الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عاصفة غضب تهب على ناطحة سحاب بطرسبرج

عاصفة غضب تهب على ناطحة سحاب بطرسبرج
27 سبتمبر 2009 00:00
تحولت ناطحة السحاب الأطول في أوروبا المقرر تشييدها في مدينة بطرسبرج الروسية إلى مادة للجدل، حيث يرى كثيرون أن الناطحة ستهدد مكانة المدينة التاريخية كموقع عالمي للتراث. فقد منحت فالنتينا ماتفياتيكو عمدة مدينة بطرسبرج لشركة «جاز بروم» عملاقة الطاقة الروسية الضوء الأخضر للمضي قدماً في بناء مركز أوختا، متجاهلة بذلك موجات المعارضة والانتقادات التي عبر عنها سكان المدينة ومنظمة اليونسكو المعنية بمراقبة وحراسة الآثار والمعالم التاريخية والثقافية لمصلحة الأمم المتحدة. وسيكون ارتفاع البرج الزجاجي الأنيق (بطول يصل الى 403 أمتار -1300 قدم) أربعة أمثال أقصى ارتفاع مسموح به في المدينة بمقدار 100 متر فقط، بموجب قوانين التخطيط في عاصمة القياصرة في روسيا، وهو القانون الذي كان يسعى للمحافظة على الرؤية المعمارية التي وضعها القيصر بطرس الأكبر عام 1868. وقامت العمدة ماتفيانيكو بالتوقيع على إعفاء يسمح لشركة جاز بروم بتنفيذ المشروع بعد أن وافق السياسيون في الحكومة المحلية على دعم المشروع الذي تبلغ قيمته 3 مليارات دولار (1.8 مليار جنيه استرليني). وستكون الناطحة الجديدة الأعلى في أوروبا، حيث يتجاوز ارتفاعها مبنى المقر الرئيسي لمصرف كوميرز بانك الذي يبلغ ارتفاعه 300 متر في فرانكفورت، علماً بأن مشروع برج دبي الذي من المتوقع أن يصبح المبنى الأعلى من غيره في العالم أجمع بطول 818 متراً عند اكتماله في هذا العام سوف يتجاوز ارتفاع برج مؤسسة السي إن في تورنتو بطول 553 متراً. وكذلك فإن برج أوختا الذي تم تصميمه من قبل شركة (آر إم جيه إم) المعمارية البريطانية سوف يصبح أعلى بثلاث مرات من مبنى كاتدرائية سانت بطرس بيرج آندبول التي تعتبر حالياً أعلى مبنى في مدينة سانت بطرسبرج. ومن جانبها، أعربت منظمة اليونسكو عن «قلقها ومخاوفها الشديدة» في يوليو الماضي حيال التداعيات المترتبة على البرج، كما حذرت المسؤولين الروس من أنها سوف تلجأ الى وضع مدينة سانت بطرسبرج ضمن قائمة «التراث العالمي المهدد بالخطر» في العام المقبل. وحثت المنظمة الدولية المسؤولين الروس على تعليق العمل بالمشروع والاتجاه عوضاً عن ذلك الى تبني تصميم مختلف لحماية مركز المدينة الذي يعود تاريخه الى 306 أعوام مضت. ولكن هذه المخاوف بات من المرجح تجاهلها لأن «جاز بروم» تعتبر الشركة الأقوى نفوذاً في روسيا، ولديها روابط وثيقة مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف رئيس مجلس إدارتها السابق ومع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين وكلاهما يعود أصله الى مدينة بطرسبرج، كما أن ماتفياتيكو إحدى أكبر النسوة السياسيين نفوذا، وتدين بالولاء للرئيس بوتين. ومن المقرر أن يضم البرج المقر الرئيسي لشركة «جاز بروم نيفت» الذراع النفطي للمجموعة، كما سوف يتضمن مئات المكاتب للشركات وفندق وصالة للحفلات الموسيقية وصالة لعرض اللوحات الفنية، بالإضافة الى مركز تجاري ضخم. وهذا البرج الذي سوف يتمتع بخمسة واجهات تم تصميمها بحيث يغير الألوان خلال فترات النهار، كما تحولت أشعة الشمس الى اتجاه آخر بمساعدة من نهر نيفا الذي يشرف عليه البرج والذي يعمل باستمرار على تغيير انعكاسات الضوء على الماء. ولم تهدأ موجة المعارضة لبناء البرج الجديد، حيث خرج آلاف المتظاهرين قبل أسبوعين في احتجاجات في شوارع بطرسبرج تهتف «العار على جاز بروم». ولكن اليكسي ميلر رئيس شركة «جاز بروم» تعهد بأن تقوم الشركة بتمويل كامل المشروع بنفسها على أن يتم إنجازه بحلول عام 2012 برغم تواتر الشكوك في جدية الشركة في تمويل البرج بعد انخفاض أسعار الطاقة وتراجع قيمة أسهم الشركة مؤخراً جراء الأزمة الاقتصادية. عن «التايمز» اللندنية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©