الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العيد الأولمبي.. الأسطورة وغصن الزيتون

العيد الأولمبي.. الأسطورة وغصن الزيتون
11 يوليو 2016 21:11
نيقوسيا (أ ف ب) بين القصص الخيالية والهدنة العسكرية التي أنبتت سلاماً وتنافساً شريفاً، ترتبط بداية المباريات الرياضية، أو كما تسمى «الألعاب الأولمبية» التي كانت تمتحن القوة والمرونة والسرعة لدى المشتركين. كانت تجري في مدينة أولمبيا إحدى المدن الإغريقية القديمة، بأساطير خيالية وروايات رائعة كثيرة، تستمد من أفقها الواسع وفروعها المتشعبة جوانب الحكمة والطرائف في آن واحد. وذكرت إحدى الروايات، أن هيراكلس هو مؤسس الألعاب الأولمبية، بعد انتصاره على القيصر الظالم والبخيل أفغي، وتعود الشهرة له كمؤسس أول أطلق على المناسبة اسم «أولمبية»، وحافظ على تقاليدها وإقامتها كل سنة خامسة لأنه هو وإخوته كانوا خمسة. ومن الأساطير الشعبية الشائعة في ذلك العصر، يقال إن القيصر الإليادي أوتوماوس أُخبر بواسطة الآلهة أنه سيُقتل على يد صهره زوج الأميرة هيبوداميا التي تقدم لها خطاب كثر نظراً إلى جمالها وفتنتها... لكن القيصر الشجاع اقترح على كل متقدم لخطبة ابنته أن يبارزه في سباق العربات على الأحصنة الأربعة، وشروط المبارزة كانت قاسية جداً. إذ إنها تتيح للخطيب الزواج من الأميرة وتتوجه قيصرًا في حال انتصاره... ويُقطع رأسه فوراً في حال هزيمته. وتمكن القيصر أوتوماوس من تزيين قصر الأمير برؤوس 13 من الخطاب المنهزمين، لذا فإن انتصاره مؤكد لا شك فيه، غير أن الخطيب الرابع عشر الملك بيلوبس تفوق في المبارزة، وفي نهاية السباق انقسمت عربة القيصر بخروج إحدى عجلاتها، وكانت على سرعة عالية أودت بحياته وتحققت الأسطورة. واحتفالاً بالنصر والزواج أقيمت المهرجانات وتخللتها المباريات الرياضية، إذ أصبح بيلوبس سيداً على مقاطعة الإلياد بما فيها أولمبيا، وقرر تخليداً للمناسبة إقامة الألعاب مرة كل أربع سنوات وحدد مكاناً لها بجوار مدينة أولمبيا في أكبر شبه جزيرة يونانية سميت بلوبونيز تيمناً باسم القيصر المتوّج. وهناك بعض الروايات حول قيام الأعياد الرياضية بتحالف حصل بين إيفينوس ملك إيليس وكليوستينس ملك بيزا وليكورجوس ملك إسبرطة، إذ إن اليونان كانت تعيش النزاعات والصراعات الداخلية بين مقاطعاتها، وجاءت «الألعاب المقدسة» لتوقف الحروب طيلة مدة إقامتها. ومن الإثباتات الملموسة وجود نص عن المعاهدة التي حصلت وقتذاك بين القادة المذكورين على صحن من البرونز حفرت عليه بنودها، ومحفوظ حتى تاريخه في متحف أولمبيا. وجاء في أحدها «أولمبيا مكان مقدس، من يتجاسر على دخوله وسلاحه في يده، يكون قد انتهك حرمته». وأقيمت الألعاب القديمة الأولى عام 776 قبل الميلاد، لكن يرجح تنظيم مباريات رياضية محدودة في أولمبيا قبل أن تستقطب متنافسين من المقاطعات اليونانية القديمة. وحُددت مدة العيد الأولمبي، كما كان يسمى، بشهر واحد يبدأ مع اكتمال القمر في آخر شهر من فصل الصيف، ويحتفل فيه كل 1416 يوماً، وهو الرقم الذي يؤلف السنة الأولمبية في اليونان القديمة... وخلال «الشهر المقدس» تسود قوانين محدودة، فيعلن السلام المقدس وتتوقف الحروب والمنازعات كلها على اختلاف أشكالها. ويلتقي أعداء الأمس في الساحات الرياضية يتصارعون، ويتبارزون بروح