الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التلفزيون التفاعلي.. مزيج من وظائف المشاهدة والإنترنت

التلفزيون التفاعلي.. مزيج من وظائف المشاهدة والإنترنت
27 سبتمبر 2009 00:20
منذ انتشار التلفزيون أواسط عقد الخمسينات من القرن العشرين وحتى الآن، بقي المشاهد طرفاً سلبياً في هذه الثورة الجديدة التي نقلت أحداث العالم إلى داخل البيوت. ويؤكد الخبراء أن هذا الحال سيتغيّر قريباً جداً بظهور «التلفزيون التفاعلي» intractive TV الذي يتيح للمشاهد لأول مرة أن يتحول إلى صاحب قرار في اختيار الخدمات والبرامج المطلوبة، فضلاً عن أنه يتيح له الاستفادة من كل الخدمات المرتبطة بشبكة الإنترنت عن طريق جهاز التحكم عن بعد. وتتسابق الآن كبريات الشركات العالمية المتخصصة بتطوير الرقاقات والمعالجات الحاسوبية والبرامج التطبيقية للإبحار عبر الإنترنت، في ابتداع التقنيات الجديدة التي تهدف إلى دمج وظائف التلفزيون والكمبيوتر في جهاز واحد يسمى التلفزيون التفاعلي. وتقول جيسيكا هودجسون في مقال تحليلي نشرته في صحيفة «وول ستريت جورنال» الخميس الماضي: «يمكن النظر لهذا الاقتران الواعد بين التلفزيون والكمبيوتر بأنه يمثل أحد أهم النقاط المضيئة المقبلة في هذا العصر الرقمي الذي نعيشه. ويمكن أن تتضح هذه الحقيقة بقوّة من خلال الاهتمام العظيم الذي تبديه الشركات التكنولوجية الكبرى المتخصصة في مجال بناء البرامج التطبيقية وتطوير تقنيات الإنترنت، بتحويل هذه الفكرة إلى حقيقة واقعة». ومن خلال تقييم ما تمّ إنجازه حتى الآن في هذا المجال التقني المثير، يمكن القول إن التلفزيون التفاعلي أصبح الآن على الأبواب. ولن يحتاج التلفزيون/كمبيوتر الجديد إلى أجهزة وسيطة لربط وظائف الجهازين، بل إنه سيكون جهازاً جديداً مستقلاً بنسبة مئة بالمئة. وسبق لشركتي «تيفو» Tivo و«آبل» أن حققتا اختراقاً في هذا المجال، إلا أن الربط بين الجهازين كان يتم باستخدام بعض التجهيزات الوسيطة المعقدة. وبالرغم من أن بعض العقبات التقنية والتنظيمية والقانونية، ما زالت تقف في الطريق، إلا أن العمل يجري على قدم وساق في الشركات المتخصصة ببناء الرقاقات الحاسوبية وبرامج الإبحار في الإنترنت لوضع اللمسات الأخيرة على البرمجيات المبتكرة الجديدة التي ستمثل البيئة الرقمية لولادة النظام التفاعلي الجديد. ويتم العمل الآن في تطوير هذه البرمجيات في اتجاهين متوازيين؛ وفيما تحاول بعض الشركات ابتداع تقنيات جديدة يمكنها أن تربط بين وظائف التلفزيون والكمبيوتر «وخاصة وظيفة الإبحار في الإنترنت»، فإن شركات أخرى مثل «ياهو» و»أدوب سيستيمز»، تعمل بطريقة مغايرة تماماً بحيث تسعى لابتداع جهاز جديد تماماً وغير مسبوق يمكنه أن يجسّد عمل الجهازين معاً. وحول موقف المشاهدين من هذه التطورات، قال باتريك باري المدير التنفيذي لشركة ياهو، إن الناس كانوا قبل خمس سنوات يرفضون فكرة إضافة وظيفة البريد الإلكتروني إلى أجهزتهم الهاتفية المحمولة، ولكنّنا نجد الآن كيف أن معظم هؤلاء الرافضين يحرصون على إضافة هذه الخدمة. ولا شك أن جهاز التلفزيون يتعرض الآن إلى نوع مشابه من التحوّل أو الانحراف عن الوظيفة الأساسية». وحتى الآن، ما زال جهاز التلفزيون العادي يفتقر لأي قدرة على الإبحار في شبكة الإنترنت أو تخزين ومعالجة البيانات التي تهم المشاهد؛ إلا أن شركات سبّاقة إلى تطوير النظام، ومنها «سوني» و«سامسونج» و«فيزيو»، بدأت بإضافة رقاقات حاسوبية إلى الجهاز يمكنها أن تنفّذ مهمات حوسبية بالغة التعقيد. وعلى سبيل المثال، من المنتظر أن تطرح شركة «فيزيو» في الأسواق بداية شهر نوفمبر المقبل، أول سلسلة من الأجهزة التلفزيونية المزوّدة بنظام «واي- فاي» للاتصال بالإنترنت؛ وهي مجهّزة بشاشة قياس 42 بوصة التي تعد من أضخم الشاشات المعروضة في الأسواق. وتعد هذه الأجهزة الطلائع الأولى للتلفزيونات التفاعلية لأنها تضم كافة تطبيقات وخدمات الإنترنت التي يمكن التحكم بها عن طريق جهاز التحكم عن بعد فضلاً عن أنها مجهّزة أيضاً بلوحة المفاتيح. وذكرت مصادر الشركة أنها تعتزم بيعها بسعر ابتدائي يبلغ 1200 