الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

120 مسلسلاً «رمضانياً» تشتت المشاهدين

120 مسلسلاً «رمضانياً» تشتت المشاهدين
27 سبتمبر 2009 00:15
ليس سهلاً أن تتاح للمشاهد 120 مسلسلاً تلفزيونياً في شهر واحد بينما يشاهد في العام كاملاً أقل من هذا العدد. إنه أشبه بالتخمة التي تصيب بالدوران ومن ثم الغثيان، فيستوي في عرفها الغث والسمين، وتتساوى الرؤوس الكبيرة والصغيرة. وفيما نجح تلفزيون «أبوظبي» في تقديم إنتاج حصري «محلي وعربي»، واستكملت «إم بي سي» سياسة إنتاج مسلسلات الأجزاء (أربعة أعمال)، وأخفقت «إل بي سي» في تقديم دورة برامجية «جاذبة»، وحاولت «روتانا خليجية» مجارة «العتيقين» من أبناء الكار، ونافست «الوطن» بشراسة، وفقدت «الراي» لياقة العام الماضي، وتبادلت قنوات مصرية عرض كل إنتاج البلد على شاشاتها.. أخفقت غالبية هذه الأعمال في لفت الانتباه، وبعضها لم يشاهده أحد، وبعضها الآخر انصرف عنه المشاهدون بعد مرور حلقات قليلة منه، أما البعض المتبقي (وهو جيد)، فقد وقع في أخطاء إخراجية وأدائية، وأحيانا هفوات في القصة ذاتها. باب الحارة أغلق للأبد اكتسحت المسلسلات المصرية الشاشات في رمضان بإنتاج 60 مسلسلاً أي ما يعادل 50% من المسلسلات المنتجة عربيا، وشارك فيها عمالقة الدراما المصرية.. تقدمهم يحيى الفخراني بمسلسله (ابن الأرندلي) ويسرا في (خاص جداً). فيما حضر نور الشريف بمسلسلين مختلفين في الفكرة والتصوير (ما تخافوش) و(الرحايا). وتطرقت خمسة مسلسلات مصرية عن الصراع العربي الإسرائيلي وشخصية اليهودي بين الهجرة والاندماج. كما حضرت المسلسلات التي تصور حياة المشاهير بمسلسل عن اسماعيل يس (أبو ضحكة جنان) جسد فيه شخصيته الممثل اشرف عبدالباقي ومسلسل عن حياة ليلى مراد باسم (قلبي دليلي) وجسد فيها شخصية ليلى مراد الممثلة صفاء سلطان. لكن لم ينجح أي مسلسل مصري في ترك أثر درامي جيد، أو إحداث جلبة تلفزيوينة كما فعل في الأعوام السابقة، وتلت المسلسلات المصرية من حيث الكم المسلسلات السورية التي بلغت الرقم 28 كان أبرزها بلا منازع (زمن العار) و(شتاء ساخن)، أما (باب الحارة) ففقد بريقه في الجزء الرابع الذي حاول المخرج بسام الملا من خلاله إثبات انه قادر على النجاح دون الكبار ولكنه لم ينجح. وتأثر العمل كثيرا بغياب سامر المصري. ولم ينجح وفيق الزعيم الذي كانت له يد في التغييرات الجديدة من أجل توسيع دائرة شخصية ابوحاتم التي يلعبها في جذب المشاهدين إلى العمل بنفس الشغف القديم. وكانت ردود الفعل السلبية عن الجزء الرابع مدعاة لأن يعلن الملا أن الجزء الرابع هو الأخير ولن يكون هناك جزء خامس. ومع أن الزعيم حاول أن ينفي تهمة السيطرة على النص إلا ان اتهامات سامر المصري ومن قبله عباس النوري له يصعب تجاهلها. يقول الزعيم: «لا يمكن لا لوفيق الزعيم ولا لأحد غيره أن يكتب نصا على هواه ويتم تصويره وإخراجه لملايين الناس وينجح العمل، فنجاح باب الحارة في الماضي والآن والجوائز التي أتوقع أن ينالها ستثبت أن العمل مكتوب