الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في أذربيجان يستقبلون رمضان قبل حلوله بأسبوعين

في أذربيجان يستقبلون رمضان قبل حلوله بأسبوعين
28 مايو 2017 10:54
القاهرة (الاتحاد) لا يسهل التعرف إلى عادات دول إسلامية وتقاليدها في رمضان، وذلك إما لعدم وجود أعداد كبيرة لمسلميها خارجها، أو بسبب عدم انتشار السياحة فيها بشكل كبير، وأذربيجان من هذه الدول، ولكن بعد استقلالها خطت خطوات كبيرة في سبيل التعريف بها، خاصة أنها من الدول الأوروبية الإسلامية القليلة. وفي أذربيجان تصل نسبة الذين يدينون بالإسلام إلى 95 في المئة، ويتحدثون اللغة «الأذارية»، وتُعد شعوب هذه الدولة من أعرق الشعوب وأقربها في عاداتها وتقاليدها إلى الشعوب العربية، وتعدّ من أجمل بلدان العالم، حيث تتميز بالطبيعة البكر، كما أنها تسمى «بلاد البحيرات»، وفيها ما يقارب الـ250 بحيرة. ومن عادات مسلمي أذربيجان احتفالهم برمضان بشكل فريد، حيث تبدأ الاستعدادات لاستقبال الشهر منذ منتصف شهر شعبان، فينظمون «سباقات الخيل» وهي من أهم عاداتهم في الاحتفال بالشهر الفضيل، ويتم المشاركة في تلك الاحتفالات الفولكولورية التي تأخذ طابعاً شعبياً، وتتزين المساجد والمنازل ويتبارى الشباب في تزيين الشوارع، وتتبادل الأسر التهاني في هذه الاحتفالات. وتحرص كل أسرة أذرية على أن تقدم أطباقاً من الطعام على سبيل الهدية للجيران، أو كإحسان للفقراء، وذوي الحاجة وللأقارب والأصدقاء، ويوجد على مائدة الطعام في كل بيت في رمضان، دائماً، طبق زائد على أفراد الأسرة، تحسباً لوصول ضيف عند الإفطار، وقد اشتهر شعب أذربيجان بعادة خاصة في رمضان، لا يشاركه فيها أحد، وهي الوفاء بالنذور. ولرمضان في قلوب الآذريين مكانة كبيرة، والدولة تدعم زيادة الوعي الديني، وتخصص أوقاتاً في التلفزيون الحكومي لبرامج ومسلسلات دينية عن هذه المناسبة المباركة، ويتم عمل برامج للتوعية بأحكام الصيام، والصلاة، والزكاة، وتزداد جرعات البرامج الدينية، والتلاوات القرآنية لأشهر قراء العالم الإسلامي. وتتجمع العائلات الأذرية قبل الإفطار ويقوم أحد كبار السن وممن يقرؤون العربية، بتلاوة القرآن أمام الشباب الذين لا يفهمون العربية ويشرح لهم معاني الآيات من خلال ترجمتها إلى اللغة الآذرية، وكذلك يتحلقون لدراسة علوم الدين المختلفة، في مشهد رائع للتواصل والتراحم، فإذا ما ارتفع آذان المغرب، كان للتمر واللبن السبق في كسر ساعات الصوم، ولطبق الشوربة مكانة أساسية في المائدة الرمضانية. والليالي الرمضانية في باكو العاصمة، تتجلى بإقامة صلاة القيام، بالمسجد التركي الذي تم إنشاؤه في أوائل التسعينيات حيث يقبل مئات المواطنين، على أداء الصلاة، مع الجاليات الإسلامية الذين يقومون بتنظيم إفطار جماعي يشبه موائد الرحمن منذ أذان المغرب حتى السحور، كما تقوم بعض سفارات الدول الإسلامية بتوزيع الكتيبات والإمساكيات التي توضح فضل الشهر الكريم وتوقيت الإفطار والسحور، وتقوم المراكز الثقافية بتخصيص زوايا لإقامة الصلوات عموماً، وصلاة العشاء والتراويح خصوصاً، تعقبها ندوات، يتحدث فيها دعاة من الأزهر الشريف ورابطة العالم الإسلامي، وتحظى بإقبال كبير. وقد انتقل الفن الإسلامي إلى أذربيجان ما أثر بشكل كبير على فنها المعماري، وأضحت المساجد والمدارس تحفاً فنية شاهدة على تاريخها وانتمائها الإسلامي، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي أخذت تخطو من أجل استعادة هويتها الإسلامية الضائعة أو المطموسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©