دولار فقط؛ أي بأقل من سعر جهاز التلفزيون العادي وذي الشاشة الأصغر بكثير. توقعات ويذكر تقرير صادر عن شركة «آي سابلي» iSuppli المتخصصة بالتنبؤ بمنحى التطورات الطارئة على الأجهزة الرقمية، بأن ينمو عدد الأجهزة التلفزيونية المندمجة مع الإنترنت في العالم، إلى ما بين 80 و90 مليون جهاز بحلول عام 2013 أو ما يمثل 40 بالمئة من سوق الأجهزة التلفزيونية. وخلال أشهر قليلة يمكن أن تعدّ على أصابع اليد الواحدة، سوف يتوفر في الأسواق أكثر من 90 طرازاً مختلفاً من الأجهزة التلفزيونية التكاملية التي تضم وظائف الإنترنت. والسؤال الذي ما زال يطرح نفسه بقوّة في هذا الصدد: ما نوع الخدمات الإضافية التي يريدها الناس من وراء إضافة تقنية الإبحار في الإنترنت لجهاز التلفزيون؟. فهل تراهم يفضلون أن يتمتع جهازهم بكافة الخدمات التي تقدمها الإنترنت، أم أنهم يفضلون الاكتفاء ببرنامج تطبيقي يمكنهم من خلاله التحكم بالبرامج والفقرات التي يفضلونها عن طريق تحقيق الاتصال بين الجهاز والشبكة العالمية؟. يرى آنوب موراركا الخبير الاستراتيجي في شركة «آدوب سيستمز»، أن المشاهدين يفضلون أن تقتصر خدمات الإنترنت في أجهزتهم التلفزيونية على تطبيقات محددة مثل تحميل أفلام الفيديو والتواصل مع الأصدقاء عبر الشبكات الاجتماعية والتمكّن من اختيار البرامج والأفلام المفضّلة. ولا يتوقع موراركا أن يكون هناك الكثيرون ممن يفضّلون معالجة النصوص والتقارير على شاشات أجهزتهم التلفزيونية. ولبعض الخبراء رأي معاكس، ومنهم أولئك الذين يعملون لصالح شركة «بيرسونال ويب سيستمز» التي يوجد مقرها في كاليفورنيا والذين يعتقدون أن من الواجب تحميل جهاز التلفزيون بكافة التطبيقات والخدمات التي تنطوي عليها شبكة الإنترنت من دون استثناء. وهم يدعّمون رأيهم هذا بالحقيقة النفسية التي تؤكد على أن مستهلكي الخدمات الرقمية غالباً ما يفضلون إضافة المزيد منها كلما ظهر طراز جديد من الأجهزة. ولهذا فإن إضافة كافة خدمات الإنترنت إلى جهاز التلفزيون من شأنه أن يمثل اختصاراً مهماً لهذه المهمة التطورية. الشرق الأوسط .. السوق الواعدة للتقنية الجديدة ويبدو أن لمنطقة الشرق الأوسط حظّها الكبير من هذا التطور. فبعد أن تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت فيها 47 مليوناً، توقع خبراء أن تستخدم أكثر من مليون أسرة أجهزة التلفزيون المتصلة بشبكة الإنترنت، وفقاً لما ذكرته شركة «نت جير» Netgear، العالمية المتخصصة في التخزين الرقمي وتوفير الحلول التكنولوجية والتجهيزات الشبكية. وسوف يُمهّد هذا الانتشار الواسع والسريع لاستخدام الإنترنت في المنطقة، لانتشار موازٍ لأجهزة التلفزيون التفاعلية، لا سيما أن غالبية مستخدمي الإنترنت هم دون سن 35 عاماً، حيث يشكل جيل الشباب سوقاً استهلاكية واعدة أكثر تأثراً بالاتجاهات العالمية. وضمن هذا الإطار كشفت شركة «نت جير» عن نظام الترفيه الرقمي «إيفا 2000» EVA المزود بقدرات التصفح المباشر للإنترنت عبر جهاز التلفزيون لموفري خدمة الإنترنت في الشرق الأوسط. وتم تصميم نظام «إيفا 2000» ليتم ربطه مباشرة بجهاز التلفزيون، حيث يتيح للمستخدمين مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت على شاشة كبيرة، والتصفح للبحث عن مقاطع الفيديو الإخبارية والرياضية والمنزلية من مواقع تحميل الفيديو ذائعة الصيت، بالإضافة إلى مشاهدة مقاطع الفيديو الموسيقية والتمتع بالصور الشخصية والموسيقى على شاشة التلفزيون من خلال ربط الذاكرة الضوئية، وكذلك البحث في الإنترنت عن المزيد من محتويات الفيديو. كما يتيح الموجه للمستخدمين إمكانية إعداد قائمة بمواقعهم المفضلة، بالإضافة إلى الحصول على القنوات العربية والإنجليزية المجانية بالإضافة للقنوات الأوروبية والأميركية، والتي لا توفرها محطات التلفزيون الفضائية. أما المستخدمون الذين لا يمكنهم تركيب الصحن الفضائي الخاص بهم على أبنيتهم، فيمكنهم الحصول على مجموعة واسعة من قنوات التلفزيون المحلية والعالمية. عن صحيفة Wall Street Journal ومصادر أخرى
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©