للجميع، جميع الممثلين فيه، لكن من راقب تتابع الأحداث وتعاقبها منذ الجزء الأول سيرى أنه من البديهي جدا أن تؤول الأمور في الوقت الحالي بدرجة أقرب إلى أبو حاتم، فالزعيم مات في الجزء الأول وأبو عصام توفي في الثاني، وغاب العقيد أبو شهاب في الرابع، وفي خضم أزمة كهذه لابد لأبو حاتم حسب تسلسل أهمية شخوص العمل من أن يلعب دورا مهما ومحوريا لما له من ثقل إيجابي على أهل الحارة». وكان بسام الملا أكد: «أن استمرار المسلسل في العام القادم يعتمد على نجاحه هذه السنة». لكن يبدو أن رتابة هذا العمل ستوصد باب الحارة إلى الأبد. سعاد عبدالله تتفوق بلغت كمية الضخ الكويتي الدرامي هذا العام 22 عملاً. كان التنافس فيما بينها كبيرا. حياة الفهد وسعاد عبدالله مع حسين عبدالرضا وغانم الصالح كانوا متواجدين. ويمكن القول ان سعاد عبدالله تفوقت بمساعدة غانم الصالح في الفوز بالجولة بمسلسل (ام البنات) الذي احتوى على فكرة مميزة وجديدة. وبرعت خلالها سعاد عبدالله في أداء دور الزوجة الضعيفة المستكينه لزوج متسلط الى أبعد درجة. فيما قدمت حياة الفهد في مسلسل (دمعة يتيم) طرحاً جديداً مزجت فيه التراجيديا بالكوميديا، وأعادت إلى الأذهان شخصيتها في مسلسل «خالتي قماشة»، وظهر حسين عبدالرضا في (الحب الكبير) باداء كوميدي رائع، لكن قصة العمل لم تكن محبوكة كما ينبغي لعمل بطله فنان قدير. وقدم (شر النفوس) في جزئه الثاني صورة مكررة للجزء الأول ولكنهم استبدلو السحر بـ«العين» و«الدجل» فقط، وعابه تغيير أدوار الفنانين في مسلسل يحمل نفس الاسم والفكرة، بل أنه جزء ثان منه. اما بقية المسلسلات الكويتية فلا شيء فيها كان جديراً بالمشاهدة.. إذ تكررت اغلب الوجوه في أكثر من مسلسل. والمثير في الأمر أن غالبية المسلسلات الكويتية تجاوزت حدود الحرية وظهرت بشكل يخدش الحياء. ما تسبب في فورة غضب داخل المجتمع الكويتي الرافض لهذا التجاوز. وانتشر عبر مواقع الإنترنت العديد من الإعلانات التي تبرأ فيها كويتيون من محتويات هذه المسلسلات، تحمل رسائل يدافعون فيها عن خصوصية المجتمع الكويتي وتنفي العديد من القيم الاجتماعية والعائلية والاقتصادية التي تعكسها هذه المسلسلات. وجاء في أحد هذه الإعلانات «نحن مواطني دولة الكويت نعلن للإخوة الوافدين، ولكل الشعوب العربية براءتنا من المسلسلات الكويتية ونوضح ما يلي: أولا: اننا شعب محترم وأسرنا محترمة ونتعامل باحترام مع بعضنا البعض، باختصار احنا (خوش ناس) ونحترم أبناءنا وأمهاتنا ونتكلم معاهم (عدل). ثانيا: لا نسكن جميعنا البيوت الرخامية، ولا نرمي بـ(الخامات) والاقمشة بالهبل على الارض (يعني ديكور) ولم نحول بيوتنا الى مشاتل، بل معظمنا محشورٌ في الشقق بانتظار الاسكان. ثالثا: نؤكد للاخوة ان الكميات الكبيرة والعدد المهول من (المجانين) في معظم المسلسلات لا يعني انه في كل بيت كويتي يوجد (خبل) بل يعني ان المسلسلات الكويتية تعاني هي نفسها من.. (الخبال والهبل). رابعا: نؤكد أن مسلسلاتنا مثل نوابنا في مجلس الامة لا يمثلون