الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقبة بن نافع.. فاتح أكبر مدن المغرب

27 مايو 2017 18:16
سلوى محمد (القاهرة) عقبة بن نافع الفهري، ولد قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعام واحد، أبوه ابن نافع أسلم قديماً، فنشأ عقبة في بيت إسلامي، فكان ذا خُلق وشجاعة وحزم وعقلية فذة، وقدرة على القيادة وتوكل على الله، من القادة الذين لهم الفضل في وصول شمس الإسلام إلى بلاد المغرب العربي. أثناء خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه توجه عمرو بن العاص لفتح مصر، فتوسم في ابن نافع خيراً، فأسند إليه مهمة قيادة دورية استطلاعية لدراسة إمكانية فتح الشمال الأفريقي، وهي من أخطر المهام، لأنها تحتاج الشجاعة والقوة والذكاء وحُسن التصرف في المواقف الصعبة، وكلها خصال توفرت في عقبة، كما أسند إليه بعد ذلك تأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر ضد هجمات الروم وحلفائهم البربر، بعدها شارك في فتح برقة التونسية وتولى حكمها، وظل في منصبه خلال عهدي عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، واهتم بنشر الإسلام بين قبائل البربر ورد غزوات الروم. في خلافة معاوية بن أبي سفيان أصبح معاوية بن حديج والياً على مصر، فأرسل عقبة إلى الشمال الأفريقي بعد أن توقفت الفتوحات أثناء الفتنة، وخلعت عدة بلاد الطاعة للمسلمين منها ودان وجرمة وقصور خاوار، فحاربهم عقبة وأعادهم إلى الدولة الإسلامية، بعدها توغل بجنوده في بلاد المغرب وشن حرباً ضد القوات الرومية واستطاع أن يقضي على الحاميات الرومية حتى وصل منطقة «فحط» جنوده واعتبرها قاعدة الجيش الإسلامي، وكانت مليئة بالوحوش والحيات، فقال له رجاله: «إنك أمرتنا بالبناء في شعاب وغياض لا ترام، ونحن نخاف من السباع والحيّات»، فجمعهم وقال: إني داع فأمّنوا، فدعا إيماناً وثقة ويقين بنصر الله وتأييده، ثم قال مخاطباً سكان الوادي: «أيتها الحيّات والسباع، نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتحلوا عنا فإنا نازلون، ومن وجدناه بعد ذلك قتلناه، فخرجت السباع والذئاب والحيات من الأحراش في مشهد لا يرى مثله، فنادى عقبة في الناس: «كفوا عنهم حتى يرتحلوا عنا» فسماه وادي القيروان، وبنى به مسجداً كبيراً أصبح منارة العلم وأول جامعة إسلامية. جاءه أمر من الخليفة بالتنحي عن الولاية، ولم يمض كثير من الوقت حتى عاد عقبة إلى قيادة الجهاد ببلاد المغرب واستئناف مسيرة الفتح الإسلامي، وكانت مدينة طنجة، ومن حولها بداية فتوحاته، ففتح باغاية وتلمسان، وكان بهما جيش ضخم من الروم والبربر، ودارت معركة استبسل فيها الروم والبربر، لكن عقلية ابن نافع العسكرية وحنكته وقدرته على القتال جعلت النصر لجنوده، وتراجع الأعداء إلى منطقة الزاب، وهي دار ملكهم ففتحها عقبة. استغاث الروم بقبائل البربر فانضموا إليهم وحشدوا جيشاً كبيراً، فقام عقبة وخطب في جيشه خطبة طويلة يحثهم ويذكرهم ببيعة الرضوان على قتال من كفر بالله إلى يوم القيامة، فاستثار حمية رجاله، فالتقى المسلمون بأعدائهم وقاتلوهم حتى انتصروا. عاد عقبة للقيروان مع ثلاثمئة من أصحابه حتى وصل إلى نهوذة، فرآه الروم في قلة فجمعوا جيشاً كبيراً، ودخل ابن نافع قتالاً عنيفاً معهم حتى استشهد عام 63 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©