رياضية، متنافسين على ألقاب الشرف: الأقوى- الأسرع- الأعلى. وكان اجتياز امتحان قبول المرشحين للتنافس في الألعاب عملاً شاقاً، إذ لا يكفي أن يكون المرشح حراً، أي مواطناً يونانياً، لأنه كان يحظر على العبيد أو البربر الاشتراك، بل عليه اجتياز مرحلة تحضير لا تقل مدتها من 10 إلى 12 شهراً يمثل في نهايتها أمام لجنة امتحان من الإلياديين الصارمين، بعدها يخضع الناجحون لتأهيل جديد لمدة شهر. وكانت النزاهة أهم صفات المتبارين، فإذا ضُبط أحدهم بجرم الغش يدفع الثمن غالياً، وإذا انتهت الألعاب، وأعلنت النتائج ثم تبين الغش يجرَّد المخالف من اللقب ويعاقب جسدياً بقسوة ويفقد حقوقه المدنية. وشارك بعض عظماء ذلك العصر ومنهم: المؤرخ هيرودوت، والناشر الخطيب ديموستين، والفيلسوف سقراط، وعالم الرياضيات فيثاغورس الذي توج في المصارعة، والكاتب الأديب لوقيان. وأدخلت لعبة البانكراتيون (المصارعة الحرة واللكم حتى القضاء على الخصم) في الدورة الـ23 التي أقيمت سنة 688 ق.م. واعتمدت مباراة الفروسية في الدورة الـ25 (680 ق.م.)، لكن الفوز كان للعربة وليس للفارس الذي يقودها. مشاهدة محرمة نيقوسيا (أ ف ب) لم يكن للمرأة دور في الألعاب القديمة، حتى إنه حرم عليها مشاهدة المباريات. وكان جزاؤها الموت لو حضرت بشكل كمتفرجة فقط ربما لأن المشاركين كانوا يتبارون عراة، لكن كان للنساء الحق في امتلاك عربات وخيول وإشراكها في الألعاب. 293 دورة في 1168 سنة نيقوسيا (أ ف ب) لم تتوقف الألعاب الأولمبية حتى بعد استيلاء الرومان على الأراضي الاليادية... وفي خلال 1168 سنة أقيمت 293 دورة إلى أن حان العام 394 وأمر الإمبراطور تيودوس الأول بوقفها ومنع الاحتفالات الدينية... وهدمت لاحقا الملاعب والأمكنة الرياضية والأبنية والمنشآت وأتت هزتان أرضيتان قويتان عامي 522 و551 على مدينة أولمبيا بأكملها. وفي نهاية القرن التاسع عشر، تمكن علماء الجيولوجيا والآثار من تحديد معالم مدينة أولمبيا القديمة، وعملوا على إحياء بعض الأقسام والأمكنة الرياضية فيها. لاعبون مدججون بالأسلحة نيقوسيا (أ ف ب) من النوادر اللافتة بعض العادات التي اتبعت في دورات معينة، مثلا في الدورة الـ 65 ( 520 ق.م.) فرض على المشاركين في ألعاب القوى أن يكونوا مدججين بأسلحتهم كاملة. تميزت الألعاب الـ37 (632 ق.م.) بمشاركة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 20 عاما، وسمح لهم في خوض سباقات الجري والمصارعة، وبعدها في الألعاب الخماسية. وبعد 12 عاما، باتوا يشاركون في مصارعة اللكم. وكانت الألعاب مقتصرة على يوم واحد، وامتدت إلى ثلاثة أيام في الدورة الـ77 (472 ق.م.)، فضلاً عن يومين يحتفل فيهما بتتويج الإبطال، وهكذا أصبحت مدة الألعاب خمسة أيام. 24 مرحلة نيقوسيا (أ ف ب) تضمن برنامج الألعاب القديمة مباريات المضمار والميدان (ألعاب القوى). فهناك الجري من المرحلة الواحدة وطولها 192،27 م حتى سباق الـ 24 مرحلة (نحو 5 كلم). الوثب الطويل ورمي الرمح ورمي القرص والمصارعة سمي مجموع منافساتها ب «الألعاب الخماسية» (بانتاتلون)... والمميز إن الرياضي في حالة الجري أو الوثب كان عليه إن يحمل في يديه ثقلين من الحديد أو الحجر لاعتقاده بأنهما يساعدان على زيادة السرعة والوثب الأبعد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©