بالضرورة الشعب الكويتي وان غالبية نوابنا مثل معظم مسلسلاتنا.. ما يعبرون عنا». كما ظهرت أصوات أخرى تطالب المسؤولين في الإعلام الكويتي بوقف المسلسلات والبرامج التي وصفوها بالمسيئة لشخصيات ومسؤولين بارزين في المجتمع، حيث طالبت شخصيات سياسية بارزة وزير الإعلام الكويتي بالوقوف أمام هذا الكم من الإساءات، وكان ذلك على خلفية الجدل الذي أثاره المسلسل الكويتي (صوتك وصل)، حيث تضمنت الحلقات الثلاث الاولى من البرنامج الرمضانيّ، الذي تبثه محطَّة «صوت الشعب» التلفزيونيَّة الخاصَّة في الكويت، قدرًا كبيرًا من التقليد المتقن لشخصيات برلمانية لم يصدر عنها أيّ تعليق حتى الآن، ما أدى إلى إصدار قرار بإيقاف البرنامج.. وتحويل القائمين عليه للتحقيق مع عدد كبير من المسلسلات بسبب مخالفتهم لقوانين الإعلام الكويتي. وأمرت وزارة الإعلام، بتوجيه كتاب رسمي يحتوي على أمر محطة (سكوب) الكويتيّة الفضائيّة بالوقف الفوري لعرض حلقات برنامج (صوتك وصل) الذي تضمّنت حلقاته الثلاث الأولى تقليداً سياسيًّا ساخراً لشخصيات حكوميّة وبرلمانيّة. وأرجأت أيّ تعليق رسمي لها حتى الآن، فاسحة المجال أمام تحرّك الرأي العام الكويتي، وإظهار القضية برمتها بأنّها تأتي في سياق التضييق المتنامي للحكومة على الحريات الإعلامية والصحفية.. وكرّست جريدة «الوطن» الكويتية التي تملك محطة تلفزيونيّة تحمل الاسم نفسه افتتاحيّتها لرفض القرار الحكومي ضدّ قناة (سكوب) معتبرة أنّ القرار يهدف فعلاً إلى تكميم الأفواه والتضييق على الحريّات الإعلامية وقتل الإبداع، علمًا بأنّ محكمة كويتيّة كانت قد رفضت إيقاف بثّ فضائيّة الوطن بعد دعوى مستعجلة تمّ تحريكها ضد أحد برامج المحطة. جدل حول «فنجان الدم» كما كان متوقعا أثار مسلسل (فنجان الدم) لمؤلفه محمد العودة دوامة من الجدال لن تنتهي بسهولة. فخرج على شاشة قناة العربية خلدون غنيم المتحدث باسم قبائل غنيم الهلالية ليشجب ويستنكر تعرض المسلسل لقبيلته وأعيان فيها، خلافاً لأنباء عن عزم أبناء القبيلة رفع دعوى قضائية، إلا أن محمد عودة مؤلف المسلسل أكد أنه سلط الضوء على حقبة من التاريخ (نهاية الخلافة العثمانية وبداية الانتداب البريطاني). ولم يهاجم فيها قبائل ولا أشخاصا، ولم يتعرض لسيرة شخصية محددة. ومن المتوقع ان يتواصل الجدل حول المسلسل الذي كان من المفترض ان يعرض العام الماضي ولكن mbc قررت تأجيل عرضه لهذا العالم الى ما بعد الانتهاء منه ومراجعته.. وهو من بطولة جمال سليمان وغسان مسعود وميساء مغربي. ويلعب جمال سليمان في المسلسل شخصية النوري هزاع. وهي نموذج للشخصية البدوية التي تتناقلها روايات البدو أنفسهم وحتى روايات المستشرقين الذين زاروا البادية العربية وكتبوا عنها، مجسداً البدوي الذي يصل أحياناً إلى مرحلة «قبيلتي أو لا أحد» على مبدأ «وما أنا إلا من غزية إن غوت/غويت وإن ترشد غزية أرشد». ولكن مايثير في المسلسل انه تناول شخصيات معروفة لدى قبائلها كشخصية معشي الذيب التي جسدها الممثل العالمي غسان مسعود. ويبدو أن