الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن يونس المصري.. أعظم فلكي سبق «جاليليو»

ابن يونس المصري.. أعظم فلكي سبق «جاليليو»
27 مايو 2017 18:15
أحمد مراد (القاهرة) وصفه مؤرخون بأنه أعظم فلكي مسلم، وكان من أوائل العلماء الفلكيين الذين رصدوا كسوف الشمس والقمر، وينسب إليه العديد من الاختراعات والاكتشافات. هو العالم الفلكي أبو الحسن علي بن أبي سعيد بن يونس الصدفي المصري، ولد في مصر سنة 342 هجرية الموافقة لسنة 950 ميلادية، وقد نشأ وسط أسرة اشتهرت بالعلم، حيث كان والده من كبار المؤرخين، وجده من العلماء المتخصصين في علم النجوم، وقد حرص على تحصيل مختلف العلوم حتى أصبح من كبار العلماء في عهد الدولة الفاطمية. حظي ابن يونس بمكانة كبيرة لدى الخلفاء الفاطميين، حيث إن الخليفة الفاطمي العزيز بالله، شجعه ورعاه، ورفع مقامه، وبنى له مرصدا في المقطم، وجهزه بكل ما يلزم من الآلات والأدوات، وبعد وفاة الخليفة العزيز بالله، واصل ابن يونس العمل في عهد الحاكم بأمر الله ابن العزيز بالله الذي أسس «دار الحكمة» لتكون مناره للعلم ولأهله. ومن الإنجازات الفلكية التي تنسب إلى ابن يونس قيامه برصد كسوفين للشمس في العامين 977 و978 بدقة عالية، كما أنه رصد خسوفاً للقمر في نفس الفترة وسجله في جداوله الفلكية، والتي استخدمها الفلكيون الغربيون في العصور الحديثة، فضلاً عن أنه استطاع أن يحسب ميل دائرة البروج بدقة عالية. واخترع ابن يونس رقاص الساعة «البندول»، وبذلك يكون قد سبق العالم الإيطالي جاليليو في هذا الشأن بأكثر من 600 سنة، وكان رقاص الساعة يستخدم في الرصد الفلكي لدقته العالية، ومن منظور هذا الابتكار تطورت آلات حساب الوقت، كما أصبح للبندول الدور الكبير لدراسة الذبذبات والاهتزازات، وتقديراً لجهوده الفلكية تم إطلاق اسمه على إحدى مناطق السطح غير المرئي من القمر. وكان لابن يونس العديد من المؤلفات، أهمها كتاب «الزيج الحاكمي»، وهو الكتاب الذي بدأ تأليفه بأمر من العزيز بالله سنة 380 هجرية - 990 ميلادية، وأتمه سنة 1007 ميلادية في عهد الحاكم بأمر الله، وكلمة زيج فارسية، ومعناها الجداول الفلكية الرياضية، وكان له كتاب آخر أسمه «زيج ابن يونس»، والأرقام التي أوردها في كتابيه الزيجين صحيحة حتى الرقم السابع العشري، مما يدل على دقة حسابية لا مثيل لها في الحساب، وعنه نقل الكثير من العلماء الفلكيين، وكان المصريون يعّولون على تقاويمهم على زيج ابن يونس لفترة طويلة من الزمن، واشتمل «الزيج الحاكمي» على 81 فصلاً، وقد ترجمت بعض فصول هذا الزيج إلى العديد من اللغات الأجنبية، وتوجد أجزاء من هذا الكتاب في عدد من المكتبات العالمية مثل اكسفورد، وباريس، والاسكريال، وبرلين، والقاهرة، وقد قام العالم الغربي «كوسان» بنشر وترجمة أجزاء هذا الزيج التي فيها أرصاد الفلكيين القدماء وأرصاد ابن يونس نفسه عن الخسوف والكسوف، واقتران الكواكب. وضع ابن يونس بعض المؤلفات الأخرى مثل كتب «الميل» و«الظل»، و«تاريخ أعيان مصر»، والذي جمع فيه عدداً كبيراً من المشاهدات الفلكية المعروفة من قبله وما اكتشفه من رصده. وبرع ابن يونس في حساب المثلثات، وكان أول من توصل إلى حل بعض المعادلات التي تستخدم في علم الفلك، وله فيها بحوث قيمة ساعدت في تقدم علم المثلثات، وهو أول من وضع قانونا في حساب المثلثات الكروية، وكانت له أهمية كبرى عند علماء الفلك، قبل اكتشاف اللوغاريتمات، إذ يمكن بوساطة ذلك القانون تحويل عمليات الضرب في حساب المثلثات إلى عمليات جمع، فسهل حل كثير من المسائل الطويلة المعقدة. توفي ابن يونس المصري في عام 399 هـجرية 1009 ميلادية?.?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©