وقام العبيدي أمس، بزيارة ميدانية إلى نقطة تفتيش خارج مدينة البريقة التي يحاول الثوار استعادة السيطرة عليها لكسر حالة الجمود العسكري مع القوات الحكومية. ومصراتة هي آخر معاقل المعارضة الليبية المسلحة غرب ليبيا، لكن بعد أسابيع من القصف والحصار يبدو أن القوات الحكومية تضعف تدريجياً قبضة المعارضة على المدينة على الرغم من الهجمات الجوية على الأهداف التابعة للقذافي في المدينة. وقال أحد السكان إن قوات المعارضة صدت محاولة القوات الحكومية للسيطرة على مركز المدينة، لكن القوات الموالية للقذافي شنت بعد ذلك قصفاً عشوائياً على ميناء المدينة وعلى وسطها. وقال متحدث باسم المعارضة اسمه سامي “استخدموا دبابات وقذائف صاروخية ومورتر وقذائف أخرى لقصف المدينة الجمعة. كان قصفاً عشوائياً وعنيفاً للغاية... لم نعد نميز المكان، فالتدمير لا يمكن وصفه”. وتابع “الجنود الموالون للقذافي الذين دخلوا المدينة عبر شارع طرابلس ينهبون المكان.. المتاجر وحتى المنازل.. ويدمرون كل شيء”. وأضاف “إنهم يستهدفون الجميع ومنازل المدنيين. لا أعرف ماذا أقول.. الله معنا”. ونقلت قناة الجزيرة عن متحدث آخر باسم قوات المعارضة يدعى عبد الباسط أبو مزيرق قوله إن 5 أشخاص قتلوا بينهم طفل في السادسة في سيارة أصابتها قذيفة. وتقول المعارضة المسلحة إنها ما زالت تسيطر على وسط مصراتة والميناء، لكن قوات القذافي زحفت نحو وسط مصراتة عبر شارع طرابلس الرئيس. ووصف أحد سكان المدينة قتيلاً وصل إلى المستشفى بأنه وصل على هيئة “أشلاء”. وفي المنطقة الشرقية، دارت معارك بين الثوار وقوات القذافي أمس، قرب موقع البريقة النفطي شرق البلاد. وانتقل خط الجبهة بين الثوار وقوات القذافي ظهراً إلى محيط منطقة البريقة. ومنع الصحفيون والمدنيون للمرة الأولى من الاقتراب والمرور من مدخل أجدابيا الغربي إلى خط الجبهة. وقتل 11 شخصاً بينهم 8 مدنيين خلال 3 أيام في المنطقة المتنازع عليها وفق مصادر طبية في أجدابيا التي تبعد 80 كلم شرق البريقة. ولقي 5 مدنيين حتفهم الأربعاء الماضي، و3 أمس الأول و3 متمردين للمعاضة أمس. كما أصيب أيضاً 10 متمردين. وتعددت الروايات حول ظروف مقتل المدنيين. ففي حين أفادت رواية أولى بأنهم قتلوا في الغارات التي يشنها التحالف الدولي، قالت رواية ثانية إنهم قضوا بيد قوات القذافي. وعصر أمس، تواصلت المواجهات بالمدفعية الثقيلة واستخدم المتمردون قاذفات صواريخ ووصل صدى الانفجارات حتى أجدابيا. وكان طبيب ليبي بالمنطقة أبلغ في وقت سابق تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية، بقوله إن غارة جوية لقوات التحالف الغربي قتلت 7 مدنيين معظمهم أطفال وأصابت 25 آخرين قرب بلدة البريقة الأربعاء الماضي. وقالت الإذاعة البريطانية أمس، إن عربة مقطورة تحتوي ذخيرة انفجرت بين منزلين مما أسفر عن مقتل فتيات وشبان تتراوح أعمارهم بين 12 و20 عاماً. ولم يتسن التأكد من صحة الخبر بعد. وكان قائد الجيوش الأميركية الآميرال مايك مولن قال أمس الأول إن “المشكلة الكبرى لدى التحالف هي الطقس في الأيام الثلاثة أو الأربعة الفائتة”. وأوضح أن “هذا العامل أدى أكثر من أي شيء آخر، إلى تقليص وليس إلغاء فعالية” الطائرات المكلفة تنفيذ الضربات، حيث “تعذر عليها أحياناً رؤية الأهداف بدقة”. كما سمحت الأحوال الجوية لقوات القذافي بشن هجومها المضاد نحو الشرق مع تمدد خطوط قتال الثوار، بحسب مولن. وفي طرابلس، وقع إطلاق نار قرب مقر إقامة العقيد القذافي، وأكد سكان أنهم شاهدوا قناصة على أسطح البنايات وبركاً من الدماء في الشوارع. كما سمعت أصوات احتكاك إطارات سيارات مسرعة بالأسفلت، بينما كانت تنطلق في شوارع وسط طرابلس. وسمعت أيضاً أصوات صياح أو هتاف قادمة من بعيد. وقال أحد سكان العاصمة “كانت هناك برك من الدماء في الشوارع. لن تجد شيئاً الآن. لقد قامت عربات الإطفاء بتنظيفها بخراطيم المياه”. وكثيراً ما يسمع صوت إطلاق الرصاص في طرابلس، حيث يحلو للناس إطلاق النار في الهواء احتفالاً أو تحدياً، لكن شهود قالوا إن ما جرى أمس، بدا لهم مختلفاً وأنه بدا كمعركة بالرصاص. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من صحة روايات الشهود، حيث لا يسمح للصحفيين في طرابلس بتغطية الأخبار بحرية.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©