الممثل القدير رشيد عساف تعلم درساً من منع مسلسله البدوي (سعدون العواجي) العام الماضي فقدم هذه المرة مسلسلا بدويا جديدا لا يتعرض فيه لأحد باسم (قبائل الشرق) وقدم قصة بدوية تقليدية لم يحاول فيها ان يقترب من التاريخ المليئ بالأشواك.. عارضاً دراما بدوية تحكي قصصاً من الصراع القبلي والسيادة والزعامة من منظور فني جديد يحمل في طياته إسقاطات على الواقع العربي. ويؤدي رشيد عساف في المسلسل دور الشيخ «فارع الداوي» كبير قبيلة المواسي. المسلسلات التاريخية لم تكن بالوفرة المعتادة مع ان شهر رمضان في المعتاد يكون مسرحاً للمسلسلات التاريخية.. فقط مسلسل (صدق وعده) و(بلقيس) كانا حاضرين. ولم يقدم «صدق وعده» بطولة ايمن زيدان ونخبة من كبار الممثلين المصريين والسوريين الجدد أي جديد فهو أعاد قصة ظهور الإسلام مرة أخرى. أما بلقيس فعرض قصة حياة ملكة سبأ بلقيس. ولكنه ركز أكثر على علاقات الحبشة ومأرب أكثر من تغطية شخصية ملكة سبأ الأسطورية. إنتاج خليجي ضعيف...وكوميديا «سطحية» انتجت الدول الخليجية (باستثناء الكويت) 15 مسلسلا.. وفيما نجح (طاش 16) كما هو متوقع في الاستحواذ على المشاهدين في وقت الذروة لم ينجح حسن عسيري وفايز المالكي ومعهما راشد الشمراني في الظهور بنفس قوة الجزءين الأولين لمسلسل (بيني وبينك)..فمستوى السطحية التي ظهر بها «دنحي» و«مناحي» كان اكثر من أن يدعو للضحك.. وحتى ظهور (نور ولميس) بشخصيتيهما التركيتين الحقيقيتين أخفق في انتشال المسلسل من الفشل.. إذ كان ضعيفا ومهزوزا وبلا حماس. كما فشل للمرة الرابعة على التوالي الممثل فهد الحيان في اظهار نفسه كممثل قادر على انجاح مسلسل وحدة.. في الوقت الذي تصرّ فيه قناة دبي على انتاج اجزاء جديدة من هذا المسلسل الذي يسجل إخفاقاً كوميدياً تلو الآخر.. وكل مراهنات الحيان التي أطلقها قبل بدء الجزء الأول من المسلسل ومفادها انه سيتفوق على (طاش ما طاش) ذهبت أدراج الرياح. اما حبيب الحبيب الذي ظهر بطلا لأول مرة في مسلسل (ام الحالة) فكان غاية في الضعف إذ لا يطرح العمل أي فكرة، وإنما مجرد نكات أعيدت صياغتها بشكل آخر. فيما مر مسلسلا (وراك وراك) لخالد سامي وبشير، و(شعبان في رمضان) ليوسف الجراح وانتصار الشراح والمخرج عبدالخالق الغانم، مرور الكرام ولم ينتبه لهما غالبية المشاهدين.. ومن الممكن القول ان (طاش16) الوحيد الذي كان في الصورة بسبب الجدلية التي يثيرها بطرحه لموضوعات جريئة وحساسة، تمس قضايا المجتمع. القطريون حضروا بثلاثة مسلسلات.. ولكنها ارتكبت جميعها نفس الغلطة بمحاولة اغراق المشاهد الخليجي في المشاكل القطرية البحتة.. فلم تقدر الكاتبة المميزة وداد الكواري في الظهور بفكرة قوية كالعادة.. ولم يستطع عبدالعزيز الجاسم بأدائه المميز في انتشال الفكرة المبالغ فيها من الفشل.. ليسقط ولأول مرة عمل من تأليف الكواري..ويمكن القول إن أبرز ما في المسلسل هو أغنيتا المقدمة والمؤخرة اللتان أداهما الفنان راشد الماجد.
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©